| |
هذرلوجيا هات الرقم!! سليمان الفليح
|
|
في الأسبوع الماضي نشرت جريدة عكاظ الغراء تقريراً (استبيانياً) ميدانياً يثبت أنّ (80%) من الممرضات العاملات في المجال الصحي في المملكة هنّ من الأخوات الوافدات أو من الأجنبيات اللواتي تتعاقد معهنّ وزارة الصحة أو المستشفيات الخاصة برواتب مغرية، وأنّ الممرضات السعوديات اللواتي يتخرّجن من المعاهد الصحية وكليات خدمة المجتمع، يتعرَّضن لدى انخراطهن في العمل إلى ضغوط اجتماعية تجبرهن على ترك العمل. وهذان الأمران يعتبران معرقلاً رئيسياً في سياسة الإحلال والسعودة والاستغناء عن المهارات الأجنبية في العمل، ويرهن البلاد إلى الحاجة الأزلية والمستديمة للمهارات الطبية الوافدة إلى أمد بعيد!! ومع أنّ مهنة التمريض هي من أنبل المهام الإنسانية سواء على المستوى العالمي أو على المستوى الإسلامي على مرّ التاريخ .. فتاريخنا الإسلامي المضيء يحفل بالكثير من الأسماء النسوية التي شاركت ببسالة نادرة في معارك المسلمين كشقائق للرجال المقاتلين، يسعفن الجرحى ويداوين المرضى ويسقين العطشى ويقمن بالإمداد والتموين، إلاّ أنّ النظرة الاجتماعية (القاصرة) لدى البعض تحاول تشويه هذه المهنة الإنسانية النبيلة التي تحتاجها البلاد، بالرغم من أنّ المعاهد الصحية وكليات خدمة المجتمع تُخرِّج سنوياً العديد من (حمائم الرحمة) السعوديات اللواتي يُقبلن على العمل بكلِّ إخلاص وحماس، نقول ذلك بمناسبة توجُّه فوج جديد من بناتنا الخريجات من تلك المعاهد هذا العام للالتحاق بالعمل كممرضات وفنيات تمريض في كافة المناحي التمريضية والطبية، وقد قام ديوان الخدمة وبطريقة حضارية فاعلة وسريعة بتحديد المستوى الوظيفي ودرجة الراتب، وإحالة معاملاتهن إلى وزارة الصحة لتعيينهن خلال (15) يوماً، وتزويد الديوان بنسخة من القرار، كما قام الديوان أيضاً وبطريقة حضارية بنشر أسماء المقبولات للتوظيف في موقعه بالإنترنت. .. كلُّ هذا رائع وجميل، ولكن الذي ليس هو رائع ولا جميل أيضاً هو أنّه حينما يراجع أولياء الأمور لمتابعة التعيين، فإنّهم يصطدمون بمواعيد طويلة وغير محددة أحياناً تعطيها لهم الشؤون الصحية في وزارة الصحة للبحث عن الوظائف المخصصة للتعيين، بل إنّ (بعض) الإخوة هناك في الشؤون الصحية لا يكلفون أنفسهم البحث عن المعاملات التي وصلت إليهم من (شؤون موظفي وزارة الصحة) فيعيدونهم إمّا إلى شؤون الموظفين أو حتى إلى ديوان الخدمة (!!) بالرغم من أنّ قسم شؤون الموظفين في وزارة الصحة قد نشر المعاملات المحالة إلى الشؤون الصحية على الإنترنت، متضمّنة أسماء المرشّحات للتوظيف وبطريقة حضارية كما فعل ديوان الخدمة. بقي أن نشير إلى أنّ أحد المواطنين حينما راجع أحد الموظفين في الشؤون الصحية متأكداً من نشر اسم ابنته كمقبولة - في الموقع الإنترنتي لوزارة الصحة محالة إلى الشؤون الصحية في منطقة الرياض -، قال له الموظف هناك: نحن لا نتعامل مع الإنترنت!! بل عد إلى الوزارة و(هات الرقم!!) بالرغم من أنّ هنالك جهازاً يقبع أمام مكتبه!! وحينما أصر المواطن على ضرورة البحث، فجأة لمح أنّ معاملته تقبع هي الأخرى فوق الجهاز القابع على مكتب الموظف الذي يعلوه الغبار ملقاة بلا اكتراث!! * * * يبقى القول أخيراً متى يقوم (ديوان المراقبة العامة) بالمتابعة الفعلية للتسيُّب الإداري وتعطيل مصالح المواطنين، فثمة نماذج كثيرة مثل ذلك الموظف الذي يعلو جهازه الغبار(!!!)
|
|
|
| |
|