| |
إثر بدء الدورة الـ15 المنعقدة في مسقط.. مدني: وزراء الثقافة العرب يبحثون التصدي للمحاولات الصهيونية للمساس بعروبة القدس وتسجيلها ضمن قوائم التراث الإسرائيلية
|
|
* مسقط - واس: بدأ الوزراء المسؤولون عن الثقافة فى الوطن العربي أعمال دورتهم الخامسة عشرة في فندق قصر البستان بمسقط امس. وقد رأس وفد المملكة العربية السعودية إلى الاجتماعات معالي وزير الثقافة والإعلام الاستاذ إياد بن أمين مدني وبدأت الجلسة الافتتاحية للدورة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم القى صاحب السمو هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة في سلطنة عمان كلمة أكد فيها أهمية منح الاهتمام والعناية بالاحتياجات الثقافية القادمة وتحديد خطوط وملامح استراتيجيات الثقافة من خلال هذه الدورة. وقال: (إن الموضوع الرئيس الذي اختير عنوانا للقاء وهو الثقافة العربية ومجتمع المعلومات) وما تناولته الوثيقة المقدمة في هذا الشأن من مواضيع تحدد الاهمية التي تكتسبها العلاقة بين الثقافة وتقنيات المعلومات والاتصالات وجوهر تلك العلاقة وما تقترحه من مشاريع واجبة خلال المرحلة القادمة يؤكد تعزيز مكانة البعد الثقافي في المسار التنموي الذي ننشد من خلاله انتاج المعرفة ومراكمتها وبث الوعي وعناصر الفهم لدى افراد المجتمع. ودعا إلى ضرورة منح الفعل الثقافي كل عوامل القوة التي تساعده على أن يكون فعلا مؤثرا في مسارات التنمية بأبعادها المختلفة وليشكل سياجا وسدا منيعا لهويتنا الاسلامية في وجه المتغيرات المتسارعة التي افرزتها العولمة. وافاد ان الثقافة العربية تمر الآن بمراحل تحول نتيجة التغيرات الدولية والثورة المعلوماتية مؤكدا ان ذلك يستدعي بذل الجهود للارتقاء بمستوى التعليم والتثقيف بين أبنائنا لنهوضها وريادتها من جديد. ثم ألقى وزير الثقافة في الجمهورية اليمنية رئيس الدورة السابقة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الدول العربية خالد عبدالله الرويشان كلمة أوضح فيها أن الموقع المتميز الذي باتت تحتله الثقافة في عالمنا اليوم يضع أمام المؤتمر مسؤوليات كبيرة للاستجابة والتفاعل مع تحولات العصر ومتغيراته مما يفرض اعادة النظر في الكثير من استراتيجياتنا وسياساتنا الثقافية وتحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية. وقال: إننا في عالم يتجه نحو التكتلات الاقليمية والعالمية ولابد لنا أن نكثف الجهود من أجل أن يكون الحضور الثقافي العربي أكثر قوة وتماسكا وإشراقا في لحظة أحسبها مظلمة ظالمة لثقافة كان لها الدور الريادي في تقدم هذا العالم حضارة ومعالم ضوء ما تزال تقود خطاه حتى اللحظة. وأشار إلى حرص الجمهورية اليمنية خلال الدورة الرابعة عشرة للمؤتمر على متابعة قرارات وتوصيات مؤتمر صنعاء 2004 ابتداء من برامج وفعاليات العقد العربي للتنمية الثقافية واعلان يوم للثقافة العربية تقديرا لثقافة كانت فاعلة وما تزال في رحلة آمال الإنسان نحو التغيير والتقدم. وأعرب عن اعتقاده أن مسؤولي الثقافة العربية مسؤولون أكثر من غيرهم أمام اوطانهم ثقافة وهوية ومستقبلا مطالبا دبلوماسية الثقافة أن تفعل فعلها المأمول في حياة العرب وعلاقاتهم ببعضهم البعض وعلاقتهم بالعالم. ثم القيت كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى القاها نيابة عنه مساعد الأمين العام لشؤون الإعلام الاتصال محمد الخمليشي أشار فيها إلى ما يواجه العرب اليوم من حملة ضاربة تشوه الثقافة العربية الاسلامية التي تحرص القوى المتطرفة في الغرب على غرسها في الأذهان تجاه العالم العربي والاسلامي بل نحن في الوقت الراهن أمام آليات فكرية تستخدمها القوى المعادية للعرب والمسلمين لإحكام هيمنتها الفكرية وتحقيق مصالحها. وشدد عمرو موسى على ضرورة أن تتكاتف الدول العربية لتعبئة