| |
إليك رسول الله عبدالله بن حمد الشبانة
|
إليك رسول الله أهدي تحيتي |
لأبلغ عند الله منزلة التقى |
يحبك بعد الله حباً مضاعفاً |
ولدتَ فكان السعد عنوان مولد |
تباشرت الأملاك واهتزت الربى |
فكنت لأهل الأرض أجمع رحمة |
أتيت وفي الدنيا ظلام يلفها |
فلا المرء منهم عالم ما مصيره |
وما هو إلا الجهل يمضي بأهله |
إلى حيث تيه اللهو والغفلات |
تسير ترى في الأرض حكم طغاة |
وللظلم في كل المواطن صولة |
وأعظم هذا الظلم ما شاع بينهم |
من الشرك في الإعلان والخلوات |
من الذبح والتقديس والدعوات |
وما علموا من فرط جهل بأنها |
أتيت فأنقذت النفوس من الردى |
وعلقتها بالله من بعد كونها |
وكانوا ظماءً للحقيقة عندما |
أتيت فَرُدْتَ القوم نبع فرات |
فكانوا لمجد الدين خير بناة |
وعلمتهم من بعد جهل فأصبحوا |
وربيتهم بالحق فالتزموا به |
بهم فتح الله البلاد فأسلمت |
وضج بها التكبير في الفلوات |
ودانت بدين الله وانتشر الهدى |
وعم السلام الأرض في سنوات |
وأشرق نور الوحي في كل بقعة |
أيا خير خلق الله جئت معلماً |
وأُرْسلتَ بالتبشير والرحمات |
وكنت أبرّ الناس بالناس وانتهت |
حريص على نفع العباد مُيسِّر |
لهم درب خيرٍ يانع الثمرات |
يسوؤك إعراض تُسَرّ إذا اهتدوا |
تواسي بها منهم فقيراً وعاجزاً |
وقد كنت رمز العدل مذ قلت فاطم |
ستقطع مثل الناس في السرقات |
فقد جئت بالعدل الإلهي مبدأ |
وساويت بين الناس في التبعات |
تنزّل جبرائيل بالوحي خاشعاً |
وجاء بإكسير الحياة مرتّلاً |
تُداوي به الأمراض والشبهات |
أيا سيد الرّسْل الكرام تحية |
من القلب تُهْدَى عند كل صلاة |
مقامك. لم ننصرك نصر أُباة |
فقد سخر الأقزام منك فلم نثر |
ولم ننتفض من أجل وقف بغاة |
فريقين صار الناس بعضٌ أذلة |
أيسخر عُبّاد الصليب بأحمد |
فلا يجدون اليوم إلا تباكياً |
ولا يسمعون اليوم غير شكاة |
فأين فعال المسلمين ونصرهم |
على الأرض طُرًّا في جميع جهات؟ |
ألا زلزلوا من أجل عرضِ نبيكم |
دياراً لهم واستمْطِروا اللعنات |
عليهم فقد باؤوا بكل قبيحة |
وجاؤوا بمكرٍ مسرع الخطوات |
يريدون للإسلام محواً لحقدهم |
وأيّ حوار والمحاور قد بدت |
لقد كشّروا عن ناب حقد وإنني |
إلى الصبر فلتمضوا إلى الجبهات |
تؤدون حق الله في نصر دينه |
تفوزوا بموعود الإله وتُنْصروا |
عليهم فنصر الله في العَزَمات |
أأتباع خير الخلق قوموا بحقه |
عليكم. كفى ما جاء من لطمات |
أبعد رسول الله يبقى لنا حجىً؟ |
لقد طاش منّا العقل بالهجمات |
أيهنأ عيش للذي مُسَّ دينه |
فحتّام نبقى لا نحرك ساكناً؟ |
وحتّام جند الله في الثكنات؟ |
ومن لم يذد عن عرض أحمد لم يكن |
جديراً بوِرْدِ الحوض في العرصات |
وإني لأرجو الله غسلاً لحوبتي |
بما قلتُ في طه من المَدَحات |
عليه صلاة الله ما ذرَّ شارق |
وصلى عليه الله ما قام قائم |
الرياض 26-9-1427هـ
|
|
|
| |
|