| |
ندوة القرآن الكريم تواصل فعالياتها الندوة تعقد جلستين وتنهي أعمالها وتعلن توصياتها
|
|
* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص: واصلت ندوة (القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية) حيث عقدت الجلسة الخامسة للندوة برئاسة معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الله الزايد والدكتور محمد بن يعقوب تركستاني مقرراً وناقشت الجلسة أربعة بحوث منها مناقشة البحث المقدم من الدكتور عدنان بن محمد الوزان بعنوان (موقف المستشرقين من القرآن الكريم) دراسة في بعض دوائر المعارف الغربية حيث قدم بحثاً عاماً عن القرآن الكريم ونظرة المستشرقين إليه كما جاء في كتاباتهم السلبية التي حوتها بعض دوائر المعارف الغربية وأبان الباحث أن بعض الكتب الاستشراقية وهي قليلة فيها إنصاف وموضوعية علمية حول نظرتها إلى القرآن الكريم بينما كثير من كتابات المستشرقين فيها الانتقاص من القرآن الكريم والتشكيك والإنكار وهو غالب على المنهج الاستشراقي. أما البحث الثاني في الجلسة فقدمه الدكتور حميد بن ناصر الحميد بعنوان (القرآن الكريم في دائرة المعارف الإسلامية) حيث بين أن القرآن الكريم شغل كثيراً من الناس على اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم ودياناتهم فمنهم من آمن ومنهم من كفر وهذه طبيعة البشر وأما المسلمون فقد عرفوا منذ عصر نزوله شأنه ومكانته فأكبروه وبذل علماؤهم جهودهم في دراسته وتعليمه وتفسيره وحفظه واستمرت هذه الجهود المباركة إلى هذا العصر. وخلص الباحث الدكتور الحميد إلى جملة من الحقائق منها وضوح دور المستشرق اليهودي - جولدزيهر - في إنشاء الدائرة وحرصه الشديد على إتمامها لتحقيق الهدف الذي أنشئت لأجله من وجهة نظره وهو معروف بيهوديته وعدائه للإسلام وكونه المسؤول الأول يوضح هدفها كما تبين أن التعريف بالقران الكريم في الدائرة جاء بصورة تتفق مع الانطباع العام الموجود أصلاً عند الغرب فلم يقتصر كُتاب الدائرة على إساءة التعريف بالقران بل إنهم كانوا حريصين على إبقاء شرائح من قرائها على جهلهم بالقرآن. ومن النتائج التي توصل إليها الباحث الاهتمام بالرؤية المضادة لاعتقاد المسلمين سواء من داخل الفكر الإسلامي كرؤى الفرق المنحرفة أو من خارج الفكر الإسلامي كرؤى اليهودية والنصرانية والاعتماد على ما يوافق الهوى من الآراء الشاذة والأقوال الساقطة مع عدم الالتفاف لما ورد في المصادر الإسلامية المعتمدة وحقائق التاريخ كما أوصى الباحث بالنظر في دائرة المعارف الإسلامية على أساس أنها إحدى أهم أدوات المواجهة التي وضعها الغرب ضد الإسلام حيث تضمنت تشويهاً متعمداً للقران الكريم فهي لا تمثل الإسلام بل تمثل الرؤية الاستشراقية للإسلام مشدداً على ضرورة قيام المسلمين بعمل مبادرة مدروسة بإنشاء دائرة للمعارف الإسلامية على غرار هذه الدائرة الاستشراقية بل تفوقها بأصالتها ونزاهتها. بعد ذلك ناقشت الجلسة الخامسة البحث الثالث المقدم من الدكتور إدريس مقبول بعنوان (الدراسات الاستشراقية للقرآن الكريم في رؤية إسلامية) حيث أبان أن جزءاً من صورتنا وصورة إسلامنا الحنيف في الغرب اليوم يتحملها عنصران أساسيان هما الاستشراق والإعلام الصهيوني ومن هنا توحدت هذه الرؤية إزاء الشرق وإن اختلفت بالنسبة إلى أشياء أخرى ولم يتمكن إنتاج المستشرقين أن يخترق جدار المرآة التي يرى الشرق بواسطتها إلا استثناءً ولذلك لم يطرأ أي تحول أساسي في منهج البحث لديهم بالرغم من تغاير الأزمات واختلاف البلدان التي ينتسبون إليها مشدداً على أن سحنة الاستشراق واحدة ولا سيما في وسائلها وغاياتها المتجهة نحو القران الكريم وكانت القراءة في الغالب مقطعة مجزأة وضلالاتها ساحرة للعقول الضعيفة والقلوب المريضة. وكشف الدكتور مقبول بعض أعمال التخريب في قراءة الاستشراق ومنها التشكيك في الثوابت العقدية للدين الإسلامي والتطاول على مقدساته بدعوى تحري النزاهة والموضوعية والطعن في الحقائق التاريخية التي تعلقت بالحضارة الإسلامية بدعوى التزام مقتضيات النقد العلمي فضلاً عن الافتراء على الشرع الإسلامي في أمور عدة كزعمهم أنه ينكر حقوق المرأة وأنه يقر استعباد الأفراد ونشر الدين بالقوة موضحاً أن شطراً كبيراً من هذه الدراسات الاستشراقية بات يعيش حالة من الإفلاس. ثم ناقشت الجلسة البحث الرابع المقدم من الدكتور مصطفي عمر حلبي بعنوان (شعبة الاستشراق في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة طيبة.. جهود وتطلعات) حيث بين أن دراسات المستشرقين تمثل منذ زمن رافداً مهماً من روافد المعرفة الغربية بالإسلام والمسلمين ومرت الدراسات الاستشراقية بمراحل متعددة منذ نشأتها إلى اليوم تعددت فيها مناهج دراستهم للإسلام والمسلمين