| |
الأمير سعد بن خالد الفارس الذي ترجل حمد بن عبدالعزيز الجميح
|
|
لا تزال صورة ذلك الرجل الشهم والأمير الفذ لا تبرح مخيلاتنا ومخيلات الذين عرفوه، ترقبنا وصوله سالما معافى إلا أن يد المنية اختطفته من بين محبيه الكثر، لقد كان خبر وفاته صدمة للجميع ولولا الإيمان الذي يتحلى به المسلم لظل القلب يعتصر على الفقد الجلل على ما تحلى به من شمائل حميدة وخصال جليلة وأعمال كريمة وشهامة ومرونة، لقد ترجل الأمير سعد بن خالد - رحمه الله - واختطفته يد المنون. عرفناه وتعاملنا معه عن قرب، ربطته بآل الجميح صداقة وعلاقة خاصة بنيت على المودة والمحبة والتقدير لما تحلى به ذلك الرجل من الصفات الجليلة التي قل من تمسك بها في أيامنا الحاضرة، لقد بقي الأمير سعد وفياً محافظاً على الأخلاقيات والمروءات التي تربى عليها وعاشها طيلة أيامه وأحبه الناس من خلالها. اجتمعت فيه رجاحة العقل مع الصفات العربية الأصيلة. يفتح أبواب بيته من الفجر لاستقبال قاصديه ومحبيه. لا يرد أحدا طلب منه الشفاعة في تيسير أمر أو مساعدة، امتدت يده الخيرة إلى القاصي والداني، فلم يترفع عن أحد ولم يعرف الكبر والتعالي فقد كان التواضع من سماته يزور أصدقاءه ومعارفه ومحبيه في بيوتهم ويبادر إلى مشاركتهم في كل مناسباتهم ويتصل بهم للسؤال عنهم. تلمس منه التواضع الحقيقي النابع من نفس كريمة أصيلة تعرف فيه العصامية والتنظيم الدقيق النادر للوقت والمواعيد، يقدر الناس ويحترمهم ويصلهم ويعرف حقهم. لقد حظي الأمير سعد بتقدير الجميع، ولاة الأمر والمسؤولين والعلماء وعامة الناس. ولا أدل على ذلك من احتشاد الناس لاستقبال جثمانه الطاهر والحرص على الصلاة عليه والتزاحم في تشييعه إلى مثواه في وقت غير معتاد وتقاطر الناس إلى بيته لأداء واجب العزاء لأبنائه وأسرته الكريمة. لقد فقد الوطن بموت أبي خالد رجلا من أعز الرجال ورمزاً من رموز الخير والفضيلة والكرم والعز والشهامة ومهما حاولنا الكتابة في ذكر محاسنه فإن القلم يعجز أن يوفيه حقه والكلمات قاصرة على وصف محاسنه وشمائله لقد كانت وفاته فاجعة لوطنه وأسرته وأبنائه وأصدقائه ومحبيه ورفاق دربه وكل من عرفه. وعزاؤنا فيه أنه ترك ذرية صالحة وأبناء تربوا على أخلاقه وكريم صفاته وعاداته، لكن هذا أمر الله ومصير كل حي {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} فلا يسعنا إلا الدعاء له. فاللهم ارحم الفقيد وأدخله فسيح جناتك مع الأبرار والصديقين وحسن أولئك رفيقاً وأحسن العزاء للجميع فيه وألهمهم الصبر والاحتساب وأن يجزيه خير الجزاء لما قدمه من أعمال الخير والمحبة. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}
|
|
|
| |
|