الجمعة 16 رمضان 1393هـ الموافق 12 أكتوبر 1973م - العدد (727)
الله أكبر .. الله أكبر
بقلم : عبد العزيز السويلم

تحدث مندوب الإذاعة البريطانية الذي توجه مع مندوبي الصحف العالمية إلى منطقة القتال في عمق سيناء المحتلة الذين طلبت منهم الحكومة المصرية الوقوف على ساحة القتال ليقفوا على حقيقة ما يجري بأنفسهم وليكونوا شهوداً على دحض وبطلان المزاعم الصهيونية ووسائل إعلامها الكاذبة فيما تنشره عن المعركة من أخبار.. تحدث مندوب الإذاعة البريطانية عن مشاهداته في رسالة صحفية بعث بها إلى هيئة الإذاعة البريطانية وأذاعتها إذاعة لندن مساء الأربعاء الماضي.
ولقد أشار في حديثه عن مشاهداته لأعداد كبيرة من العربات المصفحة والدبابات وإلى الأعداد الكبيرة من الجنود المصريين الذين يعبرون قناة السويس - لأول مرة - منذ ست سنوات.. وأشار في حديثه إلى الحماس والبشر الذي يعلو وجوه الجنود العرب المصريين ومما لفت النظر ما كان يردده أولئك الجنود وهم يلوحون بأسلحتهم التي كانت بأيديهم.. لقد كانوا يرددون عبارة الله أكبر.. الله أكبر.. هذه العبارة تعطي الدليل الأكيد على رجوع الأمة الإسلامية إلى دينها وإلى مدى تمسكها بعقيدتها الإسلامية السمحة، وهذه العبارة هي القوة الدافعة للجندي.. وهي التي تزيد من حماسه وقوة تصميمه وعزمه على مجالدة خصمه ومقاتلته حتى النصر بإذن الله.. ولقد سررت كثيراً حينما سمعت هذه الرسالة الصحفية التي أذاعتها إذاعة لندن.. وكان سروري عظيماً بما كان يردده الجنود: الله أكبر.. الله أكبر.. فالله سبحانه أكبر من كل شيء والله هو وحده الذي يدحر الأعداء ويكتب النصر لعباده المؤمنين الذين يدافعون عن عقيدة راسخة وقلوبهم تطفح بالإيمان والتوكل على الله سبحانه وتعالى. وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه العزيز: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}فلقد نصر الله أمة العرب المسلمة في حربها التي تخوض غمارها هذه الأيام مع العدو لأنها رجعت إلى الله وقومت نفسها وأبعدت عنها رجس كل الشياطين والكلمات السخيفة التي كانت تتكلم بها في معركة عام 1967م التي بسببها هزمت الأمة العربية.
فيا جند العرب المسلمين.. إنكم اليوم وغداً وربما أسابيع طوالاً ستكونون في حرب لا هوادة مع عدو لدود يريد أن يلحق بكم الأذى والهزيمة - إن استطاع إلى ذلك سبيلاً - ولكن يجب عليكم وأنتم هذه الأيام في معركة التحرير معركة الجهاد المقدس من أجل تخليص القدس والأراضي المحتلة من أيدي الصهاينة الغاصبين.
يجب عليكم أن تحافظوا على تمسككم بعقيدتكم وأن تكونوا جنداً لله في أرضه لتحرير مقدسات المسلمين، ويجب أن يكون الدعاء وطلب النصر من الله، فباسم الله بدأنا حربنا مع العدو وباسمه سبحانه وبعونه ونصره سنتمكن من انتزاع النصر على الأعداء وتحرير الأرض من يده الملوثة بالجرائم...
لقد شطح بي القلم كثيراً لكن ها أنذا أعود فأقول للصحفيين الذين عبروا قناة السويس إلى ساحة القتال في وسط سيناء قد شاهدوا حطام طائرات وعربات محطمة.. وشاهدوا المعارك تجري على مسافة تراوح بين عشرة واثني عشر كيلو متراً شرقي قناة السويس، كما أذاعت إذاعة لندن مساء الأربعاء الماضي.. فهل بعد هذا الدليل ومشاهدة الصحفيين الغربيين لساحة القتال؟ هل بعد هذا ادعاء كاذب تستطيع إسرائيل أن تقوله عن سير المعارك وانتصاراتها المزعومة؟ أعتقد أنها لا تستطيع أن تقول بعد هذا شيئاً، ومعلوم أن الشمس إذا طلعت أضاءت الدنيا بأكملها وصعب على من يحاول التستر في الظلام البقاء في مكانه.
وفي الختام اللهم أيد جند المسلمين جندك في الأرض وثبت أقدامهم على الحق وانصرهم على عدوهم وعدوك اليهود الذين دنسوا حرمك وقدسك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين إنك خير ناصر ومؤيد.