| |
نهارات أخرى الإسعاف الجوي المتعثر! فاطمة العتيبي
|
|
منذ عامين دار الحديث بقوة حول نية (الهلال الأحمر السعودي) بتدشين مشروع الإسعاف الجوي أو الطائر على الطرق السريعة ولا تدري أين ذهبت الرياح بهذا المشروع المهم الذي لابد أن تتضافر على تطويره مؤسسات الدولة مع مؤسسات القطاع الخاص. ** كنت مساء الجمعة الماضي من العابرين الكثر المزدحمين على طريق القصيم -الرياض العائدين بفأل إلى أعمالهم ومنازلهم بعد أن ملأوا القلوب بمئونة الدفء وروائح الطفولة عند الأهل. وقد أفسدت الحوادث لذة العيد وبهجة أيامه.. فمازالت صورة شاب ملقى على الأسفلت مضرجاً بدمائه قد ألقت به قوة الصدمة عدة أمتار وسط الطريق والناس يقفون بعيداً عنه يتأملون في لحظاته الأخيرة. كان ضوء السيارة وهي تعبر قادراً على أن يترك في ذاكرتي كل ملامحه مع أنني انشغلت بتغطية عيني طفلي الصغير عن المنظر. ظللت أبحث عن طائرة هيلوكبتر قادمة تنقذ الشاب وتعيده إلى حضن أمه أو زوجته أو أطفاله. بكيت وأنا أنتظرُ في السماء لهدير هيلوكبتر ينقذ سريعاً ويسعف ويلحق باللحظات الأهم والأخطر في حوادث المرور، تلك الحوادث التي تكبد بلدنا تسعة وسبعين فرداً يومياً بين متوفى ومعاق خسرتهم المملكة خلال عشر سنوات مضت ولكم أن تتخيلوا الخسارة والكلفة النفسية والمادية. ** الهلال الأحمر والدفاع المدني هما واجهتان تترجمان قيمة الإنسان. وكلما كانت قيمة الإنسان مرتفعة في بلد ما كانت هاتان المؤسستان بأحسن حالهما. ** أتمنى من (الهلال الأحمر السعودي) أن ينبئنا عما آل إليه مشروعه المهم (الإسعاف الطائر) وكم هي عدد طائراته وهل كل نقطة أمن طرق في طرقاتنا الواسعة والممتدة والطويلة هي مزودة بطائرة واحدة على الأقل. ** مباشرة الحوادث في المدن والطرقات الطويلة عبر سيارات إسعاف لا تصل لطول مسافة أو للزحام إلا بعد فوات الأوان لا تعكس حقيقة القيمة الفعلية للإنسان السعودي في نظر دولته ففي عام 1424هـ فقط هناك 4424 حالة إسعاف تعثر الوصول إليها وهذا وفق إحصاءات الهلال الأحمر ذاته والمأمول من مؤسسة الهلال الأحمر السعودي حيال هذا المشروع أن تبني جسوراً مع القطاع الخاص ليعينها على إكمال بنية المشروع الذي يبدو أن ميزانيتها قصرت دونه!!
Fatmaotaibi@hotmail.com |
|
|
| |
|