| |
الخميس 9 ذي القعدة 1392هـ الموافق 14 ديسمبر 1972م العدد (475) نحو الإصلاح قرارات.. تحتاج إلى التنفيذ
|
|
يكتبه عبدالعزيز السويلم تحدثت الصحافة العالمية عن القرار الذي اتخذته الأمم المتحدة مساء الجمعة الماضي.. حول قضية العرب وإسرائيل وعدم انصياع إسرائيل الباغية إلى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة السابقة للقرار الأخير.. وقد كان القرار في حد ذاته بمثابة نصر من الناحية الأدبية للأمة العربية لكون الأمم المتحدة قد انتقدت وبشدة موقف إسرائيل من أزمة الشرق الأوسط.. غير أننا معشر العرب ماذا نستفيد من هذا القرار الذي اتخذته الأمم المتحدة.. إذا كانت إسرائيل صاحبة الشأن والمعنية باللوم والانتقاد تتبجح بتصريحاتها الرسمية وعلى لسان وزير خارجيتها أبا ايبان حيث أعلن عن رفض إسرائيل للقرار الذي اتخذته الجمعية العمومية للأم المتحدة الذي تضمن مطالبتها - أي إسرائيل - بسحب جميع قواتها من الأراضي العربية المحتلة. وأشار أيضاً في تصريحه إلى أن القرار لن يكون له أي تأثير على وجود القوات الإسرائيلية على خطوط وقف إطلاق النار.. وأن الوضع سيكون تماماً كما كان قبل صدور القرار. إذاً ما دام أن هذا التصريح هو الرد الرسمي الصادر من قبل إسرائيل فمعنى هذا أن دولة العصابات الصهيونية تعرف مسبقاً أنها في مأمن من اتخاذ أية إجراءات قانونية ضدها، أو أية مقاطعة اقتصادية او حجب السلاح والإعانات عنها.. لأنها على يقين ثابت أن أصدقاءها ومؤيديها من الدول العالمية قد أعلنت موقفها الصريح من قرار الأمم المتحدة، فهي حين إظهار موقفها المناصر للعدوان على استعداد تام لمواصلة دعمها وتأييدها لدويلة العصابات.. إذا ما هو مصدر الخوف لدى إسرائيل.. ليس هناك مصدر خوف يقلقها وليس هناك قوة قاهرة ستطالبها بتنفيذ قرار الجمعية العمومية وإلا لما كانت تجاسرت في وضع تلك القرارات السابقة للأمم المتحدة في زوايا النسيان وسلة المهملات.. إذاً فقرارات الأمم المتحدة تحتاج إلى تنفيذ.. وما دمنا معشر العرب نعرف أن قرار الأمم المتحدة الأخير لن يكون أحسن فألاً من سوابقه.. فيجب علينا أن نوحد جهودنا.. وأن نعتمد على الله أولاً ثم على طاقاتنا وما نملك من قدرات بشرية ومادية ويجب علينا ايضاً أن نسخر هذه القدرات في سبيل توفير ما تحتاج له قواتنا المسلحة من أسلحة حديثة وبعد أن نتدارس الأمر ونوحد الكلمة، ونوحد الرأي علينا أن نحدد فترة انطلاقنا.. فبالقوة وحدها تستعاد الحقوق وتحمى الديار.. أما أن بقينا على تصريحاتنا ومناداتنا بالسلام والتسوية السلمية فإن الوقت سيمضي طويلاً دون أن نصل إلى حل حاسم مع عدونا.. فالعصر الذي نعيش فيه عصر القوة.. ولا مجال فيه للضعفاء.. فويل ثم ويل لكل أمة لا تعتمد على أبنائها في حماية وطنها واستعادة حقوقها المسلوبة وأرضها المغتصبة.
|
|
|
| |
|