| |
توطين مدينة حائل.. منبع الكرماء من عصر الطائي إلى مكرمات د. الرشيد عبدالله صالح محمَّد الحمود *
|
|
ماذا تعني كلمة (كرم) هل تعني أن المرء ينفق ماله وجاهه حتى يلقب بالثماد (الثماد ذلك الشخص الذي ينفق من غير حساب) لا أعتقد أن ذلك هو الغالب الأعم، وإن كان من حق الكريم أن يلقب بالثماد، إنما هناك من الأشخاص ما يكون إنفاقه وجزلة في ما يقدمه هو لطبيعة في نفسه، وحب فعل هذا الشيء، بل إن ما يقوم به يعتبر سعادة يشعر بها، وهو يقدم الخير ويبذل المال والنفس والنفيس للناس، إنه كرم إلهي يمنحه الله لتلك النفس البشرية التي نسميها بالكريم أو الكريمة، الدكتور ناصر الرشيد ابن حائل، هذه المنطقة التي على مر السنين أنجبت أجيالاً كرماء، بدءاً من حاتم الطائي الذي أفدى بخيله أو فرسه وقت لم يجد ما يقدمه من طعام لضيوفه، مروراً بشخصية رسخت في الأذهان والمتمثلة في شخص الدكتور ناصر الرشيد، بعد أن مضى مجتمع حائل قدماً في الكرم والمساعدة والإسراع لنجدة الآخرين. والدكتور ناصر الرشيد هو أحد أبناء مجتمعنا البار، فبذله للخير لم يكن تحيزاً ليكون لمنطقته حائل فحسب، وإن فعل ذلك فقد لا يلام من أن يخدم المرء موطن رأسه، لكن يديه البيضاء امتدتا إلى أرجاء عديدة من هذا الوطن الغالي، فقد أنشأ منذ عقدين من الزمن في مدينة الرياض مستشفى كمركز لأبحاث أمراض سرطان الأطفال - كفى الله الجميع من هذا المرض الخبيث وشفى المصاب به أمين يارب العالمين - بمبلغ قارب حتى الآن نصف مليار ريال، وفي منطقة حائل أسهم في إنشاء مقر متكامل لخدمة أيتام المنطقة بتبرع قدره مائة مليون ريال، وأخيراً قرأنا عن دعمه لمركز الأمير فهد بن سلمان لمرضى الفشل الكلوي بمبلغ مليون ريال.. وهناك من الخير الكثير الذي أنفقه هذا الشخص الخيِّر في مواطن عدة، جعل الله ما أنفقه في ميزان أعماله يوم لا ينفع مال ولا بنون. ولقد سرَّني كثيراً ما كتب عن هذا الرجل في معظم - إن لم تكن كافة - صحفنا المحلية عن عطاءاته وبذله لمجتمعه. فقد كتب عنه الزميل الأستاذ العبدالواحد الكاتب بجريدة اليوم عن أن ما قدمه الدكتور الرشيد يصل إلى أضعاف ما قدمته بنوكنا التجارية على مدار سنين طويلة، فلعلنا من هذا المقام أن نوجه دعوات بعد أن ندعو جميعاً لهذا الرجل أن يجزيه الله خير الجزاء، أن ندعو زملاءنا في القطاع الخاص وأهل الخير من الموسرين والقادرين، أن يحذوا حذو هذه الشخصية الوطنية الفذة، التي أنعم الله عليها بحب الخير والعطاء، وأن نطرد عن النفس التقاعس في عمل الخير، وأن نكون في حضور مستمر تجاه أسرنا المحتاجة وبلادنا المتعطشة لمشاركة الخيِّرين لضمان رفعتها وعزها. وأخيراً اشكروا وأجزلوا الدعاء تجاه هذا الرجل الخيِّر الكريم، وادعوا الله أن يكثر من أمثاله.
* كاتب اقتصادي /ناسوخ: 2697771-01
|
|
|
| |
|