مؤسسة الوقف الإسلامي أقامت حفلها السنوي التاسع بمكة المكرمة

* مكة المكرمة - عمار الجبيري:
بحضور وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة عبدالله بن داوود الفائز أقامت مؤسسة الوقف الإسلامي مساء أمس الأول حفلها السنوي التاسع وذلك بفندق جرائد كورال بمكة المكرمة.
وقد بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بالقرآن الكريم، بعد ذلك استمع الحضور إلى كلمة لسماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ ألقاها عبر الهاتف تحدث فيها عن الوقف وأثره والتعاون فيما يجب بين المسلمين وحث الجميع على فعل الخير والبر والتقوى والسعي والمساهمة في أعمال الخير كل قدر استطاعته وان يبتغوا في ذلك وجه الله عز وجل حاثاً القائمين على الوقف أن يكونوا حريصين على أن يكون للوقف منهج سليم حتى يكون من الأوقاف النافعة وأن يجدوا ويجتهدوا في عملهم كما حثّ الجميع على دعم الوقف ومد يد العون والمساعدة له ليحقق المزيد من أهدافه النبيلة وليواصل مناشطه المباركة وأن يتعاون الجميع على ما يعود عليه بالخير والفائدة.
ونوّه باهتمام المملكة وبما تبذله من دعم وجهود للأوقاف والعناية بها واهتمامها بالجمعيات والمراكز والمؤسسات الخيرية مستشهداً بوقف الملك عبدالعزيز رحمه الله للحرمين الشريفين الجاري تنفيذه حاليا بمكة المكرمة.
بعد ذلك ألقى مدير المؤسسة الدكتور محمد بن ناصر الكثيري كلمة المؤسسة أكد فيها أن من أولويات العمل الخيري الإسلامي تحقيق المكانة السامية التي أرادها الله للإنسان وليس الاكتفاء بإطعام الناس وإغاثتهم بل تجاوز ذلك لما هو أهم وهو بناء الإنسان وتخليصه من كل ما يدمر شخصيته ويهين كرامته من العبودية لغير الله عز وجل أو التعلق بالخرافة أو إغفال حاجاته الضرورية للتدين وإنقاذه من جحيم المادية الملحدة وشقاء الوجودية وتعاسة المبادئ الأرضية.
وقال انه حصل تطور كبير في مفهوم العمل الخيري الحديث فلم يعد قاصرا على الأعمال الاغاثية عند الكوارث ومنحصرا في تقديم خدمات اجتماعية للمجموعات المحتاجة بل بدأ يمارس دوراً حيوياً في التنمية من خلال التركيز على العنصر البشري وبناء الإنسان وتأهيل الطاقات والكوادر البشرية ثم آل به الأمر أن أصبح قطاعاً ثالثاً من قطاعات التنمية وسيكون له موقع أهم فيما يطلق عليه اليوم (المجتمع متعدد المراكز) وهو ما يتجه نحوه العالم.
وأكد أن مؤسسة الوقف الإسلامي تعنى ببناء المساجد وإنشاء المدارس والمعاهد والبيوت الدعوية وإقامة برامج المنح الطلابية في مختلف التخصصات وعقد الدورات الشرعية والحلقات العلمية والقيام بالجولات الدعوية وتأهيل الشباب علمياً ومهنياً وتخصيص دراسة شاملة لمشكلات الشباب من الجنسين وأسبابها وطرق علاجها علاوة على استيعاب الكوادر الشابة في أعمالها التطوعية المختلفة كما أنشأت المؤسسة إدارة خاصة بالحاسب الآلي وإنشاء شبكة داخلية تربط فروع المؤسسة بالمكتب الرئيس كما استثمرت المؤسسة الشبكة العنكبوتية لصالح العمل الخيري فأطلقت موقع (لها اون لاين) و(موقعي) العربية للجميع ومجلة الأسرة ومشروع التعليم عن بعد كما عززت المؤسسة مواقعها الدولية من خلال عضويتها في عدد من المؤسسات العالمية.
عقب ذلك شاهد الحضور عرضاً مرئياً عن منجزات الوقف وبرامجه في مختلف المجالات منذ تأسيسه اثر ذلك تم الإعلان عن انطلاق مشروع وقف الأب الذي سينفذه الوقف ضمن مناشطه في المدينة المنورة على مساحة 611 متر مربع بتكلفة تقديرية تبلغ سبعة ملايين وخمسمائة ألف ريال ويتكون من عدة طوابق تشتمل على 72 وحدة سكنية.
بعد ذلك ألقى عضو مجلس أمناء المؤسسة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع كلمة أثنى فيها على المناشط التي قامت بها المؤسسة وبجهود القائمين عليها مؤكداً أن المؤسسة ليس لها مطامع وأهداف سياسية وإنما هي مؤسسة خيرية تعنى بعمل الخير وبخدمة الإسلام والمسلمين وحث الجميع على التبرع لها لتواصل مسيرتها وأهدافها.
ثم ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عضو مجلس أمناء مؤسسة الوقف الإسلامي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين كلمة الأمناء أكد فيها أن ما نسب وينسب للمؤسسات الخيرية في المملكة من تهم بأنها تدعم الإرهاب ما هو إلا افتراء ودجل وكذب وان ذلك لا حقيقة له ولم تثبت حالة واحدة من أي مؤسسة خيرية بالمملكة بأنها دعمت الإرهاب أو سربت أموالاً لدعم الإرهاب مفيداً أن الهدف من هذه الافتراءات وهذه الحملة هو تعطيل العمل الخيري الإسلامي.
وقال معاليه: إنه من المؤسف أن الناس اثروا بهذه الحملة والافتراءات حيث ظهر ذلك واضحاً في الأعوام الأخيرة من خلال قلة دعم المؤسسات الخيرية وقبض أيديهم عن الصدقة وعمل الخير ودعم الجمعيات الخيرية وشدد على ضرورة توعية الناس بأن ما نسب للجمعيات الخيرية من دعم للإرهاب ما هو إلا محض افتراء وكذب وأن ذلك لا حقيقة له ونتج عنه قبض الناس لأموالهم وعدم دعمهم للمؤسسات الخيرية وأن جزاء ترك الصدقة هو الاستثمار في البنوك والوقوع في الربا من خلال الحيل التي تمارسها البنوك مؤكداً حاجة الناس إلى تبصيرهم بالحيل الربوية التي تمارس.
بعد ذلك ألقى وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة عبدالله بن داوود الفائز كلمة أشاد فيها بمنجزات الوقف الإسلامي وبرامجه المتعددة مؤكداً أن العمل الخيري هو سمة من سمات ديننا الإسلامي الحنيف مشيراً إلى أن مؤسسة الوقوف الإسلامي من المؤسسات الخيرية المتميزة في العمل الخيري لعدة أسباب منها اهتمامها بالإنسان وبنائه واهتمامها بالمشاريع الإنسانية وجغرافيتها الواسعة ومنهجيتها الإدارية واستخدامها لأحدث الوسائل والأساليب في تنفيذ مناشطها وأعمالها.
ونوّه باهتمام المملكة بالجمعيات الخيرية والأوقاف الإسلامية والعناية بها ودعمها مادياً ومعنوياً. وقد بلغ مجموع التبرعات التي قدمت خلال الحفل 8 ملايين و500 ألف ريال.