القوى الثقافية والفكرية والفنية لإجراء مراجعة علمية نقدية وتقييم تحليلي وتجريبي يستند إلى أعمال العقل وتطبيق مبادئ العقيدة الدينية الحقة لتحديد الأساليب والمضامين التي يمكن للعرب والمسلمين تقديم انفسهم بها كثقافة وحضارة للعالم مؤكدا اهمية دراسة التأثيرات السلبية لبعض أشكال السلوك العربي والاسلامي على مستوى الدول والمجتمعات والافراد والتي ساعدت على تشكيل صورة سلبية ومشوهة للإنسان العربي والمسلم لا تعكس جوهر وثراء الثقافة والحضارة العربية التي نجحت في عصور ازدهارها في تحقيق التوازن بين القيم المادية والقيم الروحية والانسانية والفكر العقلاني. وقال: إن تضافر الجهود لنشر ثقافة الاتصال وتقنيات المعلومات بالمشاركة الفعالة في مجتمع المعلومات يتطلب بعدا أساسيا في أية سياسة ثقافية وإعلامية وتعليمية مع حتمية تطوير تواجدنا الثقافي عبر مختلف شبكات الاتصال والمعلومات. كما شدد على أهمية أن تتعاون الحكومات مع قوى المجتمع المدني في العالم العربي على تأسيس وتطوير مشروعات وبرامج مشتركة من أجل تنمية واستخدام وتقنيات الاتصال والمعلومات الجديدة والخدمات المستحدثة في مجتمع المعلومات كالانتفاع من وسائل المعلومات وطرقها السريعة بأسعار ميسرة وتشجيع استخدام التقنيات الجديدة في المرافق العامة ومجالات الابداع العلمي والفني. ولفت النظر إلى مشروعات الاتفاقيات الثقافية التي وصفها بالأهمية المطروحة على المؤتمر أهمها مشروع اتفاقية السوق الثقافية العربية المشتركة ومشروع اتفاقية عربية لحماية المأثورات الشعبية والمعارف التقليدية ومشروع قانون نموذجي لحماية المأثورات الشعبية والمعارف التقليدية ومتابعة مشروع الاتفاقية العربية لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وموضوع العقد العربي للتنمية الثقافية في البلدان العربية. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أن إقرار الموضوع الرئيس للمؤتمر سيحقق هدفا مهما من أهداف الخطة الثانية للاستراتيجية المستقبلية لعمل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التي بدأت عام 2005م وتنتهي عام 2010م. ثم القى المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) الدكتور المنجي بوسنية أوضح فيها أن اختيار (الثقافة العربية ومجتمع المعلومات) موضعا رئيسا لهذه الدورة تأكيد على درجة الوعي القصوى التي تحدو المسؤولين عن شؤون الثقافة العربية بأهمية التحديات التي تواجه أمتنا العربية في هذه الظروف الدقيقة والخطيرة والمعقدة التي تعيشها الانسانية في هذه السنوات الأولى من الألفية الثالثة وتعيشها حضارتنا وثقافتنا بوجه خاص فالوسائل المعلوماتية والاتصالية هي الآن أساس التنمية الشاملة والتقدم والتطور وهي أساس الحماية الفردية والحضارية بل اصبحت أساس قيمة الفرد فالأمي في هذا العصر ليس الذي لا يعرف القراءة والكتابة وانما الذي يجهل استعمال هذه الوسائل وفي مقدمتها شبكة الانترنت. وقال: إن الوعي العميق والمسؤول بأهمية هذا المحور هو تأكيد منا جميعا على ضرورة حضور ثقافتنا القومية في هذا العصر بتطوراته ومستحدثاته وعلى ضرورة استعمال كل الوسائل واستغلالها من أجل صيانة هويتنا والدفاع عنها وترسيخ حضورها وهو تأكيد لقناعة راسخة بأن الثقافة العربية لا بد أن تؤدي دورا فاعلا في خارطة الثقافة العالمية في هذا العصر. وأكد أن طرح هذا الموضوع الخطير الأهمية لتناول ثقافتنا العربية هو بذاته قرار بالنهوض بالثقافة العربية المعاصرة إلى مستوى التحدي الذي يجابه ثقافات العالم اليوم وقرار بالاستجابة لذلك التحدي والارتقاء بالعمل الثقافي العربي وهو بالضرورة عمل ثقافي عربي مشترك في عصر التكتلات الاقليمية الكبرى. وأضاف: إن الثورة التقنية أحدثت تحولات شملت جميع ميادين الحياة الفردية والجماعية وجميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية والعلمية وما زالت تأثيراتها مستمرة ومتسارعة لا يستطيع أي كان التكهن بمداها وحدودها وحرصت المنظمة على متابعة هذه التطورات بكامل الدقة منذ صدور الخطة الشاملة للثقافة العربية عام 1985 ثم تواصل هذا الاهتمام بصورة مكثفة مسايرة للتطورات المتسارعة التي يشهدها مجال المعلومات والاتصالات. وتابع بوسنينة القول: وفي هذا الإطار عملت المنظمة على اعداد الاستراتيجية الاعلامية في الوطن العربي حتى تكون اطارا توجيهيا عاما للدول العربية في هذا المجال ومتابعة للتطور التقني المذهل الذي يشهده عالمنا اليوم قامت المنظمة بتحديث تلك الاستراتيجية بجهد عربي جاد وبكفاءات عربية علمية مشهود لها بالخبرة العلمية والعملية على المستوى العالمي وانتهت الجهود العربية إلى اعداد الاستراتيجية العربية للمعلوماتية في صيغتها الجديدة التي صدرت خلال السنة الجارية 2006 وجاءت لتؤكد توجهات خطة العمل المستقبلي للمنظمة 2005. وخلص المدير العام للاكسو إلى أن الوضع الدقيق والخطير الذي تعيشه حاليا أمتنا العربية الاسلامية وما يحويه من تحديات ليحملنا جميعا مؤسسات ومنظمات ومثقفين عربا كامل المسؤولية للقيام بالدور المطلوب للنهوض بثقافتنا وتمكينها من القردة اللازمة لمواجهة التحديات القائمة حاليا أو المتوقعة مستقبلا. وفي نهاية الجلسة الافتتاحية تسلم وزير التراث والثقافة العماني رئاسة المؤتمر في دورته الخامسة عشرة من وزير الثقافة اليمني رئيس الدورة السابقة كما تم انتخاب نواب الرئيس ومقرر المؤتمر. تصريح وزير الثقافة على صعيد متصل أعرب معالي وزير الثقافة والإعلام الاستاذ إياد بن أمين مدني عن الأمل في أن تتمخض اجتماعات الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الدول العربية التي بدأت في العاصمة العمانية مسقط أمس عن اتفاق حول القضايا المطروحة في جدول أعمال المؤتمر وأهمها بوابة المعلومات والتصدي للمحاولات الاسرائيلية للمساس بعروبة القدس وتسجيلها ضمن قوائم التراث الاسرائيلية. وقال معاليه في تصريح صحفي عقب الجلسة الافتتاحية للدورة: إن هناك محاولات في لجنة التراث العالمي ونتمنى أن يتمخض هذا المؤتمر عن قناة أخرى ورافد آخر ضاغط لمنع المحاولات الاسرائيلية من الوصول إلى النتيجة التي تريدها. وأضاف: إننا في العالم العربي بحاجة للمزيد من العمل الثقافي المشترك وكل هذه الأمور سينظر فيها المؤتمر إن شاء الله. وزير الثقافة العماني يحتفي بالمشاركين في المؤتمر من جهة ثانية أقام وزير التراث والثقافة بسلطنة عمان صاحب السمو هيثم بن طارق آل سعيد أمس حفل عشاء على شرف أصحاب السمو والمعالي والوزراء رؤساء الوفود المشاركة في أعمال الدورة الخامسة عشرة للوزراء المسؤولين عن الثقافة في الوطن العربي والمنعقد حاليا في مسقط وذلك بفندق قصر البستان. وكانت قد بدأت فعاليات اليوم الأول من الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي والتي تستضيفها العاصمة العمانية مسقط لمدة يومين. واشتملت الفعاليات عقد جلستين تم في الأولى اقرار جدول أعمال المؤتمر وبرنامج العمل اليومي وعرض ومناقشة تقرير اللجنة الدائمة للثقافة العربية ومشروع القرارات ويتضمن جدول اعمال المؤتمر والذي اعدته اللجنة الدائمة للثقافة العربية مناقشة موضوعات الوقف التنفيذي لقرارات وتوصيات الدورة السابقة للمؤتمر ومتابعة تنفيذ الموضوع الرئيس للدورة السابقة بشأن فلسطين والاوضاع الثقافية في الدول العربية والاتفاقيات الثقافية كما يتضمن جدول الاعمال مناقشة الموضوع الرئيس للمؤتمر وهو الثقافة العربية ومجتمع المعلومات والموضوع الرئيس للدورة السادسة عشرة ومكان انعقادها وموعدها. فيما تواصلت الجلسة الثانية والأخيرة أمس حيث تم عرض ومناقشة تقرير اللجنة ومشروع القرارات.
|
|
|
| |
|