| |
قراءة هادئة لقمة كسر العظم الشلهوب.. جلال.. المرقب.. مجرشي.. كيتا وردريغو نجومها قراءة: سامي اليوسف(*)
|
|
في الواقع إن مباراة الهلال واتحاد جدة هي مباراة ديربي الكرة السعودية وقمتها، فهي أشبه بمواجهات (كسر العظم)، بمعنى أدق هي (زبدة الكرة السعودية) في كل الأحوال، خاصة في ظل تضعضع النصر وتباين مستويات ونتائج الأهلي والشباب وغياب أندية الشرقية عن الصراع. من وجهة نظري فإن القمة شهدت حضوراً لافتاً لعدد من النجوم في مقدمتهم: الحكم الدولي خليل جلال، الموهوب محمد الشلهوب، البرازيلي رودريغو، الغيني الحسن كيتا، الشاب فيصل المرقب، وكالعادة (العميد) العملاق محمد الدعيع. ومن خلف الكواليس كان هناك تألق تقني للمخرج المبدع والمتطور بندر مجرشي، ولمسة ذكاء وثقافة من الجمهور الهلالي عندما مارس دوره الإيجابي في التشجيع الواعي حينما هتف ل(القناص) ياسر القحطاني عقب إضاعته ركلة الجزاء، حيث حفز لاعبه وأعاده من جديد لأجواء المباراة فكان أن رد التحية بهدف ثمين جيَّر نقاط المباراة لمصلحة الزعيم. وكما أن هناك نجوماً في القمة فقد كان رسوب اللاعب عبد العزيز الهليل أكيداً بما لا يدع مجالاً للشك فيه، كما هو الحال بالنسبة لرباعي الدفاع الهلالي الذي رسب بامتياز وبخاصة ظهيرا الجنب، وكذلك السلوفيني اسيموفيتش في الاتحاد ومعه مناف بو شقير الذي لم يتبق له سوى أن يتنازع مع الحكم ومساعده الأول لولا أن تدارك خليلوفيتش الأمر واستبدله. وينضم لقائمة الذين خيّبوا توقعاتي في مباراة القمة المساعد الدولي إبراهيم الدباسي الذي اتخذ قراراً مؤثراً باحتساب خطأ وإيعاز بطرد المدافع الاتحادي حمد المنتشري وهو القرار غير الصائب برأيي. أين لجنة الانضباط؟ إلا أن الرسوب الأكبر في السلوك كان من نصيب المدافع أحمد الدوخي من خلال تصرفه الأرعن وخطئه الفاضح بعد أن (دعس) عامداً متعمداً على فخذ اللاعب البرازيلي رودريغو في كرة ميتة كان بإمكانه أن يتفاداها!!! استغرب حقاً أن يبدر مثل هذا التصرف الأحمق من لاعب بحجم خبرة ودولية ونجومية الدوخي، ولا أدري عن أسبابه؟ ولا سيما أنه أحرج فريقه ومدربه. أيضاً نجا اللاعب الغيني كيتا من عقاب الحكم بالطرد مرتين في الشوط الأول في الدقيقتين (30 و36) بدخوله العنيف والثانية ب(دعس) قدم الشلهوب وكان لازماً على المساعد الدولي الأول الدباسي أن يشير إلى حكم المباراة بهذه الحادثة أو الحكم الرابع الحكم الدولي ظافر أبو زندة، ومن هنا أعتب ب(زيادة) على الحكم المساعد الدباسي وأقول بصراحة لا أعلم السر في تراجع مستواه في هذا الموسم، على الرغم من أن لديه من الإمكانات أفضل مما يقدمه الآن! واستفسر عن مدى تفعيل عمل وآلية عمل لجنة الانضباط في (صيد) الخطأين الفادحين للاعبين الاتحاديين الكيتا والدوخي وعن نوعية العقوبة التي ستطولهما؟؟ نجومية الدولي جلال أرجع في قراءتي لما بدأت فيه أولاًَ (عوداً على بدء) بالإشادة بمستوى وأداء وقرارات الحكم الدولي خليل جلال الذي لا أتوقع أن تتدنى درجة تقييمه من المراقب الفني عن (8) درجات. فعلى الرغم من عدم احتسابه ركلة جزاء واضحة للمهاجم ياسر القحطاني في الشوط الثاني (أقر بها الخبير محمد فودة)، وقبلها عدم طرده لاعب الاتحاد كيتا في الشوط الأول لمخاشناته المتكررة، (سأتجاوز قرار طرده المنتشري لأن مساعده الأول هو من ورطه في مثل هكذا قرار أو خطأ). إلا