| |
نهارات أخرى مغامرة فاطمة العتيبي*
|
|
ماذا لو استيقظت هذا الصباح لتجد جناحين ثبتا على جانبيك.. ماذا أنت فاعل بهما.. هل ستحلِّق بعيداً وتهاجر بحثاً عن الدفء، مثل الطيور التي تهرب من الشتاء.. هل بوسعك أن تحمل معك شخصاً ما، أو ربما اثنين، أو ثلاثة، أو أربعة.. هل يحتمل جناحاك كل من يحتملهم قلبك.. لِمَ تبدو مندهشاً؟ ألا تحب أن تخوض مغامرة الخيال؟ حاول اليوم أن تقترف مغادرة الواقع المنطقي الذي يحاصرك.. يكاد يسافر بك ناحية الكهولة والهرم! استبق الزمن وسافر بخيالك باتجاه اللا معقول.. هرّب سنوات عمرك خلسة إلى حيث الوراء.. عُدْ طفلاً لا يجد فرقاً بينه وبين باتمان أو طرزان.. حلِّق.. اهرب من كل الأشياء التي تكرهها في حياتك، واتجه نحو إشارة بوصلة قلبك.. هل يغويك الفضاء بمزيد من النأي والبُعد.. هبْ أنك الآن في الأُفق البعيد ماذا ترى خلفك، وما هي الإشارات التي أمامك.. وهل أنت ظللت كما أنت؟ هل ترى نفسك وأنت خفيف بلا وزن.. ولا أعباء ولا قيود؟ هو أنت.. كما لو كنت في الأرض.. حيث يتزاحم البشر وتنوء المسافات بالجسور والأسوار.. من أنت الآن في هذه اللحظة التي تسافر فيها.. باتجاه الأعلى والبعيد؟ هذه اللحظة بالتحديد تشبه أي اللحظات التي مرَّت بك هناك حين كنت على الأرض كائناً يشبه ملايين البشر.. يعارك الأحلام وتعاركه.. تارة يهزمها وتارات تهزمه.. أين منك زحام الطرقات وزحام المستشفيات وزحام السائقين عند مدارس البنات.. أين منك كل الحفر والعثرات والمطبات الصناعية التي تضخمت بتراكم السنين لتصبح مثل الجبال الخانقة لا يفتتها حتى الديناميت.. هل لديك الاستعداد لتؤوب من فضاءاتك.. وتنزع عن جانبيك جناحيك وتعود كائناً يشبه ملايين البشر.. يخوض على الأرض حرباً ضروساً.. يعارك الأحلام.. التي يهزمها تارة وتهزمه دائماً.
*fatmaotaibi@hotmail.com |
|
|
| |
|