| |
مستعجل مَن أفسد هدوء شقراء؟ عبد الرحمن بن سعد السماري
|
|
** شقراء.. مدينة هادئة للغاية.. مدينة ساكنة.. عُرفت بالهدوء.. كما عُرف أهلها أيضاً.. بالهدوء والالتزام والطمأنينة. ** وعلاقتي بشقراء.. ليست قريبة.. بل عمرها أكثر من أربعة عقود.. وقد كنت في سنوات مضت.. أزورها باستمرار وبشكل دوري لوجود علاقة نسب ورحم وقرابة.. كانت تقطن شقراء.. ولهذا.. أحببت هذه المدينة.. وكان لي علاقات مع شقراء وأهل شقراء.. وأحسست بشيء من الانتماء لهذه المنطقة.. ** أقول.. زرت شقراء مراراً.. وأقمت فيها.. ويندر أن يمر شهران دون أن أزور شقراء وألتقي ببعض الأحبة هناك.. ** أعود لهدوء شقراء.. وهدوء أهلها.. وأقول.. إنني تفاجأت عندما قيل لي.. إن هناك مفحطين في شقراء.. وإن هناك مزعجين يستخدمون سياراتهم بشكل بشع ومزعج.. وإن هناك شوارع في شقراء تشهد تفحيطاً.. وعندها.. استغربت.. كيف تحوَّل بعض الشباب إلى هذه التصرفات المزعجة؟ ** سألت أصدقاء هناك.. وفي المنطقة عموماً وقالوا.. إنهم بعض (المقاريد) من سكان قرى وهجر قريبة من المدينة.. وجدوا شوارعها الفسيحة الجديدة.. ميداناً للتسابق والتفحيط. ** في الأسبوع الماضي (زرت) شقراء.. ولأنني في رمضان.. فقد كانت (الزَّرقة) بالطبع ليلاً.. ففوجئت بالفعل.. بشيء غريب لا أعرفه عن شقراء.. ولم يتعوّده أهالي شقراء. ** هناك شوارع اسمها.. الثلاثين والأربعين وشوارع أخرى.. فيها شباب.. أو تجمّع شبابي ومفحطون. ** شاهدت بعض (الونيتات)!! وبعض سيارات (القواطي) وهي تفحط.. وتملأ الشارع دخاناً وروائح الكفرات ودخان العوادم بشكل غير مسبوق في شقراء. ** تخيّلوا.. أن بعض السيارات بدون لوحات.. ** نعم.. بدون لوحات.. وسيارات يقودها من أعمارهم تحت ال (13) عاماً.. وربما دون.. وسيارات أخرى لا يوجد بها إلا لوحة واحدة.. ** وبعضها.. باللوحات القديمة.. التي هي سبع خانات كلها أرقام.. أي قبل الحروف والأرقام الأخيرة.. وبعضها موديلات قديمة.. ولكنها ما زالت بزيوت البحر.. الذي يغطي السيارة الجديدة.. ** قال لي أحد المصلين في المساجد حول هذا الشارع.. شارع الثلاثين.. إنهم (يتسلّطون) وقت صلاة التراويح.. مما يفسد على الناس طعم الخشوع والطمأنينة في الصلاة.. ومما يهدِّد المارة من كبار السن والنساء والأطفال.. هذا.. فوق الإزعاج. ** أين هدوء شقراء؟ ** أين تلك المدينة الساكنة الهادئة؟ ** ومَن هم الذين أفسدوا هدوء شقراء؟ ** شقراء.. مدينة جميلة.. ومدينة مثالية.. فلا تفسدوا روعتها وجمالها وهدوءها. ** إنني هنا.. لا أقلِّل أبداً من دور مرور شقراء وما يقوم به من نشاط يشهد به أهالي شقراء وغيرهم.. غير أنني أعرف ويعرف الجميع.. أن هذا القسم.. صغير في حجمه.. وصغير في إمكاناته.. ولا أدل على ذلك من أنه لا يوجد محطة فحص دوري في شقراء.. وهي توجد في مدن مثلها.. غير أنني أطالب رجل المرور الأول في منطقة الرياض العقيد عبد الرحمن المقبل.. بأن يهتم بهذا القسم.. ويوليه اهتماماً.. بتزويده بما يحتاج إليه من أفراد وآليات وإمكانيات.. حتى يستطيع الاضطلاع بدوره في مدينة مهمة وكبيرة مثل شقراء. ** إننا نقول هذا الكلام.. وقد تعوّدنا من سعادة العقيد المقبل.. كل تجاوب.. وكل تعاون..
|
|
|
| |
|