أنه قدم أداءً تحكيمياً راقياً ومشرّفاً لصورة التحكيم السعودي من حيث لياقته العالية ووجوده المناسب في كل الأحوال قريباً من مواقع اللعب بزاويا رؤية جيدة تتيح له تقدير الحالات بحكم القرب، ورشاقته وتعاونه الناجح مع مساعديه وعدله في استعمال الكروت الحمراء والصفراء وجرأته الواثقة في اتخاذ أصعب القرارات وأكثر حساسية وتعامله الحضاري مع اللاعبين واحتياطي الفريقين وحرصه على سلامة اللاعبين وقمعه للخشونة واعتماده مبدأ إتاحة الفرصة ببراعة. ولعلي أجزم بأن جلال قد حرص على تطوير مستواه وقراءته للمباريات وتعامله الاحترافي مع اللاعبين من خلال مشاركته الأخيرة في مونديال كأس العالم في ألمانيا، فقد اختلف كثيراً عن السابق. وبحكم التقائي به في غير مناسبة عن قرب لمست فيه الرغبة الصادقة في التطور والالتزام والحرص الشديدين في فهم نفسيات اللاعبين وقراءة المباريات والمحافظة على لياقته البدنية ورشاقته، لذلك لم استغرب التطور المتسارع نحو الأفضل في مستوياته وأدائه. وهو الذي بدأ موسمه التحكيمي بنجاح باهر في إدارته لمباراة الاتفاق والهلال في بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد بالدمام (2-2). كلي أمل ورجاء بأن يحافظ الدولي خليل جلال على تطوير مستوياته وأداءه في قادم المباريات والمشاركات الخارجية بدراسة صاقدة لأخطاءه التي يقع فيها ويحرص على تحضيره الجيد البدني والنفسي والفني للمباريات التي يقودها والتركيز على جانب التفكير الايجابي خلال المباريات حتى لا يقع فريسة للندم في عدم اتخاذه القرارات الصحيحة خلال إدارته للمباراة الواحدة. شخصياً أضع جلال في قمة التحكيم السعودي حالياً فهو (نمبر ون) تحكيمياً، يأتي بعده عبد الرزاق المقهوي ثم مطرف القحطاني وبعدهم الثلاثي القادم بقوة شاكر الطويرقي ثم عباس إبراهيم (الغزال الأسمر) وعبد الله القبيسي. الشلهوب.. الموهوب إذا كان ثمة نجم أوحد في المباراة أو ترتيب إلزامي للنجوم في القمة، فحتماً سيكون الدولي محمد الشلهوب هو الأول. فهذا اللاعب صاحب مجهود وافر، عاد لتقديم نفسه من جديد كنجم باهر، عقب الظروف النفسية الخاصة التي لازمته خلال نهائيات كأس العالم وبعدها. بالأمس فعل كل شيء إلا التسجيل وهز الشباك على الرغم من مواجهته وحيداً للمرمى الاتحادي في الدقيقة (55) في الشوط الثاني بعد جملة فنية كروية مثالية كان أضلاعها ياسر وردريغو إلى جانبه. وفي الشوط الأول تسبب في ركلة الجزاء وكنت أتمنى لو تصدى لتنفيذها بنفسه ليتوج جهده. الشلهوب يسير مستواه وفق خط تصاعدي من مباراة لأخرى سيصل إلى قمة عافيته الفنية قريباً. وعودته لمستواه المعروف مهمة للهلال والأخضر. هكذا هم الأجانب البرازيلي رودريغو والغيني كيتا هما الثنائي الأجنبي الأبرز في الدوري السعودي حتى الآن، على الرغم من حدة الانتقادات التي طالت الأول ولعل هدفها غير فني بحت، بل مردها إلى أمور شخصية مع الوسيط السعودي صالح السلومي! هذا الثنائي كان فعّالاً ومؤثّراً للغاية في أهم وأقوى وأصعب مباراة لفريقيهما، فالبرازيلي تحرك في كل الاتجاهات راوغ وسدد ومرر وصنع عديد الكرات الخطرة على مدار الشوطين، وأخطر كراته كانت للشلهوب في الشوطين مرة بالرأس في الشوط الأول، والثانية في تمريرة الهدف تحت عنوان (أنت وضميرك) من ماركة تمريرات الثنيان وضعت الشلهوب في مواجهة الحارس والمرمى