| |
عاجل للإفادة التنافسية ونضوج مفهوم الهوامير!! فهد العجلان(*)
|
|
الاقتصاد السعودي ينضج اليوم في تنور التنافسية العالمي، ليس فقط بسبب انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية وإنما بسبب تحولات الاقتصاد الجديدة التي جعلت من المعرفة أساس النمو الاقتصادي، والمملكة وهي تستضيف منتدى التنافسية الدولي الأول الذي سيكون المتحدث الرئيس فيه إمبراطور التقنية وصانع سوقها وهامورها العالمي السيد بيل جيتس رئيس شركة مايكروسوفت تثبت في سجل تاريخها الاقتصادي انها لم تعد متفرجاً على ما يحدث في إطار الاقتصاد المعرفي وإنما تبادر إلى استضافة محفزيه الكبار ساعية إلى استقطاب مبادرات حقيقية تجعل بنية الاقتصاد السعودي متناغمة مع محفزات النمو الاقتصادي العالمي الجديدة وفق رؤية ثاقبة ومدروسة يقوم عليها شخصياً خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله.. الحديث عن صناع نمو أو هوامير اقتصاد وليس أسهماً هو ما يحتاج اقتصادنا المزيد منه ونتطلع إلى بروزه في خريطتنا الاقتصادية المحلية التي امتلأت بتضاريس الأسهم القاسية وجبالها الوعرة التي تمر مر السحاب دون اثر اقتصادي حقيقي مستندة إلى ثقافة الهوامير الذين لا يستطيعون الحياة والبقاء والتأثير خارج مياه الأسهم!! من دواعي العجب تخلي اللغة الاقتصادية المحلية عن مصطلحات الحيتان وإيحاءات الحجم الكبير واعتمادها مصطلح الهوامير في كل صناعة وتجارة رغم اقتصار ولادتها في مستشفى سوق الأسهم الذي حدد العلامة الفارقة للهامور بقدرته على أكل السمك الصغير واقتصاره على ذلك!! فانتجت لنا هوامير الأسهم والبيض بل والتبن!! ليصبح اقتصادنا ضحية أحلام فئات تدور خارج نسق النمو الاقتصادي العالمي!! غير أن مصطلح الهوامير رغم سلبيته في أذهان الناس إلا أنه يمثل ثقافة نوع وكيف لا حجم وعدد!! وهي الثقافة التي ننتظر نضوجها في اقتصادنا المحلي. بيل جيتس ونحن نستضيفه اليوم يمثل بعداً آخر للهوامير... بعداً أسس لاقتصاد المعرفة الذي تتجه كل الاقتصاديات العالمية اليوم إلى طريقه بعد أن أصبح اليوم محفز النمو الاقتصادي الأكبر حيث تشير الدراسات إلى أن نصف نمو الاقتصاد الأمريكي وهو أكبر اقتصاديات العالم يأتي من شركات تستند إلى الإبداع والابتكار والاقتصاد المعرفي لم تكن موجودة قبل 12 سنه!! استنادا إلى مشروعية الحلم والثقة في خطوات أضحت اليوم ملء السمع والبصر ورعاية المليك المفدى يحفظه الله للإصلاح الاقتصادي في المملكة وتأسيس المدن الاقتصادية على أساس التنافسية وإنشاء مدينة اقتصادية خاصة بالمعرفة نستطيع القول ان اقتصادنا الوطني أضحى في طريقه للتنوع والتشكل وفق الواقع الاقتصادي الجديد لكن دعم هذا الواقع لا يمكن أن يتم دون ثقافة استثمار ومشاركة من كافة شرائح المجتمع وعلى رأسهم قطاع الأعمال. والمكاشفة التي لا بد من الجهر بها أننا وبكامل مؤسساتنا الحكومية والخاصة، بل وعلى صعيد الفرد والعائلة مطالبون اليوم بالعمل على المشاركة الفاعلة في بناء اقتصاد وثقافة جديدة تقوم على دعم حرية الإبداع والابتكار وتطوير مناخ البحث والتطوير والتدريب والتواصل مع الاقتصاد العالمي وفق شروطه... ومشاركة كافة المؤسسات بدورها الفاعل... فالمتأمل في تاريخ المخترعات والمبتكرات في العالم يجده مليئاً بجهود الجامعات ومراكز أبحاثها على سبيل المثال، فنتمنى أن تصل جامعاتنا لهذا المستوى وان تتجاوز دوامة آلية القبول والتسجيل!!
(*)مدير التحرير للشؤون الاقتصادية
eco-manager@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|