المال والاحتراف قد يقضيان على انتماء اللاعبين
تمثيل المنتخبات دولياً في مهب الريح لتعنُّت الأندية

في خطوة قد تشكِّل ضربة قاسية لتمثيل نجوم كرة القدم لمنتخباتهم على المستوى الدولي، ينتظر الجميع في أوروبا والعالم بقلق كبير الحكم الذي سوف تصدره (محكمة العدل الأوروبية) في القضية التي قام نادي (تشارلروا) البلجيكي برفعها أمام المحكمة مطالباً بالحصول على التعويضات المناسبة عن إصابة لاعبه المغربي عبد المجيد أثناء تمثيله للمنتخب المغربي في عام 2004، وقد تسببت تلك الإصابة في حرمان النادي من جهوده وفي ضياع لقب بطولة بلجيكا لكرة القدم من النادي موسم 2004 - 2005، في الوقت الذي يتقاضى اللاعب راتباً من النادي.
والمخاوف من صدور حكم يؤيد مطالب النادي بالتعويض عن غياب لاعبه الدولي لها ما يبررها، وذلك لما سوف تحدثه من تأثيرات سلبية على العديد من الاتحادات الكروية الوطنية في مختلف دول العالم، وإن شئنا الدقة فسوف يكون لهذا الحكم تأثيره القاتل على تمثيل جميع نجوم كرة القدم لمنتخبات بلادهم، نظراً لعجز تلك الاتحادات عن تعويض أندية هؤلاء النجوم، ويستثنى من هذه المشكلة الخطرة منتخبات (إسبانيا، وإيطاليا، وإنكلترا، فرنسا، وألمانيا) وهي الاتحادات الكروية التي لديها نظام تأمين على نجومها الذين يمثلون المنتخبات على المستوى الدولي، وبالتالي فلا يوجد مجال للتصادم مع أنديتهم لأي سبب من الأسباب.
وكانت مجموعة الـ14، وهي مجموعة مكونة من أقوى وأشهر وأغنى 14 نادياً أوروبياً، قد أبدوا دعمهم لقضية الفريق البلجيكي كونها تصب في مصلحتهم، وتلبي رغبتهم في الاحتفاظ بنجومهم الدوليين أو الحصول على التعويضات المناسبة من منتخبات بلادهم في حالة تمسُّك الاتحادات الكروية بتلك البلدان باستدعاء هؤلاء النجوم في البطولات الدولية المختلفة.
وفي رد فعله على هذه القضية، أبدى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قلقه الكبير من تداعيات الموقف وتأثيراته السلبية على كل البطولات الدولية وخاصة كأس العالم، والبطولات القارية المختلفة إذا ما استطاع النادي البلجيكي الحصول على حكم (محكمة العدل الأوروبية) بما يؤيد مطالبه بالحصول على تعويضات لكي يسمح للاعبيه الدوليين بتمثيل منتخبات بلادهم.
حيث صرح (وليام جيللارد) ? المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ? أنّ هذا الحكم في حالة صدوره سوف يقضي على كرة القدم الدولية، رغم أنّ جماهير كرة القدم تعشق البطولات الدولية الكبرى وتفضل أن تفوز بها منتخباتها أكثر من رغبتها في حصول أنديتها المحلية على ألقاب محلية أو حتى قارية، وسوف تصبح البطولات الدولية في مهب الريح، ولن تستطيع منتخبات كثيرة في أوروبا الشرقية، وأميركا اللاتينية، وأفريقيا بالطبع أن تستعين بخدمات نجومها المحترفين في الدوريات الأوروبية، ما يشكل ضربة مميتة لهذه المنتخبات، وكذلك للبطولات الدولية الكبرى، حيث إن هذه الاتحادات لا تملك اللوائح ولا المال الذي تستطيع أن تدفعه لتعويض أندية هؤلاء النجوم عن تمثيلهم لمنتخبات بلادهم.
وكان الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم، قد قام بدفع جميع مستحقات ورواتب نجم (نيوكاسل) المصاب (مايكل أوين) بسبب إصابته وهو يلعب للمنتخب في بطولة كأس العالم الماضية، حيث يقوم الاتحاد بدفع 55 ألف جنيه استرليني للاعب في الأسبوع، ويمتلك الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم لائحة تجبره على هذا الأمر، بل إنه ملزم بدفع راتب ومستحقات اللاعب الدولي المصاب نيابة عن ناديه لمدة موسمين كاملين إذا ما استمرت إصابته.
كما أن (أرسين فينجر) المدير الفني لنادي الأرسنال الإنكليزي صرح قبل أيام بوجهة نظره في هذه القضية، حينما أبدى امتعاضه الشديد من حالة الإرهاق التي يصاب بها نجومه في الفريق بسبب المباريات الدولية مع منتخباتهم وأطلق تشبيهاً قاسياً يعبِّر به عن وجهة نظره في هذا الأمر، حينما قال إن المديرين الفنيين للمنتخبات الوطنية مثل من يقوم بسرقة سيارة عامرة بالوقود، ويستعملها لعدة أيام ثم يلقي بها لصاحبها، وهي في حالة يرثى لها ولا يوجد بها أي وقود، وذلك في تشبيهه للمشاركات الدولية لنجومه والتي تعود بالضرر على نادي الأرسنال.
إلى ذلك، تعرّض فريق اتلتيكو مدريد الاسباني لضربة قوية بإصابة الدولي الأرجنتيني ماكسي رودريغيز بتمزق في الرباط الصليبي لركبته اليسرى خلال لقاء منتخب بلاده الودي مع اسبانيا (1-2) الأسبوع الماضي، بمناسبة افتتاح ملعب (لا كوندومينا) في مدينة مورسيا، ولم يحدد اتلتيكو مدريد الفترة التي سيغيب فيها رودريغيز، إلاّ أنّ وسائل الإعلام الإسبانية تحدثت عن إمكانية ابتعاده عن الملاعب حوالى 6 أشهر، وانتقل رودريغيز إلى اتلتيكو مدريد الذي يحتل المركز الخامس في الدوري المحلي، في تموز - يوليو 2005 قادماً من اسبانيول.