| |
عرض الحالة المرضية على طبيب متخصص تخصصاً دقيقاً يضمن التشخيص والعلاج السليم ومما لا شك فيه أن هذا ينعكس بالإيجاب مباشرة على المريض
|
|
كان في السابق ما يسمى بطبيب العائلة الذي كان يعالج جميع أفراد الأسرة من كبيرهم إلى صغيرهم، وكان هذا الوضع مقبولاً بالسابق، إلا أنه ومع التطورات الحاصلة في مجالات التخصصات الطبية، فكثير من الأشخاص يرفضون الذهاب إلى طبيب غير متخصص، وآخرون لا يعطون الموضوع أهمية وذلك لعدم معرفتهم بأهمية التخصص الدقيق وما يعطيه من تشخيص سليم وعلاج صحيح مما يوفر الوقت والمال على المريض. ولتوضيح أهمية هذا الموضوع التقينا عدداً من الأطباء الاستشاريين بمركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي ليحدثونا حول هذا الموضوع. * د. الحربش.. على ماذا يعتمد قرار اختيار التخصص؟ - من المعلوم أن دراسة الطب طويلة لكن مراحلها يجهلها الكثيرون، فطالب الطب يلتحق بكلية الطب بعد تخرجه من الأقسام العلمية من الثانوية العامة واجتيازه امتحانات المفاضلة، حيث من المعروف أن الدراسة الطبية الجامعية لا تخصص فيها، وإنما يدرس الطالب جميع فروع الطب، ومن الممكن تجزئة مراحل دراسة الطب إلى ثلاث مراحل؛ المرحلة الإعدادية ثم دراسة العلوم الأساسية ومن ثم دراسة العلوم السريرية، بعد ذلك يمنح الطالب درجة البكالوريوس ليبدأ السنة التدريبية (أو ما يسمى بطب الامتياز) يتنقل فيها الطبيب المتخرج في مختلف الأقسام السريرية ليهيئ للممارسة الطبية، وإلى هنا وهو لا يسمح له بصرف دواء أو بعلاج مريض. بعد هذا يجب أن يصل هذا الطبيب إلى قرار صعب وهو البقاء هكذا كطبيب عام أو دراسة وتدريب في التخصص، ولعل اختيار التخصص قرار ليس بالسهل، والأمور التي من الممكن أن تسهل على الطبيب الاختيار أن يكون القرار مبنياً على ميول شخصية ورغبة ذاتية يدعمها قبول واقعي لضمان التألق والنجاح، وإذا كان القرار قرار التخصص يخوض الطبيب جولة أخرى من امتحانات المعادلة العالمية وامتحانات القبول المبني على تقييم كتابي ومقابلات شخصية، وفي أكثر من مكان يتم بعده الدخول في برنامج الزمالة للتخصص المطلوب. التخصص الدقيق والتشخيص العام وحول إمكانية معاينة طبيب الأطفال المتخصص تخصصاً دقيقاً للطفل أياً كانت شكواه فقد أجاب د. الحربش: من الممكن أن يقوم طبيب الأطفال بتشخيص وعلاج كل الأمراض، ولكن عند توافر التخصص الدقيق، فتكون الفائدة والجدوى أفضل. فمن الممكن للطبيب المتخصص تخصصاً دقيقاً في مجال أمراض الجهاز الهضمي مثلاً أن يعالج الأمراض التنفسية الحادة، ولكن إذا كانت الحالة مزمنة ولا سيما إذا كانت ليست شائعة، فالأفضل تولي علاجها من قبل متخصص تخصصاً دقيقاً في الأمراض النفسية لتقديم خدمة أفضل وأحدث وأضمن. التخصص الدقيق للكبار وعلاج الأطفال * كيف ترون علاج الأطفال على يد طبيب متخصص لعلاج الكبار؟ - بالحقيقة إن هذه مشكلة في غاية الأهمية، وأراها في مجتمعنا في أمراض الأطفال، فعندما يعاني طفل من مرض مزمن مثل ربو شديد أو سكر الأطفال ويسمع والد المريض عن طبيب صدر أو طبيب سكر يذهب به لهذا الطبيب الذي هو في الغالب لا يعاين الأطفال وإنما هو طبيب باطني تخصصه تخصصاً دقيقاً في مجال الصدر مثلاً أو السكر والغدد كمثال آخر ما يحدو بهذا الطبيب أحياناً بعلاج هذا الطفل، وحسب القيم الطبية المطبقة على الكبار فيستحسن علاج الأطفال من قبل طبيب أطفال حتى ولو لم يكن لديه تخصص دقيق مقارنة بمعالجتهم بطبيب كبار متخصص. وما أقوله نتيجة ما أشاهده من أطفال يحالون إلي بعد ما تولى فحوصاتهم وعلاجهم زميل آخر في مجال طب الكبار الذي من الواجب ألا يعاين الأطفال، فتجده طبق القوانين الطبية التي تنطبق على الكبار فقط على طفل عمره عشر سنوات مثلاً، ولعل الحد الفاصل بمجتمعنا بين الطفولة والبلوغ هو عمر 16 سنة، وعكس هذا الكلام صحيح ولكنه قليل الحدوث وهو قبول معاينة شخص بالغ من قبل طبيب أطفال. ومن أسهل الأمور على الطبيب التنازل عن معاينة الطفل إذا شعر أنه ليس من تخصصه في شيء بعد الإيضاح لوالدي الطفل اللذين يجب أن يقدرا هذا التنازل والتوجيه السليم لهم ولطفلهم. طبيب الأطفال والحالات العامة * د. العبدالله... وما الحالات العامة التي من الممكن أن يتعامل معها طبيب الأطفال بغض النظر عن تخصصه الدقيق؟ - طبيب الأطفال يعالج جميع أمراض الأطفال العامة كحالات الزكام والبرد وأمراض الجهاز التنفسي الحادة كالتهاب اللوزتين والأذنين والتهاب الصدر وعلاج حالات حساسية الصدر الحادة، كما يعالج حالات النزلات المعوية المصحوبة بقيء وإسهال حاد بوجود الجفاف أو من دون الجفاف، وهو كذلك يعالج حالات التهاب البول الحاد وجميع الالتهابات الحادة المصحوبة بارتفاع درجة الحرارة كالسحائي وغيرها من أمراض حادة بالدم وأمراض الفيروسات الحادة المصحوبة بارتفاع درجة الحرارة. وبإمكان طبيب الأطفال تشخيص حالات الكساح ولين العظام لدى الأطفال ومعالجة هذه الحالات حسب المسببات، ومن الأمراض الشائعة التي بإمكان طبيب الأطفال معالجتها هي فقر الدم المعروف بالأنيميا بسبب نقص الحديد أو معرفة مسببات الأنيميا بجميع أنواعها. حديثو الولادة * هل يمكن لطبيب الأطفال أن يقيّم الحالة الصحية العامة للمواليد حديثي الولادة؟ - بإمكان طبيب الأطفال تقييم الحالة الصحية العامة للمواليد حديثي الولادة، وكذلك معالجة حالات الصفراء غير المباشرة لدى المواليد، كما أن طبيب الأطفال يقيّم الحالة الصحية العامة للطفل بما فيها متابعة نمو الطفل البدني والعقلي، وينصح بإعطاء التغذية الخاصة بالطفل حسب عمره واحتياجاته الغذائية. طبيب الأطفال والمجتمع * وما الذي يمكن أن يقدمه طبيب الأطفال للمجتمع؟ - هناك دور مهم لطبيب الأطفال بالمجتمع وهو الوقاية من الأمراض الشائعة وإعطاء التطعيمات اللازمة للأطفال كتطعيم التهاب الكبد (ب) والتطعيم ضد الشلل والدفتريا والتتنوس والسعال الديكي والإنفلونزا البكتيرية وتطعيم الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والسحائي وتطعيم الجدري المائي والتهاب الكبد (أ) وإعطاء بعض التطعيمات الخاصة بالأطفال المصابين ببعض الأمراض كالأطفال المصابين بالأنيميا المنجلية، وطبيب الأطفال هو الطبيب الذي يستخدم الأدوية عند الضرورة ولا يكثر من إعطاء الأدوية غير اللازمة للأطفال. فمما لا شك فيه أن زيارة الطبيب المتخصص تخصصاً دقيقاً ينعكس بالإيجاب مباشرة على المريض. التخصصات الدقيقة في المملكة * كيف ترى مستقبل التخصصات الدقيقة في المملكة؟ - التخصص الدقيق مهم جداً في طب الأطفال، وهذه التخصصات تشمل: جهاز هضمي أطفال، كبد، تغذية، صدر أطفال، حساسية أطفال، قلب، أمراض معدية، غدد، روماتزم، كلى، أعصاب، جلدية، نفسية، دم، سرطان، مناعة، إسعاف، حديثو ولادة، عناية مركزة، سكر، وجميع هذه التخصصات الدقيقة موجودة في معظم المستشفيات الكبرى بالمملكة وبعض المراكز الخاصة، كما توجد تخصصات دقيقة في جراحات الأطفال كتخصص جراحة الأطفال العامة أو المسالك البولية للأطفال أو قلب الأطفال أو جراحة عظام الأطفال وجراحة نقل الأعضاء للأطفال وجراحة الأنف والأذن وعيون الأطفال.. وهذه التخصصات الجراحية الدقيقة موجودة كذلك في بعض المستشفيات التخصصية بالمملكة، ويوجد بعض المراكز بالمملكة لتدريب أطباء الأطفال في بعض التخصصات الدقيقة، وبعض هذه التخصصات الدقيقة مقرة من جامعة الملك سعود لإعطاء درجة الزمالة وبعضها مقر من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الطبية. إعطاء العلاج اللازم حسب نوع التشخيص * ما الفوائد التي تعود على المجتمع من متابعة بعض الحالات المرضية من قبل الطبيب المتخصص؟ - هناك عدد من الفوائد التي تعود على المجتمع من متابعة بعض الحالات المرضية من قبل الطبيب المتخصص منها: التأكد من عمل التحاليل والفحوصات اللازمة للتأكد من تشخيص حالة المريض من قبل المتخصص، كذلك إعطاء العلاج اللازم حسب نوع التشخيص ومتابعة الحالة الإكلينيكية للمريض، والتقليل من زيارة المريض لعدة أطباء من دون معرفة التشخيص، وبالتالي التقليل من الكلفة وتوفير الوقت، عمل برنامج علاجي واضح للمريض، أخذ فكرة عن معدل انتشار المرض بالمجتمع والتخطيط للوقاية منه إذا كان من الأمراض القابلة للوقاية. الخدمات التشخيصية والعلاجية * د. الفريح.. هل تكون هناك فعالية للتشخيص والعلاج عن طريق طبيب متخصص؟ - تطور طب الأطفال في العقود الثلاثة الماضية مما كان له الأثر في استحداث تخصصات دقيقة من أمراض الأطفال المختلفة، وظهرت في السنوات الأخيرة تخصصات مثل طب الطوارئ والعيادات الأولية إلى جانب التخصصات الموجودة منذ سنوات كالصدرية والأعصاب والغدد والكلى والجهاز الهضمي والكبد والحساسية والمناعة والروماتيزم وحديثي الولادة وغيرها، ولا شك أن وجود التخصصات الدقيقة يسهم بفعالية بتقديم أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية للأطفال، فيذهب المريض الآن إلى الطبيب المختص مباشرة مما يقلل من معاناة المريض وانتظار التحويل من طبيب إلى آخر. ومن المعلوم أن توافر التخصصات الدقيقة يضمن وجود خدمات تشخيصية متقدمة سواءً كانت مختبرات أو أجهزة تشخيصية مساندة كالمناظير أو مختبرات أو أنسجة لتحصيل العينات، وبالإمكان الآن إجراء التشخيص والعلاج لمعظم الأمراض التي كانت تستدعي السفر إلى الخارج بسبب عدم توافر الخدمات التشخيصية والعلاجية بل إن المملكة العربية السعودية أصبحت الآن عاصمة الطب الحديث بالمنطقة. فمستقبل التخصصات الدقيقة في المملكة تخطو إلى الأمام بكل ثقة ويتمتع الطبيب السعودي بثقة المريض، بل إن المرضى في المستشفيات الحكومية والأهلية يفضلون أن يتلقوا علاجهم على يد الطبيب السعودي لما له من خبرة وشهرة في مجال تخصصه. الحاجة للتخصص الدقيق * د. السماق.. هل هناك حاجة للتخصص الدقيق لطب الأطفال؟ - طبيب الأطفال بشكل عام أشبه بطبيب أمراض داخلية عام للأطفال يستطيع أن يقدم المساعدة الأولية في معظم الأمراض الشائعة، ولكن عندما يكون الحديث عن بعض الحالات الدقيقة يجد نفسه شبه عاجز عن تقديم الفائدة المثلى للمريض، فعلى سبيل المثال كثيراً ما كان يولد أطفال يبدون في تمام الصحة والعافية في الساعات الأولى من قدومهم لهذه الحياة، وفجأة وخلال ساعات قليلة تبدأ أعراض ضيق التنفس وقصور القلب بالظهور والموت في كثير من الأحيان خلال يوم أو أكثر بعد الولادة من دون دراية حقيقة للأسباب؛ لأن الفحص السريري لا يمكنه أن يظهر العلة الكامنة وراء هذا التدهور المفاجئ في حالة المولود الذي ظاهرياً كان يبدو بوزن جيد ومن دون أي تشوه ظاهر، ونتيجة كل ذلك هو تشخيص أدق للحالة المرضية، وبالتالي عناية طبية عالية الكفاءة وتقدر بدورها إلى نتائج علاجية ممتازة بحول الله. المراكز الطبية والتخصص الدقيق وما الخطوات المعمول بها في هذا المجال خصوصاً داخل المملكة؟ - حقيقة إن المملكة قد خطت خطوات حثيثة في هذا المجال، فهناك كثير من المراكز المتخصصة الرائدة في تشخيص وعلاج ومتابعة لأمراض القلب الولادية، كما أن هناك عناية فائقة للطفل بالتخصصات الدقيقة في مجال الأعصاب والنفسية والغدد، كذلك أمراض الصدر والهضم عند الأطفال وكذلك الكبار ولا أدل على ذلك من الحرص الشديد من قبل المعنيين في المملكة لإعداد الكوادر الطبية وتشجيع الأطباء المختصين أصلاً على إجراء مختلف هذه التخصصات الدقيقة في مختلف مناطق المملكة، والجهد الكبير في مجال العناية الدقيقة لهؤلاء المرضى بمشكلاتهم الصحية المختلفة والخبرة الدقيقة في مجال العلاج والتشخيص يحسن معدل الحياة بعد مشيئة الله للأطفال المواليد أو الذين لديهم مشكلة صحية بالغة التعقيد ما جعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة صحياً في هذا المجال. كان هذا حديث الأطباء حول التخصصات الطبية الدقيقة وأهميتها، أما حول بعض الأمراض التي تصيب الأطفال، فكان لنا أيضاً حديثاً معهم.. بالبداية تحدث أ. د. عبدالله الحربش ليعرّف لنا مرض السكري وكيفية تشخيصه عند الأطفال على مريض السكر أن يتعامل مع هذا المرض كجزء من حياته ما تأثير داء السكري على جسم الإنسان وما مضاعفاته؟ السكري مرض يجعل الجسم غير قادر على استخدام السكر الممتص من الطعام في الدم ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الجسم وتفاعله مع أنسجة الجسم المختلفة الأمر الذي يعرضه لضرر كبير على مدى سنوات عدة إذا لم يسيطر المصاب على نسبته بشكل معقول، والأسباب الحقيقية للإصابة بداء السكري غير معروفة، ومن المؤسف حقاً أنه على الرغم من هذا التقدم العلمي الهائل الذي يشهده العالم في هذا القرن إلا أن المعلومات المتوافرة في الوقت الحاضر لا تعطي جواباً مقنعاً عن أسباب الإصابة بالسكر إلا أن نتائج البحوث العلمية التي توافرت حتى الآن أعطت بالتأكيد انطباعاً عاماً عن تلك الأسباب ولعلها تصل إلى الحقيقة في أقرب وقت، وحين معرفة الحقيقة قد يسهل العلاج بإذن الله، والسكر منه ما يعتمد على إعطاء الأنسولين، ومنه ما قد يكون ناتجاً عن عدم استجابة خلايا جسم الإنسان للأنسولين، وهناك أنواع أخرى من السكر تصاحب أمراضاً أخرى، ويندرج تحت هذا المضمون ما يسمى بسكر الشباب الوراثي، أما مضاعفات السكر فهي عديدة، ولكن على مريض السكر أن يتعامل مع هذا المرض كجزء من حياته الطبيعية، ويعده صديقاً له حتى يمكنه التعامل معه بانسجام تام. النوع الأول من السكر يحدث في سن الطفولة أو المراهقة ما أنواعه وما تأثيراته على جهاز المناعة في الجسم؟ هو نوعان: النوع الأول من داء السكري يحدث نتيجة خلل في جهاز المناعة الذاتية حيث تدمر كل الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، وبعض أنواع الفيروسات قد تسهم في حدوث الخلل في جهاز المناعة الذاتية، ودائماً يحدث النوع الأول من مرض السكري في سن الطفولة أو المراهقة والشباب؛ أي تحت سن 30 سنة، والسبب يكمن في قدرة البنكرياس على إفراز هرمون الأنسولين أو إفرازه للأنسولين بنسبة قليلة جداً قد تكون غير كافية. في هذه الحالة يفترض أخذ حقن الأنسولين لإعادة سكر الدم إلى المستوى الطبيعي، أما النوع الثاني من مرض السكري فهو لمن لا تزال أجسامهم قادرة على إفراز الأنسولين، ولذلك فإن نظام الأدوية المستخدمة في العلاج يختلف، كما أن اختيار العلاج سوف يحده الطبيب المعالج اعتماداً على مدى تحكم المريض بمستوى السكر بالدم. الوراثة وإصابة الأطفال * د . الحربش.. ما تأثير الوراثة في إصابة الأطفال بهذا المرض؟ - السكر لدى الأطفال يأتي نتيجة عدة عوامل منها عامل المناعة، وعامل الوراثة، فعالم المناعة يعني تكوين أجسام مضادة لخلايا بيتا الموجودة في البنكرياس، وتعمل هذه الأجسام على تحطيم هذه الخلايا ومن ثم تعطل إفراز الأنسولين مسببة بذلك مرض السكري، أما عامل الالتهابات فيكون تأثيرها عندما تذهب الجرثومة المسببة للالتهابات وعادة ما يكون فيروساً عن طريق الدم إلى البنكرياس، وتحطم خريا بيتا بطريقة مباشرة، ويستدل في هذا العامل عن وجود بعض الفيروسات في بعض العينات المأخوذة من البنكرياس، ويلعب عامل الوراثة بعض الدور، حيث إن احتمال إصابة طفل بالسكر عند وجود أخ أو أخت من أبوين مصابين بالسكر لا تزيد على 10% وتكثر هذه النسبة لتصل إلى 40% عند التوأمين المتماثلين. تشخيص السكر أو تأكيده من أسهل الأمور لدى أي طبيب ممارس ما أعراض مرض السكر لدى الأطفال؟ - التبول الكثير الذي يبدأ عند بعض الأطفال في تبول ليلي عند طفل لم تكن هذه العادة عنده من قبل، وهذا بسبب مرور كمية كبيرة من الماء إلى البول وبالتالي خروجها من الجسم بغض النظر عن حاجة الجسم من السوائل، وهذا سيؤدي بالتالي إلى نوع من الجفاف في الجسم يشعر من خلاله الطفل بالعطش الشديد، فتنشأ ظاهرة شرب الماء والسوائل الكثيرة التي قد تجبر الطفل على الاستيقاظ ليلاً لشرب الماء، نقص في الوزن الذي يعد من أهم أعراض النوع الأول من السكر وذلك بسبب ما ينتج من حرمان الخلية من مرور السكر أو الجلوكوز الذي هو وحدة الغذاء الأساسية لإنتاج الطاقة داخل الخلية، فإن الخلية تصاب بمجاعة تجبر من خلالها للبحث عن مصدر آخر للغذاء والطاقة ولا يكون أمامها إلا الدهنيات المخزنة داخلها قبل نشوء حالة الحرمان هذه، فتقوم الخلية بتكسير هذه الدهنيات حيث ينتج عن تكسرها تقلص في حجم الخلية وتترجم ظاهرياً بنقص في الوزن. كما أن تكسير الدهنيات ينتج عنه أيضاً إفراز مواد حامضة، وهي ما تدعى بالكيتون تنتشر بالدم دون أي عائق لتسبب زيادة في حموضة الدم تؤدي إلى الشعور بالقيء ومن ثم الشعور بالنوم ومن ثم الغيبوبة إن لم تعالج هذه الظاهرة في حينها، وقد يؤدي وجودها كذلك إلى إصابة الطفل بالإرهاق الشديد والتعب والصداع والدوار وما إلى ذلك من الأعراض، وبظهور الأعراض السابقة الذكر، فإن تشخيص السكر أو تأكيده من أسهل الأمور لدى أي طبيب ممارس وذلك بفحص البول والدم لنسبة السكر، والأطفال المصابين بالنوع الأول من السكر يكون مستوى السكر مرتفعاً جداً لدرجة أن نشوء الشك في التشخيص نادر الحدوث. خطأ في قياس الأنسولين ما أسباب انخفاض السكر؟ - هناك أسباب عدة لانخفاض السكر مثل عدم تناول وجبة الطعام المقررة أو تأخيرها عن وقتها أو الخطأ في عملية قياس الأنسولين وإعطاء جرعة أكبر خصوصاً من الصافي من الأنسولين أو النشاط غير المتوقع مثل: لعب رياضة معينة ذات جهد من دون أن يتناول وجبة صغيرة قبل تلك الرياضة، فإذا عرف أحد هذه الأسباب، فيكون العلاج بتفادي حدوث هذه الأسباب وتفادي تكرارها بالتعليم المستمر، أما إذا حدث نقص السكر دون سبب فإذا كان في الأسابيع أو الأشهر الأولى بعد التشخيص غالباً ما يكون ذلك ناتجاً من أن جرعة الأنسولين أكثر مما يحتاجه الطفل. المضاعفات المزمنة: يؤثر السكر على كل جزء من أجزاء الجسم، ولكن المضاعفات المزمنة الشائعة تتلخص في تأثيره على العيون والكلى والجهاز العصبي، كما أنه قد يكون له تأثير على العضلات والأوتار التي تحيط بالمفاصل وعلى القلب، ولكن هذه المضاعفات لا تبدأ إلا بعد مرور سنين كثيرة بعد التشخيص، خصوصاً لمن يكون السكر لديهم مرتفعاً معظم الوقت ولا يملكون وسيلة للتحكم به بطريقة طبية دقيقة. أما الأشخاص الذين يعتنون بسكرهم فهذه المضاعفات قليلة الحدوث بل قد لا تحدث أبداً وإن حدثت تبدأ مشكلاتها بعد سنوات قد تصل إلى عشرين وثلاثين سنة بعد التشخيص، ومن المقترح عمل فحص للبول للتأكد من عدم وتأثير السكر على الكلى مرة كل سنة بعد التشخيص بثلاث سنوات، كما من المفضل أن يفحص طبيب العيون قاع العين لمعرفة تأثير السكر على قاع العين مرة بالسنة بعد التشخيص بخمس سنوات مع أن بعض العلماء يرى أن هذا لا ينطبق إلا بعد سن العاشرة. الغذاء الكامل للأطفال * د. العبدالله.. ما الغذاء الكامل الذي يتناسب وسن الطفل إلى سن العاشرة؟ - الغذاء الذي يتناسب وسن الطفل إلى العاشرة هو الشهر الأول والثاني الحليب ويفضل حليب الأم، الشهر الثالث والرابع - يضاف إلى الحليب بعض العصائر الطبيعية، الشهر الرابع إلى السادس يضاف بسكوت الأطفال مع السريلاك، الشهر السادس إلى السنة أرز دجاج مفروم أو لحم أحمر مفروم خضار (بطاطس) جزر، كوسة، مسلوقة ومهروسة (زبادي، بيض، حليب). من سنة إلى سنة ونصف كالسابق (حليب، لبن، خضار مجروش، فواكه بالخلاط). من سنة ونصف - سنتين، أكل العائلة على أن يكون مهروساً. من سنتين إلى ثلاث سنوات مشاركة العائلة بالأكل. من 3 - 10 سنوات أكل العائلة. وأضاف د. العبدالله أن أوقات الأكل بالنسبة إلى الطفل تختلف حسب عمره إذا كان الطفل في السنة الأولى من العمر، فيجب أن يعطى الكل حسب الساعات المجدولة أو الأكل عند الطلب، أما بعد السنة الأولى فيفضل أن يشارك الطفل الأسرة بالأكل حتى إذا أعطي وجبة خاصة به. كما أن الحليب يعد في أول ثلاثة أشهر من عمر الطفل وجبة كاملة، أما بعد الشهر الثالث فينصح بإضافة بعض السوائل الأخرى للطفل كالعصيرات الطازجة، حيث الحليب واللبن ومشتقاته مهمة لنمو الطفل