الاتحاديين لكن القائم تدخل في مساعدة المرقب. لم ييأس ردريغو حتى سجل الهدف الأول بفضل متابعته وتموضعه وقراءته الجيدة، على الرغم من أنه لعب وهو يرزح تحت سطوة الضغط النفسي من جراء نشر الصحافة طوال الأيام والأسابيع الفائتة خبر نية الإدارة الهلالية الاستغناء عنه! لكن ردريغو تغلب على كل هذه الضغوط المحيطة به كالسوار حول المعصم وواصل حضوره اللافت والمفيد للفريق الهلالي. في المقابل فإن الغيني كيتا واصل هو الآخر تقديم مستوياته الفنية المتصاعدة بروح عالية وإصرار كبير وبحركة دؤوبة باصطياد أخطاء المدافعين تارة وتجييرها لمصلحة الاتحاد أو بمهارته واختراقاته. أعيد مكرراً بأن الثنائي رودريغو وكيتا هما الأبرز في الدوري السعودي، وعلى الجماهير الهلالية والاتحادية أن تمنحهما مزيداً من الوقت والصبر كي يقدّما كل ما لديهما بعيداً عن حرب السماسرة والأمور الشخصية! المرقب: شكراً للإصابة! الحارس الشاب فيصل المرقب القادم من نادي سدوس إلى صفوف العميد بـ(500) ألف ريال واصل جموحه وتألقه في المرمى الاتحادي من بعد ظهوره المشرّف في لقاء أوليمبك خريبكة المغربي في البطولة العربية. ولعب دوراً فاعلاً في تقليل حجم الخسارة الاتحادية بتصديه لركلة الجزاء من قدم ياسر القحطاني وبراعته في صد عديد التسديدات والكرات الهلالية الخطرة وخروجه الموقوت الذي يضيق الزاوية على المهاجم الهلالي وهو بالمناسبة لا يتحمل مسؤولية أي من الهدفين الهلاليين. ولعله يقول للإصابة (شكراً) التي منحته فرصة البروز وإثبات الوجود بعد ابتعاد الدولي مبروك زايد بسببها. المرقب ينتظره مستقبل واعد وخصوصاً أنه يتميّز بمقومات مشروع الحارس الناجح. الهلال بدون (دعيع) أقول للمشجع الهلالي الأمين في تقييم أداء فريقه (تخيّل أن الهلال لعب مباراة الاتحاد بدون العملاق محمد الدعيع، كيف سيكون حاله؟)، من وجهة نظري فإن عميد لاعبي العالم الكابتن محمد قد لعب دوراً غاية في الأهمية في خروج فريقه فائزاً في ظل هشاشة وضعف مستوى وأداء الدفاع الهلالي وبخاصة ظهيرا الجنب. فالدعيع تصدى بكل ما يملك من خبرة وشجاعة وتوقيت ومهارة لكل الكرات الاتحادية الصعبة والخطرة ولا يتحمل أدنى مسؤولية في ولوج الهدف الاتحادي. لكن السؤال الأهم يقول: إلى متى يستمر الدعيع في جبر عثرات دفاعات فريقه؟. النجم بندر مجرشي لكي أكون منصفاً وعادلاً في قراءتي للمباراة فإنه لا بد لي من الحديث عن جانب مهم في القمة لم يلمسه سوى من تابع أحداثها عبر (الذهبية) القناة الرياضية السعودية. فالمخرج الباحث عن التطور والعاشق للتميز بندر مجرشي كان في الموعد تماماً (صوتاً وصورة)، أما كيف فسوف أخبركم عن ذلك باختصار. إن المخرج الناجح لمباريات كرة القدم هو من يضع المشاهد في قلب الحدث وكأنه في الملعب تماماً ومعه منظار يكبر فيه الصورة يراقب كل صغيرة وكبيرة عن قرب. وذلكم ما فعله (معي على الأقل) المخرج المجتهد مجرشي فقد عرفت لماذا طرد الدوخي وألغي هدف القناص ياسر وخطأ الغيني كيتا وما فعله بورجيتي ومن طرد منتشري وجزائية ياسر غير المحتسبة وخلاف عمر الغامدي والدعيع عقب المباراة. إن الحدس مهم في العملية الإخراجية لأنها عملية فنية بحتة يتطلب فيها اللمسة الجمالية واللقطة الفنية. مجرشي يسير على هدى الرائعين عبد العزيز الرويشد وسعد الوثلان، إنه يتطور بثقة وتسارع. إشادتي به لا تعني إنني سوف أغض