| |
نوافذ عصر التقنية أميمة الخميس
|
|
صرح مصدر مسؤول في وزارة التعليم العالي بأن التقييم (المؤلم) الذي صنف الجامعات السعودية في آخر القائمة بين (3000) جامعة عالمية لم يبن على أسس أكاديمية، ويرجع إلى حصر المواد المنشورة حول موقع الجامعة على الانترنت!! ولا أدري هل هذا تبرير أو تسويغ أم عذر يتفوق على الذنب؟ إذا عرفنا أن المواقع الخاصة بالجامعات على شبكة الانترنت هي واجهتها الأولى التي تبين مدى علاقاتها مع العصر والزمن المعلوماتي الرقمي وعصر المعرفة، فإذا كانت أبرز المؤسسات الأكاديمية في مجال التعليم العالي عاجزة عن تأسيس مواقع إلكترونية متطورة ومسايرة للعصر فماذا نتوقع من بقية القطاعات. مع تأسيس خادم الحرمين الشريفين لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بكلفة عشرة بلايين ريال، وهي الجامعة التي ستعنى بالبحث العلمي والتطوير التقني، فكأنه هنا يعلن الملامح المتوقعة والملحة للمرحلة، هذا إذا عرفنا بأن سوق المعلوماتية في المملكة ينمو بمعدل نمو يتجاوز (15%) في المتوسط سنوياً هذا النمو لربما يمثل ظاهرة استهلاكية في ظل غياب البرامج والمشاريع المحلية التي تسعى لى إنتاج السلع والخدمات المعلوماتية وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية. وعلى الرغم من كثرة تردد كلمة (الحكومة الالكترونية) على المستوى الإعلامي لكن على أرض الواقع فإننا نجد هناك (أمية معلوماتية) تحدق بنا سواء على مستوى إنتاج المعلومة وصناعاتها أو استهلاكها، ومن ثم تطويرها ولعل نتائج الجامعات السعودية أبرز دليل على هذا، وعلى الرغم من أن السعودية قد حلت في المرتبة الأولى في التصنيف الذي ورد في تقرير مناخ الاستثمار في الدول العربية لعام (2005) الذي أصدرته المؤسسة العربية لضمان الاستثمار إلا أن هناك غيابا وقصورا كبيرا فيما يتعلق بالبنية التحتية الخاصة بالاستثمار في المجال المعلوماتي. الموضوع لم يعد يحتمل تصريحات تسويغية بقدر ما يتطلب خطوات حثيثة وسريعة لترميم الفجوات المعلوماتية على الكثير من الأصعدة، ولعل أبرز الخطوات الإيجابية في هذا المجال تلك التي تلت زيارة (بيل غيتس) للمملكة من حيث إزالة الإشكالية القديمة التي كانت قائمة بين شركة (مايكروسوفت) ووزارة التربية والتعليم على اعتبارها الوعاء المعلوماتي الأول في المملكة حيث كان هناك قضية موقفة لعقد بين مايكروسوفت والوزارة بتوريد أجهزة حاسوبية للمدارس بقيمة (11 مليون دولار) لكن ذلك العقد تعرقل وكاد يتحول للقضاء ولكنه حل بعد زيارة (جيتس) الأخيرة حيث قامت بتسوية وعوضت الوزارة بـ(10 ملايين دولار) وإنشاء مركز معلوماتي وتدريب (35 ألف مدرس ومدرسة). المراحل المقبلة هي مراحل المعلوماتية والمعرفة، وأي دولة تتردد أو تتقاعس عن الاشتباك مع هذا العصر بسرعة وجرأة حتماً ستجد نفسها خارج التاريخ لابد أن يحوي هذا المناخ المعرفي أواني مؤهلة ومدربة وقادرة على استثمار المناخ المعلوماتي وتجييره، والتحول من خانة مستهلكين للمعرفة إلى منافسين ومتحدين في مجالها.
|
|
|
| |
|