أخي الكريم .. إنّ الصيام هو صيام الجوارح عن معصية الله وعن كلِّ ما يغضب الله وينقص هذه الشعيرة العظيمة، ومن ذلك (الغيبة) فهي ذكرك أخاك بما يكره في غيبته، ولقد نهى الله عنها فقال عزَّ من قائل: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ...}«12»سورة الحجرات. قال القرطبي - رحمه الله -: (مثَّل الله الغيبة بأكل الميتة، لأنّ الميت لا يعلم بأكل لحمه، كما أنّ الحي لا يعلم بغيبة من اغتابه). وقال ابن عباس: (إنّما ضرب الله هذا المثل للغيبة لأنّ أكل لحم الميت حرام مستقذر وكذا الغيبة حرام في الدين وقبيح في النفوس). وروي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (كلُّ المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة). أحبتي: الغيبة سبب لزيادة السيئات، فلنحذرها أشد الحذر، ولنتم صيامنا عن الطعام والشراب والجماع وكلِّ ما يغضب الله من غيبة ونميمة ونحوها، ولنجعل مجالسنا عامرة بذكر الله، ولنقلع عن هذا الذنب العظيم. تقبَّل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
مدير إدارة التوعية والتوجيه بهيئة عرجاء
|