وهي مهمة لنمو العظام والأسنان وأهم تأثير جانبي للطفل الذي لا يشرب الحليب ومشتقاته ظهور الكساح ولين العظام وتسوس الأسنان والتأخر في المشي لدى الطفل. أمراض القلب أكدت دكتورة حنان أن الوراثة والبيئة تلعب دوراً في إصابة الأطفال بأمراض القلب الولادية في بعض أنواعها مضيفة أن السبب المؤدي للإصابة بها في كثير من الأحيان غير معروف، لذا فإن الدراسات البحثية في العالم تتطور بشكل هائل وسريع في مجال الوقاية وعلاج مثل هذه الأمراض. وتشير د. السماق إلى أهمية السؤال عن القصة العائلية والوراثية لمثل هذه الأمراض أو حتى عن وجود حالات موت فجائي مبكر مجهول السبب غير معلل للأفراد في العائلة الواحدة عند تقييم أي من هذه الأمراض، خصوصاً إن كانت هناك أنواع منه مثلاً اعتلالات العضلة القلبية وانسداد الرسام التاجي وتناذر مارفان كل هذه الأمراض أمراض وراثية مثبتة على أنها تنتقل بين أفراد العائلة الواحدة بشكل وراثي جسمي قاهر. وتتابع د. السماق حديثها قائلة: إن هذه النسبة من الأمراض تزداد بشكل واضح لدى الأطفال الذين يولدون وهم مصابون بتناذرات معينة. على سبيل المثال إن نسبة عيوب القلب الخلقية هي 50% عن أطفال دوان سنيدروم (التثلث الصبغي 2) وبنسبة 40% عند أطفال تناذر تورنر وترتفع حتى 80% عند الأطفال الذين لديهم التثلث الصبغي (18). وأضافت أن الأم الحامل تسبب بنسبة 4% في حدوث أمراض القلب الولادية ولا سيما عند إصابتها بداء السكري مثلاً أو الذئبة الحمامية وبيلة الفنيل كيتون أو أسباب أخرى مثل أمراض أصيبت بها الأم أثناء فترة الحمل كمرض الحصبة الألمانية، لذا فإن لقاح هذا المرض أصبح إجبارياً وضرورياً لكل الفتيات عند البلوغ كإجراء وقائي من هذه الأمراض للمستقبل. كذلك فإن نوعية الأدوية التي تتناولها الأم في فترة الحمل لها تأثير مشوه على قلب الجنين والخطورة في الأمر أن هذا العامل يؤثر في مرحلة مبكرة جداً من الحمل (18-29) يوماً الأولى. وفي كثير من الأحيان حتى قبل أن تتأكد الأم من صحة حملها وذلك لأن القلب يتشكل خلال الأسابيع والأيام الأولى من حياة الجنين. كما أن جنس المولود يلعب أحياناً دوراً في توزع الإصابة بهذه التشوهات بمعنى حين يكون صرف تبادل الأوعية الدموية الكبيرة هو الأكثر حدوثاً لدى الأولاد غير أن الفتحات القلبية (بين البطين والأذنين) هي أكثر مصادفة عند الإناث إنما لا يوجد توزع عرقي لهذه الإصابات. وتشير د. حنان السماق إلى أن الأهل الذين لديهم طفل مصاب بأحد عيوب القلب الخلقية يحتاجون لاستشارة وراثية؛ لأن احتمال تكرار هذه الإصابة وارد وبنسبة عالية جداً لأخذ فكرة عن ذلك تقول إن نسبة هذه الأمراض بشكل عام لا تتجاوز 0.5 -0.8% من المواليد الأحياء ترتفع إلى 2-6 % عند الطفل الثاني لعائلة لديها طفل سابق مصاب بآفة قلب ولادية، ومن ثم تتضاعف بشكل هائل إلى نحو 20-30% عند وجود طفلين مصابين (قرابة درجة أولى) وكثير ما يتكرر النوع نفسه من التشوهات في أطفال العائلة الواحدة. أما حديثها عن الاستشارة الوراثية فتقول: يلعب التصوير بالإيكو لقلب الجنين داخل الرحم دوراً مهماً في إمكانية الكشف عن هذه التشوهات، وبخاصة العالية منها بشكل معين واتخاذ الإجراءات علماً أن هذه الوسيلة لا تزال تفتقر للدقة العالية في كثير من الأحيان، وهذا يعود