وأساليبها ووسائلها واختلفت بذلك نتائج دراساتهم قرباً وبعداً عن حقيقة الإسلام تبعاً لصحة المناهج وموضوعيتها التي يتبعها المستشرقون حتى أصبح للدراسات الاستشراقية مؤسساتها الخاصة التي تدعمها علمياً ومالياً. وأشار الدكتور حلبي إلى أنه إدراكاً من المسؤولين في التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية بأهمية الدراسات الاستشراقية وإيماناً منهم بأنه لا يمكن مواجهة هذه الدراسات إلا من خلال دراسات علمية أكاديمية متخصصة ومن خلال البحث العلمي المتخصص واستشعارهم بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم قرر المسؤولون إنشاء قسم علمي متخصص يعنى بتفنيد آراء المستشرقين حول الإسلام بوجه عام وبيان أخطائهم العلمية المنهجية وإبراز محاسن الإسلام أنشئ قسم الاستشراق عام 1403 - 1404هـ وأسند الإشراف على إنشائه ورسم سياسة القبول والدراسة فيه ووضع خططه ومناهجه الدراسية إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض التي قامت بدروها بإنشاء القسم في فرعها بالمدينة المنورة. كما عقدت الجلسة السادسة برئاسة معالي الدكتور منصور بن محمد النزهة والدكتور عماد بن زهير حافظ مقرراً لها وقد تم خلال الجلسة مناقشة أربعة بحوث ففي بداية الجلسة عرض الدكتور حسن بن سعيد غزالة بحثاً بعنوان (أساليب المستشرقين في ترجمة معاني القرآن الكريم.. دراسة أسلوبية لترجمتي سيل وآربري لمعاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية) ذكر في مقدمته أن كثيراً من ترجمات القرآن الكريم لمختلف لغات العالم الحية فشلت في ترجمة معانيه لكنها تفاوتت فيما بينها في مدى اقترابها من التعبير عن المعنى المقصود بشكل عام كما دار البحث حول مدى نجاح ترجمتين إنجليزيتين استشراقيتين شهيرتين لمعاني القرآن الكريم وفشلهما في الاقتراب من أسلوب القرآن الكريم وبالتالي من المعنى المقصود. كما ناقشت الجلسة البحث الثاني المقدم من الدكتور محمد أشرف بن علي المليباري بعنوان (أهداف الترجمات الاستشراقية لمعاني القرآن الكريم ودوافعها) وقد بين من خلاله مدى خطورة إقدام المستشرقين على ترجمة معاني كتاب الله الكريم ودراستهم القرآن وعلومه منذ أن وضع القساوسة والرهبان أول ترجمة استشراقية بالتعاون مع بعض الأيادي اليهودية الخفية. كما أكد الدكتور المليباري ضرورة البحث عن الكتب التي ألفها المستشرقون وتتبع مواطن الزلات فيها ثم القيام بالرد عليها وإزالة الشبه من المختصين في اللغات نفسها واستخدام كافة الوسائل الحديثة والممكنة للتصدي لتلك الحركة الاستشراقية حفظاً لكتاب الله العزيز وأداء لمسؤولية كل من بيده زمام الدعوة إلى الله ليحق الحق ويبطل الباطل. عقب ذلك ناقشت الجلسة البحث المقدم من الدكتور بوشعيب راغين بعنوان (الإحداثيات المبتدعة في قراءة جاك بيرك الاستشراقية للقرآن الكريم) حيث أوضح أن الغاية من الدراسة هي التقاط آليات الإقراء لديه واستجلاء الخلفية المعرفية الثانوية وراء بناء قراءته الناقدة وخص الباحث حديثه في هذه الدراسة على الإحداثيات الثلاث. وأشار إلى أن الآيات سليمة تركيباً ودلالةً وتناسباً مع غيرها وإن الادعاء بتفرد القرآن بنحو خاص جاء من عدم تمثل بيرك للنحو العربي بل سجل عليه تعثره في ضبط مفاهيمه ومبادئه الأولى كما أن تمثيله من القرآن الكريم لم تجزم آية قراءة من القراءات النحوية والتفسيرية العربية القديمة والمعاصرة التي عدنا إليها بورود شذوذ نحوي في القرآن كما قال نولدكه أو تفرد نحوي كما قال بيرك. كما ناقشت الجلسة السادسة البحث الرابع المقدم من الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الخطيب بعنوان (دراسة نقدية لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية للمستشرق ج.م رودويل) حيث بين أن هذه الترجمة كانت متداولة وكان لا بد من إيضاح قيمتها العلمية بالتفصيل، مشيراً إلى فكرة إعادة ترتيب المصحف الشريف حسب نزوله ودحض هذه الفكرة. وقد قام الباحث بتقسيم بحثه إلى مقدمة وأربعة مطالب شملت تعريف بالترجمة وبمنهج المؤلف فيها ومصدر القرآن الكريم عند المستشرق - رودويل - وترتيب سور القرآن الكريم عند العلماء المسلمين وعند المستشرقين. وفي نهاية البحث خلص الدكتور الخطيب إلى إن التلاعب بترتيب السور القرآنية خلافاً لما أجمع عليه المسلمون في الدنيا كلها منذ 14 قرناً وأولهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهو أمر خطير جدا وترتيب سور المصحف على الأرجح توقيفي وهذا ما رجحه العلماء المحققون ولهذا لا يجوز - لرودويل - ولا لغيره أن يتلاعب بترتيب المصحف أثناء الترجمة ويجب منع أي ترجمة تقوم على هذا الأساس ولو كان مضمون الترجمة صحيحاً لأن في ذلك مخالفة لما أجمع عليه المسلمون.
|
|
|
| |
|