| |
بداية موسم الأمطار تشعر بالخطورة زيادة الضغوط على السدود بمياه الأمطار تهدد العروس بفيضانات صرف صحي
|
|
*جدة - خميس السعدي: برغم توقف الأمطار عن محافظة جدة منذ أربعة أيام إلا أن المستنقعات مازالت تغمر أغلب أحيائها والتي باتت تشكل خطراً على سكان المحافظة مما جعل المواطنين يتضجرون وينادون باتخاذ الإجراءات المناسبة من قبل الجهات المعنية للحد من مخاطر الأمطار المستقبلية والتي أشار إليها بعض الخبراء بأن موسمها قد بدأ. من جانبه أكد أستاذ علم البيئة بكلية علوم البحار بجامعة الملك عبد العزيز الأستاذ الدكتور علي عشبي بأن الأمطار التي هطلت على الجنوب الغربي من المملكة في فترة الصيف ومع بداية الانقلاب الخريفي بدأت في المنطقة الغربية بوادر تغيرات كبيرة في المناخ وفي أجواء هذه المناطق، ويعود السبب في ذلك إلى ظاهرة الاحتباس الحراري المؤثر على جميع أنحاء الكرة الأرضية ومن المتوقع أن تستمر هذه الأمطار على مدينة جدة حتى يوم الخميس وستشهد جدة ومكة والمدينة المنورة أمطاراً غزيرة في فصل الخريف والشتاء المقبل. وكشف أن مدينة جدة ستكون أكثر تضرراً بهطول هذه الأمطار التي ستسبب بشكل مباشر في ارتفاع مناسيب المياه الجوفيه الذي سيكون له تأثر ضار على البنية التحتية بمدينة جدة مما ينعكس سلباً على البيئة الفوقية مثل الطرقات والشوارع وخلافة وسترفع أيضا هذه الأمطار مناسيب المياه في بحيرة المسك في بريمان والتي نشأت وترعرعت بجهود وفضل حوالي 3200 صهريج تصب مياه الصرف الصحي فيها يومياً حوالي 60000 ألف متر مكعب وحجمها 50 مليون متر مكعب ومساحتها 3 ملايين متر مربع، الأمر الذي قد يتسبب في زيادة الضغوط على السدود الترابية التي تحيط بالبحيرة فعند تدمير هذه السدود فستشهد مدينة جدة أسوأ فيضان بمياه الصرف الصحي التي لم يحدث مثلها في العالم، وأن هذه البحيرة لها من المخاطر الشيء الكثير حيث تؤثر هذه البحيرة على الغلاف الجوي وعلى المياه الجوفية وذلك عن طريق تصاعد الغازات إلى الغلاف الجوي عن طريق هذه البحيرة ومن هذه الغازات السامة غاز الميثان الذي ينتج عن التفاعلات البيولجية وغاز الكبريتيد وغاز الهيدروجين. وستكون آثارها اجتماعية وصحية واقتصادية وستؤدي إلى تفشي الأمراض وحمى الضنك والكبد الوبائي وكل ما تحتويه هذه المياه من جراثيم. مشيراً إلى أن مدينة جدة رغم نسبة هطول الأمطار المتدني بها تعاني من مشاكل جسيمة وتعود أسبابها إلى عدم وجود البنية التحتية الصحيحة. وطالب بإعادة إنشاء البنية التحتية بشكل صحيح يتوافق مع حجم كميات المياه والسيول ومياه الصرف الصحي وأن الخسائر لا تقدر بثمن حيث سيكون هناك سنوات طويلة لإصلاح ما قد تدمر مع العلم بأن الخسائر البشرية والأرواح ستكون أيضاً كبيرة. ويكشف الباحث محمد البخاري أن أسباب تكون المستنقعات بمدينة جدة وقال: تعود نشأة تلك المستنقعات إلى عدة أسباب ومنها: بحيرة المسك وذلك لوقوع هذه البحيرة على منطقة شقوق صخرية تؤدي إلى تسرب المياه من البحيرة والاتجاه غرباً وجنوباً مما أدى إلى نشوء مستنقعات في الأحياء الجنوبية الشرقية من جدة وكذلك الجهة الغربية منها حيث بلغ مستوى الماء الأرضي بين نصف متر إلى ثلاثة أمتار ونصف المتر مما أدى إلى عرقلة إنشاء المباني في مدينة جدة حيث إن أغلب الأحياء عندما يرغب أحد المستثمرين في إقامة مبنى أو عمارة يضطر إلى سحب كميات كبيرة من المياه عند حفر الأساسات، وهذا يكلف الكثير ويرفع التكلفة على المستثمرين وبالتالي فإن وجود هذه المياه تحت الأساسات مع وجود كيماويات مع هذه المياه يؤدي إلى قصر أعمار المباني ولو تعرضت السدود لأي كسر فإنها سوف تؤدي إلى كارثة حقيقية وستغرق جميع الأحياء الجنوبية من محافظة جدة حيث إن وادي المري يتجه من الشمال إلى الجنوب ويصب في البحر الأحمر. وكذلك بسبب أن مدينة جدة يتخللها 16 وادياً وسبق لجامعة الملك عبدالعزيز أن تنبأت لهذه الأزمة قبل عشر سنوات ولكن لم تنفذ مقتراحتها وذلك بإقامة شبكة لتصريف جميع الأودية الموجود بالعروس، حيث إن هذه الأودية تبدأ من الشرق إلى الغرب ولكن هذه الأودية تم دفنها في شرق جدة وأصبحت مخططات سكنية ولم يراعوا في ذلك قوة منسوب المياه الذي يبحث عن طريقه عبر تلك الأودية إلى البحر وفي ظل وجود تلك المخططات التي تغيب في غمضة عين هي وسكانها عند اختراق المياه لها وبحثها عن مجراها، ومن الأودية وادي غليل الذي يتقاطع مع مشروع الأمير فواز السكني وينتهي في وادي عسفان فهذا الوادي لو جرت فيه المياه كما اعتادت سنة الكون كل 27 عاماً فإنها سوف تحمل معها مساكن وسكان، وقد قامت أمانة جدة بدراسة هذه الأودية قبل خمس سنوات حيث طلبوا من جامعة الملك عبدالعزيز تقييم هذه الدراسة والمعتقد بأنها رفضت من قبل الجامعة لعدم اشتمالها على كل المواصفات المطلوبة للتخلص من هذه المياه وكما هو معروف بجامعة الملك عبدالعزيز ومركز أبحاث المياه هي جهة استشارية بحتة وليست جهة تنفيذية هذا الأمر عطل الكثير من الدراسات مع الأمانة لأن الأمانه تطلب ضمانات بنكية وهذا غير متوفر لدى الجامعة علماً بأن هناك ما يقارب 80 خبيراً واختصاصياً سعودياً لم يتم التعامل معهم أو الاستفادة منهم. ومن جانبه يكشف مدير عمليات الدفاع المدني بجدة العقيد عبدالله جدواي عن وجود خطة تحدث سنوياً تحت مسمى مواجهة الأمطار والسيول والتي تشترك فيها الكثير من الجهات تحت لجنة واحدة هدفها حصر مجاري الأودية والسيول لمباشرتها فور حدوث الأمطار بشكل سريع وفعال.
|
|
|
| |
|