لمراحل تطور الجنين بحد ذاته وإمكانية الإنجاب لأمهات مصابات بآفات قلبية ولادية. ومن المهم تطمين الأمهات الشابات والمصابات بآفات قلب ولادية بسيطة غير مزرقة، أما المصابات بآفات قلبية وصححت جراحياً في الطفولة الأولى ولكن مع وظيفة قلب جيدة، فإن إمكانية الحمل والإنجاب قائمة بشكل جيد تحت رقابة طبية كاملة مع مراعاة إعطاء الأدوية الوقائية من التهابات الشقاق عند الولادة. وبالمقابل فإن السيدات اللواتي لديهن آفة قلب متطورة وبخاصة المزرقة منها والمترافقة تُجهد في الوظيفة العضلة القلبية، فإن الحمل والإنجاب لا شك هو عالي الخطورة على الأم وعلى جنينها أيضاً وما يثبت ذلك كثرة الإسقاطات عندهن. لذا فإن الفحص الدقيق والتقييم الصحي والوراثي المبدئي للأهل هو عامل مهم لإنجاب أطفال معافين خالين من مثل هذه الأمراض الصعبة والخطرة. فقدان الشهية والتقيؤ، نقصان من أعراض هبوط القلب، أما حول سبب هبوط القلب وعلاجه عند الأطفال فقد أجاب د. رياض أبو سليمان عن هذا قائلاً: إن أمراض القلب الخلقية تعد من أكثر أسباب هبوط القلب لدى الأطفال فيما تتمثل الأسباب الأخرى لهذا المرض في التهابات عضلة وصمامات القلب التي تتسبب في ضعف في عضلة القلب. فهبوط القلب هو عدم قدرة القلب على ضخ الدم الكافي للجسم الذي تترتب عليه مشكلتان رئيستان حسب جهة القلب المصابة، فالجهة اليمنى من القلب تستقبل الدم من الجسم عبر الأوردة، وفي حال عدم قدرة البطين الأيمن على ضخ الدم فإنه يتجمع في الأوردة، عندها تتجمع السوائل في الأغشية المختلفة فتنتفخ نتيجة لذلك المناطق حول العين والبطن واليدين والرجلين (الاستسقاء). أما الجهة اليسرى من القلب فتستقبل الدم بعد أكسدته من الرئتين لضخه للجسم، وفي حالة عدم قدرة البطين الأيسر على ضخ الدم، فإنه يتجمع في الرئتين فيصعب نتيجة لذلك تنفس الطفل ويصبح سريعاً في الوقت نفسه. وقد يتساءل بعضهم عن الكيفية التي نتعرف بها على هبوط القلب لدى الأطفال، فعندما يصاب الطفل بهبوط في القلب، فإن هنالك بعض الأعراض التي تظهر عليه؛ منها صعوبة التغذية وسرعة التعب عند الرضاعة حتى ولو كمية بسيطة منه وميله للشرب أكثر من المعتاد، فقدان الشهية والتقيؤ، نقصان في الوزن وكثرة النوم. وهناك أعراض جسمانية أخرى لهبوط القلب لدى الأطفال منها كثرة التعرق مع زيادة في سرعة التنفس، تغيير في لون الجلد وبالأخص في منطقة الأيدي والأقدام إلى اللون الرمادي أو زيادة في زرقته، قلة التبول مع الكحة وبرودة في الأطراف. أما علاج هبوط القلب عند الأطفال يتم عن طريق ثلاثة أقسام من الأدوية الأول منها مدرات للبول لإزالة الماء المتجمع في أنسجة الجسم والرئتين، والثاني هو دواء الديجوكسن Digoxine الذي يساعد عضلة القلب على ضخ الدم، أما القسم الثالث فهو موسع للشرايين ليزيد من سهولة تدفق الدم. *** الأطباء المشاركون: *الأستاذ الدكتور عبدالله الحربش استشاري طب الأطفال (غدد) *الأستاذ الدكتور أسعد عبدالله تخصص دقيق في أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتغذية لدى الأطفال *الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الفريح تخصص دقيق في الأمراض الصدرية والحساسية لدى الأطفال *الدكتورة حنان السماق استشارية تخصص دقيق في أمراض القلب لدى الأطفال
|
|
|
| |
|