| |
نهارات أخرى قطط ولحم مكشوف في يوم عيد!! فاطمة العتيبي
|
|
** كان من الأوفق أن تهتم منظمة العالم الإسلامي وجمعياتها المختلفة في العواصم العالمية بعد (سبتمبر وبعد الهجمة العالمية على الإسلام.. كان من الأولى أن تثقف أئمة المساجد وخطباء الجمع والأعياد على كيفية التعامل مع الواقع الجديد الذي جعل كل كلمة يقولها المسلم خصوصاً حين تكون في مناسبة دينية يستمع إليها المسلمون من مختلف أعمارهم.. ويعدها الغرب (وهي كذلك) ثقافة تصنع التفكير الجديد وفي بعضها هي محرضة أو على الأقل مسوغة لبعض الممارسات الخاطئة! ** ماذا يعني أن يقول خطيب مسجد أو المفتي في أستراليا الشيخ تاج الدين الهلالي ان المرأة غير المتحجبة هي الملامة حين تتعرض لحادث اغتصاب. وكيف نبرر للعالم هذه النظرة التي تكاد تعطي إشارة الضوء للشباب على التحرش بأي امرأة بدعوى عدم احتجابها! ** وكيف يكون هذا الحديث الذي يدور حول اللحم المكشوف والشهوات والقطط ورغبات الحيوانات في صبيحة يوم عيد إسلامي.. خلص العباد فيه من صوم شهر رمضان ويتطلعون لسماع ما يعينهم على الفأل والشعور بالطمأنينة والرحمة والعتق من النار. ** وكيف يكون ذلك في دولة مثل أستراليا.. يسعى المسلمون فيها إلى بقاء أوضاعهم المادية والدينية في تصالح مع الشعب والحكومة. خصوصاً أن أستراليا نجت من التضييق على الجاليات الإسلامية ولم تتأثر كثيراً بنتائج الحادي عشر من سبتمبر الذي بدل حياة المسلمين في الخارج من اليسر إلى العسر ومن السعة إلى الضيق.. والذين سافروا إلى أستراليا للسياحة أو الدراسة يعرفون ذلك جيداً.. لكن هذا الحديث قد يجعل من الأمور تتبدل خصوصاً أن في عبارة الشيخ تاج الدين مسوغاً ومبرراً لجريمة التحرش والاغتصاب وكأنه يقول: المرأة التي لا تحتجب عرضها مهدور مثل اللحم المكشوف الذي لا جناح على القطط أن تلتهمه! أين غض البصر وأين التوجيهات القرآنية والأحاديث التي تؤدي ذات الغرض بدون تجريح أو تبرير! ** صحيح أن مثل ذلك سمعناه كثيراً في أدبيات المرحلة السابقة في الأشرطة التي كانت توزع على مدارس البنات، لكن المرحلة التي يمر فيها الإسلام والمسلمون في علاقاتهم مع الغرب ومع مصالحهم ومع أمنهم على أرواحهم وعلى أعراضهم تتطلب وقفة حازمة تعيد أدبيات الإسلام الحقيقية التي وردت في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة الصحيحة التي تكرم الإنسان وتوجهه بما يليق به من كلمات وأمثال وتشبيهات.. وتعمد لأسلوب راقٍ في الترغيب والترهيب.. ولا تتضمن إشارات ممكن أن يتخذها الجاهلون مسوغات لقتل الأنفس أو انتهاك أعراض الناس.. ** أعتقدُ أن مسؤولية منظمة العالم الإسلامي أصبحت مسؤولية جسيمة في تثقيف من يتحدث باسم الإسلام ويتولى مهمة الخطابة في المناسبات الدينية في كل دول العالم، فالاجتهاد وحسن النية لا يكفيان في هذه المرحلة الدقيقة!!
Fatmaotaibi@hotmail.com |
|
|
| |
|