| |
وتاليتها أ.د هند ماجد بن خثيلة
|
|
المكرمة الملكية التي أنعم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أبنائه وبناته، والمتمثلة في مد إجازة عيد الفطر المبارك جاءت في توقيت أبوي حان، وفي مكان وقعت فيه في القلوب مباشرة، فكان لها أكثر من معنى، وكان لها أكثر من قيمة. وإذا كانت المحبة صفة الأبوة، وإذا كانت الرحمة صفة القدرة، فقد جمعت هذه المكرمة السامية كل معاني الأبوة والرحمة، وزادت على ذلك بالحب الأبوي الكبير، الذي يستشعر نبض القلوب، وحاجة النفوس، وغوث الخواطر، وجسدت كل معاني العطاء الكريم. في كل يوم تثبت هذه القيادة السعودية الحكيمة أنها قيادة وطنية من طراز خاص، لا تتميز بعطاءاتها وأدوارها في الميادين السياسية والاقتصادية والتربوية فحسب، لكنها تنفرد في قدرتها على تلمس حاجات المواطنين، ووضعها على رأس سلم أولوياتها، بهدف تحسين مستوى المواطن المعيشي، والعناية بنفسيته وتلبية متطلباته. لقد كانت العطلة المقررة للعيد بأيامها القليلة هاجس الطلبة كلهم، خاصة أمام الأطفال الصغار الذين يصومون رمضان، ويعانون حر النهار، وإرهاق الدوام المدرسي. وكذلك أولياء الأمور الذين وقفوا أمام معضلة قصر مدة هذه العطلة وحيرة الكثيرين أمام وضع الاحتمالات لبرامجهم لهذه العطلة، فمنهم من قرر أن يتغيب أبناؤه عن المدارس عدة أيام قبل ابتداء الإجازة الرسمية، ليتسنى له الوفاء بالتزاماته، ومنهم من غلب عليه الأمر فأذعن وفي نفسه ضيق، وفي خاطره شرخ يمتد على امتداد الكسر الذي يراه في خواطر ونفوس الأبناء. إلى أن جاءت المكرمة الكريمة السامية، فأنعشت القلوب، وجبرت الخواطر.. ففرح الأبناء والآباء والناس جميعاً، الذين رفعوا أياديهم عالية إلى السماء في صلاتهم وفي جميع أوقاتهم داعين الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وجميع رجالات القيادة السعودية الأمينة على الوطن والناس. ولقد زاد في أثر وقيمة هذه المكرمة أنها امتدت لتشمل موظفي القطاع العام بعد الخاص، ولتجعل الفرحة عامة شاملة، ليحتفل الجميع من الآن بالعيد الذي حمل إليهم المعنى السامي لمكرمة خادم الحرمين الشريفين مبكراً، وجاءت في خضم احتفالات وابتهاج الأهل كلهم باليوم المجيد للمملكة العربية السعودية. سيظل هذا الوطن عنواناً أبدياً لقلوبنا وأفئدتنا، نعيش فيه بعد أن ظل يعيش هو فينا، هكذا تعودنا أن نكون، وهكذا فهمنا معنى المواطنة الحقيقي، وهكذا غرست فينا القيادة السعودية هذا المعنى بمختلف معطياته. فالشكر كل الشكر لك يا خادم الحرمين الشريفين، والولاء جميع الولاء لك ولرجالاتك الميامين، والانتماء الصادق لهذه الأرض المباركة الطيبة، والدعاء جل الدعاء لله الحافظ أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والوطن من كل سوء، وأن يقدرنا على رد الجميل لولاة الأمر، وعلى البر للوطن وأهله، والأمنية خالصة لكل من لم يتذوق طعم المواطنة الحقة، أن يهديهم الله سواء السبيل، لنعيش معاً في هذا الوطن الذي يهوى أن يعيش في قلوبنا على نبضها الحاني، وفي شراييننا على دمائها الزكية القانية.. وتاليتها؟!!
|
|
|
| |
|