| |
خواطر رمضانية من بركات رمضان عبدالكريم بن صالح المقرن
|
|
إن بركات رمضان كثيرة جداً، ونفحاته مهيأة للمسلم الموفق صباحا ومساء، فلماذا لا تجعل - أيها الأخ المبارك - من رمضان مبادرة منك في الصفح والعفو عمن أساء إليك أو ظلمك، أو أخطأ في حقك، إن العفو من مكارم الأخلاق التي أمر الله بها {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، والعفو يزيل الأحقاد والبغضاء، ويجلب المحبة والمودة، فهو الطريق لكسب القلب، ورضا علام الغيوب {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}، والعفو طريق العز والكرامة كما قال صلى الله عليه وسلم:(ثلاثة أقسم عليهن: ما نقص مال من صدقة، ولا زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)، وعرّف صلى الله عليه وسلم حسن الخلق فقال:(تصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك) إنها دروس تربوية، وتوجيهات ربانية من هادي البشرية صلى الله عليه وسلم في العفو والصفح عن المسيئين. أعرف أحد الإخوة كان بينه وبين أخيه مشاحنات وحقوق وغير ذلك، وقد امتدت لسنوات طويلة، وبينهما قطيعة فلا تزاور، ولا صلة بينهما، اجتمعنا سويا في مجلس بعد صلاة التراويح، وتجاذبنا أطراف الحديث، عرضت عليه إزالة الخلاف، وأسباب الشقاق والقطيعة، كانت ليلة صافية من ليالي رمضان المباركة، أبدى صديقنا هذا استعداده لإعادة المياه إلى مجاريها، وأبدى ندمه على سنوات القطيعة. رجعنا إلى بيوتنا، وبعد يوم أخبرني أنه قد أعاد العلاقة مع أخيه إلى سابق عهدها. فهلموا أيها المتخاصمون والمتقاطعون! هلموا إلى العفو والصفح عن المسيء، ومقابلة السيئة بالحسنة، قال تعالى:{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}، هلموا إلى المغفرة والرحمة، ولنعد المحبة والألفة في رحاب رمضان.
|
|
|
| |
|