| |
الجمعة 16 رمضان 1393هـ - الموافق 12 أكتوبر 1973م - العدد (727) الذين يصنعون النصر بقلم: غالب حمزة أبو الفرج
|
|
الذين يؤمنون بالله هم الذين يصنعون النصر.. لأنهم نصروا الله فنصرهم وثبت أقدامهم.. هذه هي الحقيقة التي يجب أن يتمثلها العرب في حربهم المقدسة التي يقدمون عليها اليوم بروح عالية وإيمان عميق. وقدرة كبيرة على البذل والعطاء. ومن هذا المنطلق تندفع الجموع المسلمة على الضفة الشرقية وفي مرتفعات الجولان.. مصاحفهم في جيوبهم.. وقلوبهم تخفق بكلمات من القرآن ونفوسهم تتطلع إلى الخلاص في أصرار عجيب على التضحية والبذل والعطاء.. فالحرب التي يديرها العرب ليست حربهم وحدهم وإنما هي من أجل العالم الإسلامي كله.. الذي يتطلع إلى القدس بقلب مجروح ونفوس هلعة.. تدخر في أحشائها ذلك الإيمان المتفجر بالقداسات لأرض القداسات ولهذا فليس العرب اليوم وحدهم.. وإنما وراءهم أكثر من ستمائة مليون مسلم.. ومن وراء هؤلاء المسلمين عين الله تكلأهم في هذا الشهر المبارك.. فانتصارات الإسلام في مثل هذا الشهر لسنوات خلت ومضت كثيرة ومتعددة ويكفينا أن نعود بالذاكرة إلى أول حرب في الإسلام موقعة بدر الخالدة يوم أراد الله للمسلمين أن ينصروا فكان لهم ما كان وتحققت الأحلام وخفقت الرايات وبرزت الدعوة في أجوائها الجديدة معلنة تاريخ أمة.. كتبت في سجل الخلود كظاهرة للإيمان الذي غلف القلوب المسلمة. واليوم يعيد التاريخ نفسه في أشكال جديدة قد تختلف في بعض المواقع إلا أنها في حقيقتها صورة رائعة من الكفاح المقدس. من أجل غاية شريفة كانت ولم تزل حلمنا وأمانينا.. ومع اندلاع أول شرارة في هذه الحرب المقدسة التي أرادها العدو الصهيوني اتضح للعالم أجمع صورة أبطال الإسلام في تفانيهم وحبهم للأرض الطيبة.. وظهرت حقيقة الأمر في أروع مظاهرها.. تعطي فكرة عن أن المسلم عندما يدافع عن مقدساته إنما يسترخص الغالي والثمين. ومن أجل هذه الغاية اندفع الشرفاء على الأرض الطلبة يروون رمالها بدمائهم تحريراً لها من ربقة الاستعمار الصهيوني المبطن بالخيانة والغدر.. هكذا أرادها الله.. حرباً لا هوادة فيها.. وفي هذه الأيام المباركة التي ترتفع فيها أيدي الضراعة من الملايين المسلمة داعية للأبطال بالنصر والتأييد. وليكن لنا من هذه الحقيقة الرائعة مثلاً نحتذيه وقدوة نسير من ورائها.. فالإيمان حليفه النصر.. والنصر حليف الإيمان ولا حياة للمسلم بدون الإيمان فالجندي على مشارف الجولان وفي سيناء يتطلع اليوم وعلى ظهره سلاحه وهو على دباباته أو يقود طائرته يتطلع في إيمان إلى السماء فقد وعد الله الذين آمنوا بأن يكون النصر حليفهم في جميع معاركهم. بقيت كلمة صغيرة نريد أن نقولها والعالم يقرأ قصص البطولات. إن الأمة العربية المسلمة التي صمتت فترة من الزمن تعود اليوم لتأخذ طريقها على دروب الانتصار متأسية بأولئك الأجداد الذين ساهموا في حضارة الأمم واستطاعوا أن يكسبوا لهذا الدين جنوداً مخلصين بذلوا من دمائهم ما حقق كل تلك الأماني التي كانت تجيش في صدورهم وليكونوا قوة أمام جميع أدوات البغي والطغيان في الدنيا بأسرها.. إن التاريخ إذ يعيد نفسه اليوم فأنما لأنه قد آن لهذا الدين أن يعلو وأن ينتصر وأن يعود كما كان يوم كان أولئك الأجداد يدافعون ويكافحون ليصلوا به إلى أعماق أوروبا وآسيا وجميع أنحاء العالم. وبعد.. تحية إلى الأبطال الشرفاء الذين يديرون المعارك في سيناء وفي الجولان. تحية لهم من هنا من هذه الأرض المقدسة من منطلق الدعوة الإسلامية من كعبة الإسلام الخالدة من الأرض التي مشى عليها سيد الرسل محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام. ومرة أخرى دعاء من الأعماق بأن يوفق الله الأبطال الشرفاء لأن يغسلوا عار الهزيمة ويعيدوا الأرض السليبة ويعملوا على تنظيفها من جيوب الشر وبراثن الصهيونية.
|
|
|
| |
|