| |
لمسة وفاء الرواة والعرجا مطلق محمد المطلق
|
|
كما في كل رمضان يتابع المشاهد السعودي حلقات طاش ويستمتع بعد وجبة الإفطار بمشاهدة بعض اللقطات الفكاهية الساخرة والهادفة أحياناً، ولكن قد يختلف أو تختلف وجهات النظر عند مشاهدة بعض الحلقات التي تحاكي أو تعالج بعض ما يجري في واقعنا أو جرى أو محاولة إسقاط الماضي على بعض المشاكل التي نعاني منها لتعرية هذه المشكلة أو الحض على تلك الخصلة.. ومن الحلقات التي سبّبت بعض الاختلاف حلقتا داحس والعرجا فمن شاهد هاتين الحلقتين قال إن الهدف ذم الرواة، ومنهم من قال إن الهدف تسليط الضوء على أننا لا نتعلّم من أخطائنا حتى يكاد أن يُقضى علينا، ومنهم ومنهم.. ما يهمني في هذا الأمر النظرة السلبية للرواة الشعبيين الذين كان لهم دور عظيم على مرّ التاريخ وإلى ما يقارب النصف الأول من القرن العشرين وإلى اليوم وإن اضمحل هذا الدور بسبب كثرة الوسائل الإعلامية التي تنقل الأحداث التاريخية بصورة أكثر تشويقاً وتعتمد على التدقيق والمراجعة التاريخية بشكل علمي ومدروس. لقد نقل الرواة وحفظوا الموروث الشعبي القديم بكل ما فيه وحاولوا جاهدين في حقبة ما أن يوصلوا للأجيال القادمة بعض العبر والدروس التي تستفيد منها الأجيال لتربيتهم على الصدق ومكارم الأخلاق والكرم والشجاعة والوفاء بالعهد وبشكل قصصي مشوق يثبت ويرسخ في أذهان الأجيال ليكون لهم نبراساً يهتدون به في مسار حياتهم وبالطبع لا يعني كل ما تقدّم أن كل الذي نقله الرواة صحيح وصادق، فهم يختلفون باختلاف انتماءاتهم وأهوائهم ولكن بالمجمل حفظوا الكثير وإن يتدخل في نقلهم التهويل والمبالغة فلا ينكر فضلهم ولا يغض النظر عن سلبياتهم. لمسة أخيرة (وما آفة الأخبار إلاّ رواتها)
mmm2711@hotmail.com |
|
|
| |
|