شاركونا في رعايتهم
د. فهد بن محمد المطلق (*)

تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف أولت اهتماماً وعناية بالشخص المنحرف، وذلك بهدف العمل على إعادته شخصاً مستقيماً، وقد دلت الدراسات العلمية المتخصصة على النتائج السلبية لحياة ومستقبل المفرج عنه لاستمرار النظر إليه على أنه مجرم سابق بغض النظر عن توبته واستقامته، واستمرار ذلك الموقف السلبي من المجتمع قد يحبطه ويؤدي به إلى اليأس والانتكاس والعودة للانحراف والإضرار بأهله ومجتمعه بدلاً من الأخذ بيده ليكون عضواً نافعاً لدينه ومجتمعه.
كما أن هذا الموقف له آثاره السلبية التي تلقي بظلالها على أفراد أسرته وانحراف أبنائه وضياعهم خلال فترة العقوبة وحتى بعد الإفراج عنه، فالسجين أو المفرج عنه وأسرته أيضاً بحاجة ماسة إلى من يساندهم في محنتهم ويقف إلى جانبهم، ويمد لهم يد العون المادي والمعنوي والتأهيلي ويوفر لهم الرعاية وهذا ما تساهم به «لجنة رعاية السجناء المفرج عنهم وأسرهم»، وهي لكونها هيئة أهلية خيرية بحاجة إلى تكاتف الجميع معها ودعمها ودعم برامجها وأنشطتها والتزاماتها للمساعدة في إطلاق سراح سجين غارم، ورعاية أسرة مكلومة، واحتواء من فقد الرعاية والحنان من أبنائهم، إضافة إلى العمل على المساهمة في تأهيل وتدريب وتوظيف المفرج عنهم.
ونحن سعداء بنجاح فعاليات حملة الأسبوع السنوي الثالث نظراً لما لقيه من تجاوب وتفاعل وأصداء واسعة من شريحة كبيرة من المواطنين التي شعرت بأهمية المشاركة والمساعدة في هذا الجانب.
وفي الختام يود أعضاء اللجنة تقديم الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود على دعمهما المستمر للجنة ونشاطاتها. كما نتوجه بالشكر والتقدير لمعالي وزير الشؤون الاجتماعية رئيس اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز العكاس، كما نثمن لفضيلة رئيس محاكم منطقة القصيم ولفضيلة مساعده اهتمامهما باللجنة وبرامجها، واهتمام الدولة وحكومتنا الرشيدة بالجوانب والمناشط الاجتماعية والإنسانية، والشكر موصول لرئيس وأعضاء مجلس إدارة شركة القصيم الزراعية، ولمدير عام الشركة المهندس عبدالمحسن المزيني على دعمهم لمشاريع اللجنة ومبادرتهم بالرعاية الكاملة لفعاليات حملة الأسبوع السنوي الثالث.