| |
نهارات أخرى نظام هيئة البيعة.. قانون للمستقبل! فاطمة العتيبي
|
|
من حق الأجيال القادمة أن تأمن على مستقبلها (بإذن الله)، والأمان المستقبلي مفتاحه الذهبي - ولا شك - في الاستقرار السياسي؛ إذ يكون المظلة التي تغطي كل الجوانب الإيجابية في الحياة. ** كثير من الدول يمتلك القدرة على تبني المشاريع الجديدة والطموحة، ويمتلك قاعدة اجتماعية منفتحة على الجديد بلا إعاقات فكرية مردها إلى المخاوف المتأصلة عادة بالمجتمعات التقليدية، ومع ذلك تفشل هذه الدول فشلاً ذريعاً في إتمام مشروعها المدني والحضاري؛ لأنها لا تمتلك القاعدة السياسية الثابتة والمستقرة. ** وإقرار الملك عبدالله - حفظه الله - لهيئة البيعة هي نظرة بعيدة من لدنه بحق الأجيال القادمة في الاستقرار والأمن اللذين يؤهلانها لحياة مطمئنة ومن ثم مثمرة ومتطورة. ** قد يقول قائل إن الديمقراطية بابها واسع، وإن تضييق الخيارات هو مناوئ للدمقرطة المرتجاة.. لكن المتأمل في علاقة الدولة السعودية بالشعب السعودي وفكرة البيعة.. وجذور وأصول السياسة السعودية التي تشكلت ملامحها على يد الملك عبدالعزيز رحمة الله عليه.. يدرك - ولا شك - أن شرائح الشعب السعودي المختلفة والمتفاوتة بنسيجها القبلي والتجمعي والقائم على احترام الأصول والجذور وتبني روح المتأصل على حساب الطارئ والجديد الذي قلما يجد ترحيبا.. فإنه ولا شك وبالنظر إلى المشروع الحضاري المنفتح الذي تتبناه الدولة السعودية والقائم على شرعية الدين أولاً وضمان الحريات الاقتصادية والفكرية ثانياً، فإن المشروع السياسي للدولة السعودية يكاد يكون المشروع العربي الأكثر نجاحاً في قيادة شعب ومجتمع من الفُرقة والزعزعة والشتات والتناحر إلى ملامح مجتمع مدني يؤمن بالمؤسسات المدنية ويطمح إليها بخطوات هادئة دون تعارض أو إثارة بلبلة وحروب دموية ومواجهات بين الفئات المختلفة. ** لا أملك إلا أنني أحسست بكثير من الاطمئنان لهذه الخطوة وأنا أتأمل أطفالي وأسرح بمخيال الأم المتطلعة التي تجوس بمشاعرها وهجسها في غمار مستقبل صغارها، وتتفقد في رحلة تأملية حياتهم التي ستأتي.. تتفحص تفاصيلها بدءاً من السياسي ومروراً بالاقتصادي والفكري والاجتماعي.. وتستجمع كل خفقات قلبها لتدعو بأن يكون الآتي أجمل.. وهو لا شك كذلك!.
fatmaotaibi@hotmail.com |
|
|
| |
|