| |
هذرلوجيا النادي.. ينادي سليمان الفليح
|
|
* والنادي الذي سنتحدث عنه ليس نادياً ل(الفروسية)، لأن للفروسية نادياً كما أعتقد، وليس نادياً ل(العجزة) لأن ل(العجزة) نادياً كما أعتقد. وليس نادياً ل(ذوي الاحتياجات الخاصة) لأن لذوي الاحتياجات الخاصة نادياً كما أعتقد وإنما النادي الذي سنتحدث عنه هو نادٍ يشمل أصحاب كل هذه الصفات مجتمعة أي (أن فيه من الفروسية وفيه من العجزة وفيه من الاحتياجات الخاصة) ونعني بذلك النادي الأدبي في بالرياض، أما كيف اجتمعت فيه كل تلك الصفات فإنني أقول لكم إنه مليء بفرسان الكلمة وجياد الإبداع، ثم إنه ثانياً لو اجتمع كل ما فيه من أعضاء فإنهم (سيعجزن) لا محالة - مادياً - عن بناء مقر لهم ولناديهم، ثم إنهم ثالثاً من ذوي الاحتياجات الخاصة التي تختلف عن أي نادٍ آخر مع أن تلك الاحتياجات لا تعدو عن توفير صالة للمحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية وصالة أخرى تحوي مكتبتهم الجاهزة من الكتب ليتمكّن الدارسون والباحثون وطلاب المعرفة من الاستفادة منها وصالة أخرى للنساء وبعض المكاتب للإدارة. * * * أما بالنسبة للمقر فإن مقرهم الحالي عبارة عن مبنى مستأجر يعود إلى أمانة مدينة الرياض والأمانة أولى بمقرها متى ما شاءت أي أنها متى ما احتاجت لهذا المقر فما على الأدباء سوى أن يحملوا (قشهم) ويرحلوا و(قشهم) هو عبارة عن كتبهم وأوراقهم وأقلامهم لا غير أما باقي (القش) فهم يحملونه في رؤوسهم وأفكارهم أينما حلّوا. والأمانة إن فعلت ذلك فهي (وللأمانة) لم (تقصّر) مع النادي الذي تحمّلته طوال تلك السنين، بالإضافة إلى أنها خصصت للنادي (أرضاً فضاء بيضاء) تقع في شمال الرياض وما على النادي إلا أن يتدبر أمر بناء مقره على تلك الأرض، وفي هذه الحالة والنادي كما قلنا يحوي الكثير من (العجزة مادياً) من الأدباء ليس بمقدوره أن يقوم بذلك، كما أنه ليس من اللائق أن ينصب أعضاء النادي المضارب والخيام للقيام بنشاطهم الثقافي والأدبي على تلك الأرض الفضاء باعتبار أن النادي الأدبي في الرياض هو (أبو) الأندية الأدبية في المملكة كما أنه يقع في عاصمتها الحبيبة الرياض. ومن هنا إذا ما حدث ذلك، فإن الأدباء سيبحثون بالطبع عن رجل كريم شهم ومقتدر يلجأون إليه. وهم يعرفون بالطبع ذلك الرجل الذي يقف دائماً معهم في الملمات ولربما هو أقرب الأحبة والأصدقاء إلى قلوبهم النابضة بحبه وبحب الوطن لأنه أكثر الناس التصاقاً بمشاكلهم، وهو أكثر معرفة بهم كما هم أكثر معرفة بمواقفه النبيلة الرائعة معهم. ونعني بذلك صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - حفظه الله - الذي يأمل النادي الأدبي في الرياض أن يكون أول مُشرِّفيه من المسؤولين الكبار ليكبر النادي بحضوره ويكبر دوماً (بحضوره) في قلوب الأدباء. * * * بقي شيء آخر لم نقله بعد ألا وهو أننا نتمنى أيضاً أن يبادر رجال المال والأعمال والفعاليات الاقتصادية الوطنية المثقفة لدعم النادي الأدبي في الرياض لتبقى مآثرهم ماثلة وشاهدة على عطائهم الوطني والتاريخي في بناء الكلمة التي تُذكّر الناس بهم طوال الحقب والعصور، حيث يفنى المال وتبقى (الكلمة) على مرّ الزمان.
|
|
|
| |
|