في ليلتين من أجمل لياليها
القصب تحتضن أبناءها وتحتفل بالعيد بعد غياب دام ربع قرن

*القصب - محمد عبدالله الحميضي:
في ليلتين من أجمل ليالي القصب كانت ليلة الثاني والثالث من أيام عيد الفطر المبارك مناسبة احتفالية جمعت القريب والبعيد وضمت الأحبة والأقارب والأصدقاء من أبناء هذه المدينة الغالية الذين حرموا من هذا التجمع منذ أكثر من 25 عاماً بعد أن شهدوا آخر الاحتفالات بعيد الفطر المبارك عام 1404هـ. حيث اضطر المنظمون للحفل مع إصرار الحضور إلى تمديده إلى ليلة أخرى فبقي كل شيء كما هو ليستمر الاحتفال لليلتين بدلاً من ليلة واحدة، امتزجت فيهما المشاعر النبيلة والأحاسيس الصادقة والحنين للأهل والأصدقاء وتعانق الجميع بمحبة ملأت القلوب فرحة، وسعادة المدينة وتفاعل معها الجميع صغاراً كباراً ، وكان من المشاهد المؤثرة قيام أحد الأطفال بالتبرع بريالين من عيديته مساهمة منه، مثلت بادرة وتشجيعاً للجميع الذين سارعوا بتقديم الكثير.
لتعلن اللجنة المنظمة للحفل في النهاية أن المبلغ وصل إلى أكثر من 300 ألف ريال وسط حماس وتفاعل لم تشهده المدينة منذ زمن. وهكذا نجحت اللجنة ونجح الحضور وكل من دعم وحضر وشاهد، وفي مقدمتهم رئيس مركز القصب سليمان عبدالعزيز القاسم ومحافظ حريملاء عبدالله محمد القاسم ونائب رئيس المجلس البلدي المهندس طارق عثمان القصبي وا لشيخ عبدالعزيز محمد القاسم والشيخ سليمان عبدالله القاسم د. عبدالله محمد الشعلان إضافة إلى عدد كبير من أعيان ووجهاء ورجال الأعمال بالقصب والأهالي تجاوز الألف.
قدم للحفل الأستاذ عبدالله المقحم في كلمة هنأ فيها الجميع بالعيد ومرحبًا بالحضور ، بعد ذلك تلا الطالب عبدالسلام الشعلان ما تيسر له من القرآن الكريم، ثم توالت الكلمات لكل من رئيس مركز القصب وللأستاذ علي العتيق عن اللجنة المنظمة ود. عبدالله الشلال عن الأهالي والمهندس طارق القصبي ومحافظ حريملاء عبدالله القاسم.
كذلك شدا الشعراء محمد عبدالرحمن المقحم وعبدالرحمن الحميضي ومحمد النمي وإبراهيم الحميضي وعبدالعزيز الشلال والطالب عبدالوهاب الحميضي كما شهد الحفل أيضاً فقرة العرضة السعودية والتي شارك فيها المسؤولون والحضور والسامري والألعاب الشعبية والمشاركات الفردية من الحضور.
كذلك العرض المرئي عن القصب في الماضي، والألعاب النارية، وكان للشباب النصيب الأكبر.
جدير بالذكر أن الاحتفالات كانت تبدأ من بعد صلاة العشاء مباشرة وتظل حتى آذان الفجر وفي الليلة الأخيرة لم يفرق الأهالي سوى قطع الكهرباء وكان لتفاعل الشباب الأثر الكبير في الدعم والتمديد والوعود بمواصلة هذه الاحتفالات كل عام وبشكل مميز لتشمل النساء والأطفال والشباب، كما قدم رجال الأعمال دعماً سخياً للأعوام القادمة مع وعود من الآخرين بالدعم الجيد، وذلك بعد أن لمسوا احتضان تلك المدينة لأبنائها الذين أمضوا سنوات بعيداً عنها وبعد أن اقتنعوا بأن الاحتفالات كانت رائعة ، وأن التجمع الكبير والحميم فيها دفع الجميع للحضور وحببهم في المشاركة.
لقد كان النجاح مفاجأة للجميع لاسيما وأن الإعداد للحفل كان خلال شهر رمضان وأن اللجنة المنظمة كانت لأول مرة تقوم بتنظيم مثل هذا الحدث ولكن همة الشباب وعزيمتهم أثبتت أنه ليس هناك مستحيل وأن العزيمة تصنع المعجزات فتحية لكل من ساهم مادياً ومعنوياً وكل من عمل وحضر متمنين أن تستمر الاحتفالات إن شاء الله تعالى أعواماً قادمة.