| |
نهاية علم الفلك شاكر بن أحمد أمام(*)
|
|
قال النبي صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين) وهو واضح أن المراد هو الاعتماد في إثبات الشهر على رؤية العين فقط ولذلك قال (فإن غبي) وهذا يعني أنه موجود لكنه بسبب الغيوم أو غيرها لا يمكن مشاهدتها فلم يعتبر به النبي صلى الله عليه وسلم بينما نوى ذات مرة أن لا يصوم غداً فجاء رجل فأخبره أنه شاهد هلال رمضان فسأله النبي صلى الله عليه وسلم هل يشهد الشهادتين فأقر الرجل بذلك فأمر بلالاً أن يعلن بأن غداً من رمضان فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بالشاهد ولم ينظر إلى كون ذلك ممكناً أو غير ممكن مع العلم أن العرب تعرف حساب الشهور بالنجوم كما قال تعالى {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ }، فكيف يأتي بعض الناس يكذبون الشهود لأنه حسب قولهم يخالف حساباتهم ومن المعلوم أن العلم في تقدم مستمر والنظريات تتغير وقد يظهر غداً أن بعض الحسابات التي استخدمناها بالأمس خطأ ولو نظرنا إلى بعض القوانين التي نحسب بها أوقات الصلاة أو اتجاه القبلة فنجدها قد تقدمت فأصبحت اليوم أدق من الأمس وقد يأتي في المستقبل قانون يثبت بعض الأخطاء في قوانين اليوم وهذا لا ينكره أحد وهو في جميع العلوم فمن يقول إن القوانين الفلكية اليوم هي غاية علم الفلك وإن علم الفلك لن يأتي بجديد في الحسابات، فمسألة غروب الشمس قبل القمر أو بعده هي مسألة دقائق فقط فهل يمكن أن نكذب الشاهد بل الشهود في أمر شاهدوه من أجل نظريات الحساب والمسألة في دقائق يسيرة وهل أصحاب الفلك شاهدوا القمر غرب قبل الشمس وجاء غيرهم فشهد بخلاف ذلك؟.. وهل يمكن أن نقول للفلكيين راقبوا القمر لكي تروا هل غرب قبل الشمس أو بعده أو أنهم يقولون لا نستطيع أن نثبت ذلك بالمشاهدة، فسبحان الله نرد ظاهر الحديث ونكذب الشهود من أجل نظرية حسابية لم يستطع أصحابها أن يثبتوها بالمشاهدة وإن كنا لا نقول بأنها خطأ ولكن وارد فيها الخطأ مثل الشهود بالعين وارد فيهم الخطأ، لكن أخذنا بقولهم لأنه ظاهر السنة ولأنهم مثبتون ومن المعلوم أن المثبت مقدم على النافي وما ثبت بدليل لا يشترط أن يثبت بالأدلة الباقية فهل تأملنا؟.
(*) تبوك
|
|
|
| |
|