الطرف عن تكراره الإعادة البطيئة لبعض الحالات إلى حد تفويت المتابعة للمشاهد لبعض الهجمات الخطرة كما حدث مع تسديدة عزيز في الشوط الأول على سبيل المثال! جمهور خطير واع وذكي الجمهور الهلالي صعب ومكمن صعوبته أنه لا ينقاد بسهولة لمن يريد استغفاله أو التذاكي عليه، وهو يميّز بين اللاعب المفيد والمخلص والآخر (الأونطجي) كما يقول الإخوة في الحجاز، وهو ذوّاق للعبة الحلوة، باختصار هو من نوعية الجمهور الخطر إياك والعبث معه. بالأمس مارس دوراً حيوياً مهماً عكس مدى ما يتمتع به من حدس كروي ذكي وفطنة وثقافة كروية راقية، تجلَّى ذلك في ردة الفعل مع لاعبه ياسر القحطاني عندما أضاع ركلة الجزاء في الشوط الأول. فعلى الرغم من طريقة التسديد البدائية التي لا تعكس جدية من اللاعب إلا أنه سارع من فوره إلى تشجيع اللاعب بصوت رجل واحد مسموع من خلال ترديد اسمه غير مرة. هذا التصرف الواعي والمسؤول ينم عن خبرة وثقافة كما أسلفت وقد أعاد ياسر إلى جو المباراة وأشعله من جديد ليرد التحية بهدف الفوز الثمين الذي جلب النقاط الثلاث للزعيم. فواصل * القناص ياسر القحطاني أعتقد أنه بحاجة إلى مزيد من الجدية والالتزام فما زال جمهور فريقه ينتظر منه المزيد لأن إمكاناته أكبر. * مناف أبو شقير تحوَّل إلى لاعب فوضوي كاد يكون (فتوة) في المباراة لولا قرار استبداله. * السيد بوسيرو هزم فريقاً ناقصاً اثنين من لاعبيه المدافعين بفارق هدف بصعوبة بعد أن كان متخلفاً وفريقه يلعب على أرضه وبين جماهيره، منطقياً (صعبة القبول)!! * المعلِّق العتيبي (لا يحضرني اسمه الأول) يمتاز بغزارة المعلومة فهو مثقف كروياً وواسع الاطلاع ولغته ممتازة وحضوره مبهر وتنغيمه أو رتمه رائع لكنه كان قريباً من (المايك) جداً مما مكننا من سماع أنفاسه وهذا خطأ، يتألق حينما لا يعلّق على مباريات فريقه المفضّل، وإليه أقول (حينما تكون في روما تصرف كالطليان وقل ما تشاء)، فالديربي السعودي (أعقل) من الإيطالي ولو بهرنا جميعاً! * تصرف الكابتن أحمد الدوخي خلَّف وراءه أكثر من علامة استفهام؟؟.. وتراجع مستوى المساعد الدولي إبراهيم الدباسي لا أعلم أسبابه! * أصبحت قرارات لجنة الانضباط بحاجة إلى تفعيل قراراتها الآن أكثر من أي وقت مضى! * أحد الحكام الدوليين المعتزلين (قسراً) علق على أداء خليل جلال ونفى وجود جزائية هلالية ثانية لياسر وإليه أقول عليك أن تجيبنا أولاً عن سر جزائية الكاتو ثم سر هدف (النية) لخميس العويران وثالثاً ورابعاً وخامساً ترى التحليل التحكيمي له أصوله وأهله وأنت لست من أهله على الإطلاق!! * اختلف مع الصديق العزيز والمحلِّل الخبير محمد فودة فيما قاله عن خطأ وطرد المنتشري، كما اختلف معه فيما قاله عن هدف الأنصار الثاني في مرمى الرائد، ولكنه اختلاف لا يفسد للاحترام والود قضية. * إن بقي البرازيلي ردريغو في صفوف الفريق الهلالي فهو مكسب، وإن رحل عنه فهو خسارة لا شك. * لم يكن من المقبول (أبداً) العتاب العلني الملتهب بين اللاعبين الكبيرين في أخلاقهما ومستوياتهما وتاريخهما عمر الغامدي ومحمد الدعيع بتلك الصورة التي ظهرت على الشاشة عقب المباراة مباشرة، فمثل هذه الأمور مكانها غرفة تغيير الملابس وبعيداً عن أعين الجمهور والإعلام. * نواف التمياط مستوى فني عال وأخلاق رفيعة. أخيراً.. (لا يصح إلا الصحيح)! sam2002@hotmail.com(*)
|
|
|
| |
|