(كريم يا برق سرى يشعل اشعال |
من المزنة اللي قام يرزم يرعدها |
من وبلها (ندفا) ووادي (المرا) سال |
والضلعة اللي ضاع باسمه ولدها |
و(البردويل) الموج غادٍ له ظلال |
و(طريف) ملأ (دوقرة) مع جلدها) |
* هكذا كان يقول الفارس الشمالي الشجاع خلف الأذن الشعلان وهو يحدد الأودية والشعاب حول منطقة (طريف) في الحدود الشمالية وهذه الأودية والشعاب ومناطق تجميع المياه كانت تشكل للبدوي في تلك المنطقة أملاً رائعاً في ديمومة الاستمرار في الحياة له ولإبله وأهله فهذه المكامن للماء كما تحددها القصيدة مثل (ندفا) و(واودي المرا) وأم أوعال (الضلعة اللي ضاع باسمه ولدها) حيث كانت في الزمن السابق موئلاً للوعول البرية أو الجبلية على وجه التحديد وهي الجبل الذي يصفه الشاعر الشمالي الحديث في ديوانه (الغناء في صحراء الألم) هكذا:
أذكر في أعوام البدو الرحل،
نحو الشجر النامي عبر الآل
وسياط الشمس تُقرّحنا
ببقايا تلك الاسمال
يشوينا الرمل فلا نخشى
أشباح الموت البريه
يحدونا شوق التجوال
للمدن المعدن
لزهور الليل الحجريه
تخرج من طين الصلصال
إذ كنا نبكي من ظمأ
يعصر أكباد الأفيال
إذ تبعد عنا (أم وعال)
كشراع يبحر في الليل
قمتها تبحر في الآل
أقول: إن (ندفا ووادي المرا وخبراء البردويل وطريف ودوقرة) هذه مجموعة من الشعاب تتجمع فيها المياه في فصل الشتاء لتختزن بعض الماء إلى موسم الصيف ومثلها حول مدينة عرعر عاصمة الحدود الشمالية أودية لها تاريخها في أذهان الشعراء مثل (وادي الخرّ) و(أبو الرواث) و(بناق) و(أبو القور) و(الهلالي) و(سويف)
و(شفايا عرعر) و(المعتدل) و(بدنة) و(معيلات) و(شعيب أحامر) و(الأبيضّ) و(الشاظي)؛ أقول كل هذه الأودية والشعاب كانت هي حياة البدوي في تلك المنطقة الرعوية الجافة، ولكنها قد لا تمكث مدة طويلة في الماضي ولكننا اليوم بمقدورنا الاحتفاظ إلى مدة طويلة بها عبر إقامة السدود والبرك الصناعية ومشاريع الري الحديثة التي قد تحيي جفاف تلك المنطقة، بل قد تقيم حول تلك الشعاب مناطق زراعية أو على الأقل يُستفاد منها في سقي الماشية طوال فترة الصيف. وهذا أمر تحتاجه المنطقة الشمالية، بل هي بأمس الحاجة إليه. فهل تتقدم الشركات المشاريع الحكومية لإقامة مثل تلك السدود. ذلك ما نأمله؟!
|