| |
الخميس 15 رمضان 1393هـ الموافق 11 أكتوبر 1973م - العدد (726) كلمة الجزيرة قتالنا المشروع.. خالد المالك
|
|
الانتصارات الكبيرة التي حققناها أمس وخلال الأيام التي مضت على نشوب قتال من جديد مع العدو الصهيوني، لا تعتبر آخر طموحنا أو المهم في المطالب العادلة التي دخلنا الحرب من أجلها بعد ان فشلت الأمم المتحدة وكل التحركات السياسية من جانبنا على تحقيقها، ولكنها نقطة البداية في المشوار الطويل نحو استعادة أرض شاسعة فقدناها واسترداد مقدسات أخذها عدونا بفضل مساعدة المؤسسات والدول الاستعمارية من بين يدينا.. نحن أصحاب حق وقد طرقنا كل السبل الممكنة لتحقيقه دون إراقة الدماء، وأعلنا مرارا مطالبنا بكل صراحة ووضوح وقد انتظرنا طويلا وعشنا على أمل أن نجد وعودا صادقة من الدول الكبرى ولكن بلا فائدة، حيث أعلن العدو تمسكه بالأراضي التي احتلها عام 67م وإصراره على البقاء فيها، بل إنه لم يتورع عن شن هجماته بين يوم وآخر على دول المواجهة مستفزا قواتنا المرابطة هناك لجرها إلى حرب جديدة لعله يجد في ذلك ذريعة للتوسع وأخذ المزيد من الأرض. إذا لم تكن مفاجأة أن تشتبك قواتنا في الجبهتين السورية والمصرية مع العدو، فقد كانت في ظرف يحتم عليها أن تدافع عن كرامتها وتحطم الأسطورة الصهيونية القائلة بأن إسرائيل لا تهزم، وقد نجحت - ولله الحمد - في هزيمة إسرائيل في أكثر من موقف وباستعادة أراض كثيرة كان يتخذها العدو مراكز مهمة له، ولعل سقوط خط بارليف بعد اجتياز القوات المصرية للقناة ثم احتلال الجبهة الشرقية على طول الساحة المحاذي للقناة والاتجاه إلى عمق سيناء أكبر دليل على ما نعنيه في هذا الكلام. وأمس اختلف زعماء العدو - فيما يبدو - فجاء التغيير في بعض القيادات العسكرية بعد استدعاء عدد من القادة السابقيين للخدمة مثل بارليف رئيس الأركان السابق، بينما استمرت القيادات العربية بما حققته من انتصارات تسهم مع بعض في صنع النصر الذي نتطلع إليه والذي يجب أن يكون تحريرا شاملا لكل الأراضي العربية بما فيها فلسطين المحتلة، وقد كان من المصادفات السارة بالفعل أن يأتي التضامن بين كل الزعماء العرب على ضرورة الجهاد ودعم الجبهات الصامدة في سيناء والجولان حيث إن توقيت المعركة كان معقولا والاستعداد المبكر لها يعزي عن أي طعنة يمكن أن توجه لنا عن التقصير في حرب يونيو حزيران عام 67م.
|
|
|
| |
|