شهر رمضان شهر الصبر، بل هو مدرسة الصبر، فالصبر مثل اسمه مر مذاقه لكن عواقبه أحلى من العسل، وهو حبس النفس عن السخط والجزع وهو بلا شك من الأخلاق الرفيعة التي حث الدين عليها بل وأمر بها فقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ ). وقال تعالى: ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ). وكذلك قوله تعالى: ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ ) وهو ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله. وصبر عن معصية الله. وصبر على أقدار الله المؤلمة. فصيامنا في رمضان طاعة لله وقربى له سبحانه وتعالى وكذلك حبس أنفسنا عن الطعام والشراب والجماع فهو حبس للنفس عن معصية الله. ومن تأمل في سير الأنبياء والصالحين وجد العجب العجاب، فهذا نبي الله أيوب الذي ابتلاه الله بأنواع من البلايا فصبر وصابر حتى قال ابن كثير: (أصابه المرض حتى لم يبق من بدنه مغرز إبرة سليما سوى قلبه). فصار يضرب به المثل في الصبر فيقال صبر كصبر أيوب. اللهم اجعلنا من الصابرين ومن عبادك المفلحين يا أرحم الراحمين.
(*)مدير إدارة التوعية والتوجيه بهيئة عرجاء
|