| |
الاثنين 12 رمضان 1393هـ الموافق 8 أكتوبر 1973م - العدد (723) كلمة الجزيرة اطلب الموت .. توهب لك الحياة .. خالد المالك
|
|
لا يزال القتال العنيف مستمراً بين قواتنا في سوريا ومصر من جهة وبين قوات العدو الصهيوني من جهة أخرى، وبصدور هذا العدد من الجزيرة تكون قواتنا قد أنهت يومين كاملين من المواقف المشرفة في قتالها مع العدو، وحققت من المكاسب والانتصارات ما فاق تقديرات العدو وتصوُّراته، بل إنه تعدّى حساباته التي كان يتصور حين يتحدث عنها بأنه سوف يزعزع في ثقتنا برجالنا أبطال القوات المسلحة أو يضعف بها من عزيمتنا لمواصلة القتال دفاعاً عن أراضينا وتحريراً للتراب الطاهر الذي أخذه بالقوة. ولاعجب ان تحقق القوات العربية كل هذه الانتصارات وتكبد العدو هذا الحجم الكبير من الخسائر في العتاد والرجال .. لأنّ إيمان الأمة العربية بحقها في تقرير مصيرها وشعورها بأنّ التفوق العسكري للعدو لا يحول دون الدخول معه في معارك حتى ولو كانت قاسية وطويلة، شيء رئيسي في تصميمها على استعادة أراضينا المحتلة وتحرير مقدساتنا في القدس وكل الأراضي المحتلة في فلسطين وسيناء ومرتفعات الجولان، ولا يجب ان نكون متفائلين كثيراً في قصر المدة المقررة للقتال الجديد مع عدونا .. بل علينا أن نتصور أنّ المعركة قد تطول وقد تمتد أياما وأشهرا طويلة .. لكن هذا بالطبع لا يعني أنّ علينا أن ننتظر الهزيمة كنتيجة للمعركة الدائرة الآن .. فثقتنا بالله أولاً وبشجاعة رجالنا بعد ذلك يغنينا عن أي تفكير بالهزيمة ويزيد في ثقتنا بالنصر حتى ولو احتاج ذلك إلى أيام كثيرة وتطلب تضحيات جسيمة في الرجال والسلاح. إننا ونحن نتابع المعارك الحاسمة والمصيرية بين قواتنا وقوات عدونا لعلى يقين بأننا سنحقق ما فشلنا في تحقيقه عام 67م، لأننا ندخل هذه المعركة بعد أن تعلمنا من الهزيمة السابقة الكثير من الدروس واكتشفنا فيها الكثير من الأخطاء التي سببت النكسة وأوقعنا بأكبر هزيمة في تاريخنا الحديث. لقد تعلمنا من حرب يونيو عام 67 أنّ النصر لا يحقق بالكلام ولا يؤخذ بالدعايات أو التضليل .. ولهذا فإننا نرى أن تنقل الأخبار والصور كما جاءت من وكالات الأنباء العالمية .. يغنينا عن أي تعليق أو إضافات .. ولهذا فنحن نقدم عدد اليوم - من الجزيرة - حافلاً بكل جديد ومشرف عن نتائج القتال الذي أسفرت عنه معاركنا مع العدو خلال اليومين الماضيين .. وغداً حيث ألغينا إجازتنا وسوف نقدم الجديد الذي ندعو الله أن يكون تكملة لمشوارنا الناجح نحو أرضنا وديارنا في فلسطين المحتلة.
|
|
|
| |
|