| |
خلال انعقاد المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي المليك: سياسة المملكة تقوم على لم شمل المسلمين وتوحيد صفوفهم وجمع كلمتهم
|
|
* مكة المكرمة - واس: برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عقد المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي أمس دورته التاسعة والثلاثين برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس المجلس التأسيسي للرابطة وحضور معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وذلك بمقر الرابطة في مكة المكرمة ويستمر لمدة ثلاثة أيام. وقد بدأت أعمال المجلس بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى معالي الامين العالم لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي كلمة قال فيها (إن أمتنا الاسلامية تمر بظروف ما فتئت تلقي بظلالها القاتمة على مختلف مناحي الحياة فقد حدثت سلسلة من الاحداث المتلاحقة في المستويين العالمي والإسلامي أثرت على التوازنات التي كانت سائدة من قبل وجاءت بتحولات كثيرة في العلاقات والتعامل مع كل ما هو إسلامي وإعادة النظر في المواقف السابقة من الامة والدين والجاليات المسلمة المقيمة في الخارج وكانت لهذه التداعيات آثار يراها البعض سلبية على الاسلام والمسلمين ويراها آخرون إيجابية وخيرا في العديد من جوانبها). وأضاف معاليه قائلاً: (من إيجابياتها حدوث يقظة إسلامية ظهرت فيها الغيرة للدين والشعور بالمسؤولية تجاه الاسلام وبحاجة المسلم إلى أخيه المسلم أينما كان وأصبح المسلمون أكثر إدراكا لما يحيط بهم من تحديات وأكثر وعيا وفهما لقضايا أمتهم ومشكلاتها وانكسرت حدة الخلاف بينهم). وأضاف (فالاستعداد للتفاهم والرغبة في التعاون وتغليب أسلوب الحوار ومنطقه هو القناعة التي تظهر في كل مناسبة خاصة في مجتمعات الجاليات المسلمة). وبين معاليه ان من إيجابيات هذه التحولات أن الاهتمام بالإسلام في مجالات الاعلام والدراسات الاكاديمية والمستقلة بات من أكبر الادلة على القوة الذاتية الكامنة التي يتمتع بها ديننا الحنيف في داخله وأن أمته لا يمكنها أن تستمد قوتها الحقيقية لنهضة منشودة إلا منه وقال: (كما اتضح للناس أن بعض الموضوعات الإسلامية التي كان يظن البعض بالامس أنها مشكلة فئة محدودة في الامة كتميز المرأة المسلمة بزيها وعدم اختلاطها بالرجال والحاجة إلى التعليم الإسلامي واللغة العربية وتطهير المعاملات الاسلامية من المحرمات هي قضية الامة بأجمعها وان اهتم بها البعض أكثر من البعض الآخر). وأكد معالي الدكتور عبد الله التركي ان الاهداف الحقيقية لحملة التشويه المتعمد للإسلام انكشفت بأنها لم تكن مجرد أصداء لما جرى من وقائع عملت فيها الدعاية على تصوير المسلمين بصورة لا تنطبق على حقيقتهم بل من أبرز أهداف هذه الحملة الصد عن سبيل الله والوقوف في وجه الاسلام بعد أن لوحظ انتشاره في العالم وبين الفئات ذات المستويات العلمية العالية وأخذ الناس يتعرفون عليه بجدية وعلى نطاق واسع ومن مصادره الاصيلة غير المزيفة مما يبشر بأن له مستقبلا زاهرا يتحقق فيه وعد الله في كتابه المبين. وأكد ان إصلاح أوضاع الامة ومعالجة مشكلاتها لا يمكن أن يكونا الا بتخطيط تصنعه أيدي أبنائها وبمنطلقات بناءة تحاصر الفرقة والتشرذم ان لم تنته إلى حل جذري للتفاهم على آليات واضحة لتفادي توظيفها لاهداف سيئة وأن من واجب قادة العلم والدعوة من مختلف المسلمين أن يكونوا أسبق من غيرهم للتغلب على هذه المشكلة بما تقتضيه من الحكمة والتبصر والنظر في الامور.. وأشار معاليه إلى ما مر بالمسلمين في ماضيهم من تجارب عدة من هذا النوع لم يحصدوا منها سوى التقهقر أمام الاعداء وذهاب الهيبة وتناقص العالم الإسلامي من أطرافه. ثم ألقيت كلمة أعضاء المجلس التأسيسي للرابطة ألقاها نيابة عنهم كامل الشريف الامين العام للمجلس الاعلى العالمي للدعوة والاغاثة عضو المجلس التأسيسي للرابطة رحب فيها بالحضور وقدم شكر أعضاء المجلس لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لرعاية هذا الاجتماع واهتمامه وسمو ولي عهده الامين بالرابطة وأنشطتها. اثر ذلك ألقى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس المجلس التأسيسي للرابطة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ كلمة رحب فيها بالمشاركين في هذا الاجتماع في هذا البلد المبارك سائلاً الله ان يجعل هذا الاجتماع موفقا. وقال: ان التعاون على البر والتقوى مبدأ أساسي في شريعة الإسلام والله يوجه الخطاب لهذه الأمة بقوله (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ). فالتعاون على البر والتقوى مطلوب من هذه الأمة فإنها أمة واحدة وتعاونها فيما بينها تعاون على كل ما يحقق للمجتمع المسلم السعادة في الدنيا والآخرة وفي النصيحة والتوجيه