| |
الأحد 25 رمضان 1393هـ الموافق 21 أكتوبر 1973م العدد 736 كلمة الجزيرة بترولنا لن يصدر لأمريكا خالد المالك
|
|
إعلان المملكة قطع البترول ومنع تصديره إلى الولايات المتحدة الأمريكية كان قراراً رائداً.. أجمل ما فيه أنه صدر بعد إصرار أمريكا على دعم إسرائيل وعدم استجابتها لرغبة المملكة في ضرورة تعديل موقفها الحالي من الحرب الدائرة بين الأمة العربية وإسرائيل. القرار لم يصدر قبل أن يحذر الفيصل الولايات المتحدة الأمريكية ويطلب منها إيقاف دعمها لإسرائيل كمهلة سبقت اتخاذنا لهذا القرار وإلا لاعتبر ذلك تسرعاً، وهو لا ينسجم مع القرارات الحكيمة لجلالة الملك فيصل سواء ما اتخذ منها وما هو في طريقه إلى ذلك. والقرار بقطع البترول عن كبرى دول العالم لا يمثل إلا جزءاً يسيراً مما ندعم به اليوم معركتنا الكبرى.. وهو أيضاً ليس الضربة الأخيرة التي أعلن عنها قائد دخل المعركة ولديه الاستعداد للتضحية من أجل كسبها بكل ما لديه من طاقات بشرية ومادية وعسكرية هائلة.. فقد سبق ذلك الكثير مما لم نعلن عنه بعدُ تماشياً مع سياستنا في إصدار القرارات واتخاذ المواقف بصمت وهدوء.. وما أعلن نعرفه جيداً ولن ننساه أبداً؛ لأنه يمثل المنطلق نحو تركيز وجودنا على كل شبر استردته قواتنا من الأرض العربية المحتلة التي تحتاج منا إلى تضحيات وتضحيات لاسترداد ما تبقى تحت الاحتلال. والمملكة وهي تعلن عن إيقاف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية نظراً لازدياد الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل.. إنما تتخذ هذا القرار من واقع إحساسها بمسؤولياتها الجسام نحو أمتنا العربية، ولكي تضع الولايات المتحدة أمام الأمر الواقع وهو أننا دولة نعلن عن هذا القرار حفاظاً على مصالحنا الوطنية ولادخار كل ثرواتنا من أجل المعركة دون الأخذ بالاعتبار بما يمكن أن يحدثه مثل هذا القرار من فزع لدى الزعماء والمواطنين في الولايات المتحدة الأمريكية ما دامت هذه الدولة العظمى مستمرة في دعم العدو ومساندته. بقيت كلمة قصيرة نقولها للفيصل، وهي أن هذا الشعب الذي منحك كل ولائه وحبه سبق قرارك هذا بتأييده الكامل لكل موقف تتخذه مع مساندته التامة لخطواتك الإيجابية وقراراتك الحازمة.
|
|
|
| |
|