السفير الخاص للأمم المتحدة: تبرّع السعودية هو جزء من التزامها الدائم بمساعدة الإنسانية
إشادة دولية بمبادرة المملكة في التخفيف من معاناة متضرّري الجفاف في غرب إفريقيا

* الرياض - الجزيرة:
أشادت الأمم المتحدة على لسان سفيرها الخاص الدولي لبرنامج الأغذية العالمي عبد العزيز محمد الركبان بالمبادرات التي قامت بها المملكة العربية السعودية لدعم المنكوبين في غرب إفريقيا من كارثة التصحر والجفاف، وذلك عقب تبرّعها بـ 37.5 مليون ريال (10 ملايين دولار).
وقال الركبان: إن هذا التبرع يعتبر امتداداً لمواقف المملكة الإنسانية لدعم المنكوبين والمتضررين من التصحر والجفاف، حيث بدأت المملكة برنامجاً خاصاً لحفر الآبار والتنمية الريفية في غرب إفريقيا منذ عام 1981م؛ أي منذ ربع قرن. وأضاف قائلاً: إن تلك المساعدات الإنسانية نفّذت على أربع مراحل بكلفة إجمالية تجاوزت الـ200 مليون دولار، واستفادت منها 10 دول إفريقية، منها: الرأس الأخضر، غينيا، غينيا بيساو، مالي، موريتانيا، النيجر، السنغال، بوركينا فاسو، تشاد، حيث تم حفر آلاف الآبار في القرى والمناطق الريفية في تلك الدول، وذلك بواسطة الصندوق السعودي للتنمية باعتباره القناة الرئيسة لمساعدات المملكة للدول النامية.
وأوضح الركبان أن التبرّع الذي قدمته المملكة أخيراً لدول غرب إفريقيا جاء في الوقت المناسب، وقد تم توجيهه إلى عدة بلدان تعد الأفقر في العالم، حيث لا زال الملايين من الأشخاص يصارعون يومياً للحصول على وجبة غذائية صحية، مشيراً إلى أن تبرع السعودية لمنطقة غرب إفريقيا هو جزء من التزامها الدائم بمساعدة الإنسانية من خلال مدّ يد العون لمن يحتاج إليها. وزاد قائلاً: إنه على الرغم من أن منطقة غرب إفريقيا تظل بعيدة عن الأضواء في أحيان كثيرة إلا أن برنامج الأغذية العالمي يقوم بعمل بالغ الأهمية بالتعاون مع السعودية ممثلة في وزارة المالية بهدف التخفيف من معاناة المتضررين، ومن شأن هذه المساهمة أن تعطي دفعة كبيرة لجهود البرنامج في تنفيذ رسالته السامية في مكافحة الجوع. ولفت الركبان إلى أنه سيتم توجيه أكثر من نصف هذه الأموال إلى منطقة الساحل الإفريقي، حيث لا يزال سوء التغذية يقتنص ضحاياه من بين الأطفال الصغار الأشد احتياجاً، وقد أدت السنوات المتعاقبة من غياب التنمية إلى دخول بلدان مثل النيجر وموريتانيا ومالي في صراع من أجل التصدي لمشكلات سوء التغذية المزمنة لدى الأطفال الصغار التي تعدّ أزمة كبرى شكّلت العناوين الرئيسة للأخبار خلال العام الماضي في النيجر، إلا أن علاجها سيستغرق سنوات عديدة، لكن المساهمات السعودية لهذه البلدان من شأنها تعزيز جهود برنامج الأغذية العالمي لتوفير مواد الإغاثة على المدى القصير والتشجيع على إيجاد حل أشمل طويل المدى. وأفاد الركبان بأن تخصيص مبلغ المليون دولار للسنغال سوف يتيح شراء 1500 طن من الأرز والبقوليات والزيوت النباتية التي سيتم توزيعها على الأسر الأشد حاجة إلى الأمن الغذائي في منطقة كاسامنس في جنوبي السنغال. وتشمل هذه الكمية مواد غذائية عاجلة لنحو ألفي شخص اضطروا إلى مغادرة قراهم الأصلية جراء الاضطرابات الأخيرة، وستكفي أيضاً لتقديم وجبات ساخنة يومية لنحو 130 ألف طفل في 600 مدرسة.
وفد سعودي في غرب إفريقيا
ولفت الركبان الذي عاد للتوّ من غرب إفريقيا في إطار جولته على رأس وفد رفيع المستوى من وزارة المالية السعودية لزيارة الدول المستفيدة إلى أن المملكة العربية السعودية تبرعت بملايين الدولارات سواء كانت تبرعات ثنائية الجانب أم متعددة الأطراف من أجل دعم مشروعات الإغاثة والتنمية للدول المحتاجة على مدار الثلاثين عاماً الماضية. وأشار السفير الخاص الدولي للأمم المتحدة إلى أن السعودية من الجهات المانحة البارزة التي يزداد دعمها يوماً بعد يوم لعمليات برنامج الأغذية العالمي في مختلف أنحاء العالم، فقد تبرعت بنحو 30 مليون دولار في هذا العام، ومن بين الدول المستفيدة الأخرى التي تبرعت لها السعودية مؤخراً لدعم عمليات البرنامج: كمبوديا، وفلسطين، ودول القرن الإفريقي، وباكستان.