والدعوة الصادقة لجمع كلمة الأمة والسعي في لم الشمل وتضييق شقة النزاع والاختلاف. وأكد سماحته ان رابطة العالم الإسلامي واجبها في محيطها الإسلامي ان تسعى في جمع الكلمة وتوحيد الصف والسعي في إزالة اسباب الخلاف ومعالجة أي خلاف في العالم الإسلامي حتى يستقر العالم الإسلامي ويسلم من تدخلات الاعداء الذين يكيلون له المكائد ويسعون دائما في تشتيت شمل الامة وايجاد الذريعة للتدخل في مصالحها ليضربوا قلوب بعضهم ويشتتوا صفهم. وعبر سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في ختام كلمته عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الامين حفظهما الله على جهودهما نحو هذه الرابطة وما بذلاه من جهد لدعمها لتحقق مسيرتها وأهدافها. عقب ذلك وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله الكلمة التالية للمشاركين في اعمال الدورة التاسعة والثلاثين للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي القاها نيابة عنه (أيده الله) معالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ فيما يلي نصها.. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فيسرني أن أرحب بكم في البلد الحرام وأحيي هذا الجمع الكريم الذي يضم أصحاب الفخامة والسماحة والمعالي من أعضاء المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي في دورته التاسعة والثلاثين، وأسأل الله تعالى أن يكلل أعمالكم بالنجاح ويسدد خطاكم على الخير ويهيئ لأمة الإسلام من أمرها رشداً. إن الظروف الحرجة التي تمر بها أمتنا الإسلامية اليوم والتحديات الكبيرة التي تواجهها لا تخفى على كل متأمل وذي بصيرة ولكن تحتاج إلى بصيرة في معرفة الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء هذه التحديات، ونحتاج إلى حكمة في المعالجة والتعامل معها ومن هذه الحكمة أن تنبني مواقفنا وتصرفاتنا على رؤية جماعية ومراعاة مصلحة الأمة كلها فلا يمكن أن نعالج قضايانا إلا في ضوء عمل جماعي منسق وفي تعاون واضح الأهداف تتقارب فيه الرؤى وتضيق دائرة الخلاف وتتضافر الجهود، امتثالاً لأمر الله تعالى (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) وتحقيقاً لأخوة الدين التي تربط بين جميع أفراد الأمة وشعوبها ودولها. قال الله سبحانه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: (وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا) كما قال عليه السلام: (إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا). إن سياسة المملكة العربية السعودية تجاه الأمة سياسة ثابتة وواضحة تقوم على أساس العمل من أجل لم شمل المسلمين وتوحيد صفوفهم وجمع كلمتهم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مع حرص المملكة الدائب على دعم قضاياهم العادلة والدفاع عن حقوقهم المشروعة وذلك قياماً منها بالواجب الذي يمليه عليها وزنها الديني والسياسي والاقتصادي في العالم الإسلامي وما شرفها الله به من رعاية الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين. وعلى المستوى العالمي، تدرك المملكة التغير المستمر للظروف الدولية وتتعامل مع ما يتجدد فيها من علاقات بحكمة وبصيرة وتوظف جهودها السياسية ووسائلها الدبلوماسية في تعزيز سبل الحوار وتأييد المساعي السلمية من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من التفاهم والتعايش والتعاون بين دول العالم وشعوبه وحضاراته. أيها الإخوة.. إن المملكة العربية السعودية تتابع باهتمام خاصٍ أشكالَ التطاول على الإسلام والتشويه المتعمد لصورته وتتابع الاستفزاز لمشاعر أبنائه في مختلف أنحاء العالم: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ). والمملكة إذ تُحَيِّي مشاعر الوفاء والغيرة على الإسلام التي أبدتها شعوب العالم الإسلامي تجاه هذه التحديات السافرة، فإنها تتطلع إلى أن تكون قياداتها الرسمية والشعبية، بمثابة العقل الناضج الرشيد لهذه المشاعر يوجهها نحو ما ينبغي أن تفعله في مثل هذه الظروف ومن أهمها ضرورة الرجوع إلى الوحدة الإسلامية والاستمساك بحبل الله المتين. وإن الأمل معقود على رابطة العالم الإسلامي ممثلة في مجلسها التأسيسي وأمانتها العامة أن تقوم بما تستطيع من الجهود في التنسيق والتعاون المثمر مع الهيئات والمؤسسات الإسلامية لوضع استراتيجية واضحة وواقعية للدفاع عن الإسلام والدفاع عن مقدساته ورموزه وحضارته ومنهاجه المتسم بالوسطية والاعتدال والبراءة من كل أنواع الإرهاب، على نحو ما أعلنت عنه مؤخراً في (برنامج نصرة نبي الرحمة). وفي الختام أسأل الله تعالى أن يوفقكم لما فيه الخير لأمتنا وديننا، وأن يجمع كلمة المسلمين على الهدى والتقوى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعدها اختتمت الجلسة الافتتاحية.
|
|
|
| |
|