| |
الخميس 29 من رمضان 1393هـ - الموافق 25 اكتوبر 1973م - العدد 740 عن الأصل والصورة قراءة على شواهد التاريخ..
|
|
الطريقة التي وافقت بها إسرائيل على قرار مجلس الأمن الأخير تثير تساؤلا مريبا، فبعد دقائق من صدور القرار أعلنت إسرائيل عن موافقة وزارة العدو على هذا القرار والتزامها به. وأحد قوانين التاريخ، كان يكفينا مؤونة التساؤل المريب هذا، على اعتبار ان هذا القانون التاريخي يقول ان ما يحدث اليوم ليس بالضرورة منقطع الصلة بما قبله، احداث اليوم هي وليدة احداث الأمس، أما تطويرا لها، او استمرارا لاحداثها.. ونحن العرب ما كنا بحاجة الى مراجعة حساباتنا، فتاريخنا مع اليهود، كان يكفي لكي يغذي مواقفنا المعاصرة بدفق من حرارة التجربة التي تشتعل اليوم. وها هي شواهد التاريخ.. (كعب بن اسعد القرظي) سيد بني قريظة القبيلة اليهودية التي نعمت بحسن جوار الرسول صلّى الله عليه وسلم وأصحابه في المدينة. بعد ان عقدوا عهدا مع الرسول على العيش في ظل السلام.. (كعب) هذا المهادن في ستار الجريمة، له أكثر من صورة تحرك اليوم داخل أسوار اعدائنا اليوم. كان هو الذي ابرم العهد وهو نفسه الذي نقضه. يد تعمل في النهار وأخرى تقتنص في الظلام. (ابو لبابة) ذلك الاوسي حليف بني قريظة، ومستشارهم في حكم الرسول عليهم بعد ان حاصرهم ولم يعد أمامهم إلا الاستسلام..(ابو لبابة)، هو الذي قال لليهود بعد ان استشاروه في حكم الرسول: (انزلوا عند الحكم) وفي الخفاء اشار اليهم بأن الحكم هو القتل.. وكانت دعوته صريحة ندعوهم للاعتصام ومحاولة الفرار من هذا الحكم او مواجهة الرسول واصحابه (وهو يعلم قدرتهم على خوض تلك الحرب). (أبو لبابة) كنت ارى فيه صورة اخرى من الصور الكثيرة في طوابير العدو، نفس المواقف، نفس الحركات، نفس المراوغة، نفس المهادنة، يد تعمل في النهار، وأخرى تلعب في الظلام بسكين مسمومة، لو لا أن الله تاب عليه. ولكن كيف تعامل الرسول صلّى الله عليه وسلم مع هؤلاء الأوغاد؟ (وهذا هو المهم): (لما رجع عليه السلام بأصحابه واراد ان يخلع لباس الحرب، امره الله باللحوق ببني قريظة حتى يطهر ارضه من قوم لم تعد تنفع معهم العهود ولا تربطهم المواثيق ولا يأمن المسلمون جانبهم في شدة، فقال لاصحابه: لا يصلينّ احد منكم العصر إلا في بني قريظة، فساروا مسرعين وتبعهم عليه السلام، وكان عدد المسلمين ثلاثة آلاف. ولما رأى بنو قريظة المسلمين القى الله الرعب في قلوبهم وارادوا التنصل من فعلتهم القبيحة وهي الغدر بمن عاهدهم وقت انشغل بعدد آخر. فلما رأوا ذلك تحصنوا بحصونهم وحاصرهم المسلمون خمسا وعشرين ليلة، فلما رأوا لا مناص من الحرب، وانهم ان استمروا على ذلك ماتوا جوعا طلبوا من المسلمين ان ينزلوا على ما ينزل عليه بنو النضير من الجلاء بالأموال وترك السلاح فلم يقبل الرسول، فطلبوا ان يجلوا بأنفسهم من غير سلاح فلم يرض أيضا، بل قال: لابد من النزول والرضا بما يحكم عليهم خيرا كان أو شرا. (شرح نور اليقين ص 149) (سعد بن معاذ) ذلك القائد الانصاري، الذي مات ودمه يضخ مما أصيب به في غزوة الخندق، دفاعا عن العقيدة والشرف، كان هو الحكم، جاء بجراحه ليصدر حكمه: (إني أحكم ان تقتلوا الرجال وتسبوا النساء والذرية). وقال الرسول صلّى الله عليه وسلم: (لقد حكمت فيهم حكم الله يا سعد). (وبتمام هذه الغزوة اراح الله المسلمين من شر مجاورة اليهود الذين تعودوا الغدر والخيانة). (شرح نور اليقين ص 151) اليست شواهد الأمس تدل على احداث اليوم؟! - حاشية: - في غزوة خيبر، أعطت احدى نساء اليهود الرسول صلّى الله عليه وسلم، قطعة لحم مسمومة، فأخذ منها مضغة ثم لفظها، وأكل منها احد أصحابه فمات. - قال عمر بن الخطاب: (لا يجتمع في بلاد العرب دينان) يعني اليهود والاسلام. - طبعت أمريكا من كتاب (العرب - تاريخ موجز) للدكتور فيليب حتي 250.000 نسخة في طبعة خاصة بحجم صغير للجيب ووزعت على افراد جيشها في شمال افريقيا وآسيا الغربية. - تهليلة حزن: هل أبكيك يا أمتي وجدا على ضياع مجدك بالأمس، وهل اكتفي بنبش اطلال ذلك المجد؟ ان فعلت ذلك، فمن المؤكد انني لن اجد سيف (علي بن ابي طالب) أو (خالد بن الوليد) أو فرس (صلاح الدين) لاحارب به. ولكنني انبش اطلال ذلك المجد لأبحث عن صورة مماثلة لأبطال ذلك المجد.
عبدالله الماجد
|
|
|
| |
|