| |
احترامي للنقد البنَّاء نزار العلولا
|
|
حين قررت الدخول في مجال الكتابة الرياضية بتشجيع من الأستاذ محمد العبدي قررت أن أكتب في الهمّ العام وقضايا رياضة الوطن ورأيت أن أطرح علناً الأسئلة التي يطرحها كثيرون سراً بينهم وبين أنفسهم إيماناً مني بأن مواجهة الأسئلة الصعبة والقضايا الحيوية وطرحها علانية سيساعد صانع القرار على اتخاذ القرار السليم، ويقول لي بعض المقربين بأن هذا النوع من الكتابة لا يحظى باهتمام القارئ ولا بمتابعة المسؤول... فلمن تكتب؟ فكان جوابي الدائم بأنني أكتب بقلب وقلم مواطن غيور يهدف للمصلحة العامة ويثق بأن كلمة الحق ستصل للمسؤول وستجد صداها في الشارع الرياضي.. وقد ثبت صحة توقعي حين سعدت باتصال هاتفي من سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد يوضح وجهة نظر مسؤول الرياضة الأول حول مقالي الأخير (هوامير الرياضة وغفلة الأندية) الذي ذكرت فيه أن عقد نقل المباريات التي ينظمها الاتحاد السعودي لكرة القدم قد تضاعف عشر مرات بفضل خبرات وزارة المالية التي كانت حاضرة في اللجنة المُشكَّلة لدراسة العروض وإرساء العقد، وطالبت بتطبيق نموذج هذه اللجان على استثمارات الأندية. وقد كانت سعادتي أكثر وأنا استمع لملاحظات أمير الشباب وتعامله الحضاري في إيضاح وجهة النظر وإزالة الغموض والاستماع للرأي الآخر بديموقراطية مسؤول يستمع أكثر مما يتحدث، وقد أوضح ما كان غامضاً ويشهد الله أنه أخجلني بخلقه الرفيع وأدبه الجم. وقد سعدت مرة أخرى بالرد الذي نشرته (الجزيرة) يوم السبت الماضي بقلم (مراقب)، الذي أوضح فيه وجهة نظره حول موضوع مقالي السابق بطريقة راقية وموضوعية تستحق الاحترام والتقدير رغم تحفظي على بعض النقاط.. فهذه النوعية من الردود تثري الموضوع وتمثل النموذج المطلوب تطبيقه في الصحافة الرياضية، فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولا أدّعي بأنني على صواب دائماً، لكنني حين أنتقد جانباً من مسؤوليات رعاية الشباب فذلك لا يعني أنني أبخس حقها في باقي المجالات، وحين أذكر أن الأندية (غافلة) عن حقوقها وطريقة إدارة مواردها فلا يعني ذلك أنني قلت إن (الخطوات التي اتخذت لتعزيز موارد الأندية جاءت على حين غفلة) كما قوّلني مراقب، وحين أطالب بأنظمة واضحة لاستثمارات الأندية لحماية حقوقها فذلك لا يعني أنني أعتمد على مصادر غير موثقة، وحين توقع العقود سراً وأطالب بطرحها في منافسة عامة لكي لا تستبعد العروض الأعلى وتخسر الأندية ملايين الريالات بسبب مصالح شخصية فإنني بهذا الطرح لم أخالف المصلحة العامة أو توجهات رعاية الشباب. وقد أعلن أحد المستثمرين في لقاء صحفي (أحتفظ به) أنه قدَّم عرضاً لأحد الأندية يفوق منافسه بخمسة ملايين ريال واستبعد عرضه وخسر النادي هذا المبلغ فأين (عين الرقيب) وأين الضوابط التي يشير إلى وجودها (رقيب)؟ أما حديثك عن تأثير تخفيض وزارة المالية لإعانات الأندية إلى (50%) فبالإمكان حل هذه (المعضلة) بعمل مناقلة بين البنود المالية وخصوصاً بند الصيانة والتشغيل والنظافة الذي يستحوذ على ثلثي ميزانية رعاية الشباب ولكي لا أتهم بعدم التوثيق فقد نشرت الزميلة عكاظ في عددها رقم 13896 في 1425هـ أن برامج عقود التشغيل والصيانة بلغت (615) مليون ريال والنفقات التشغيلية بلغت (325) مليون ريال بينما لا تتجاوز إعانات الأندية (57.500.000) مليون ريال!! وقد تكون هذه الأرقام قد تغيَّرت في الميزانية الحالية أو لعلك تصححها لنا. ولأنه كما ذكرت (لدى جهات الاختصاص الخبر اليقين) ولإلمامك الشامل بالشأن الرياضي فإنني أتمنى أن تساهم في فكرة ودراسة سُبل تخفيض بند الصيانة والتشغيل لتوفير ملايين الريالات لصالح بناء مقرات للأندية في المدن والقرى. وختاماً أؤكد احترامي للكاتب واتفاقي معه في الهدف فالحوار يُولِّد أفكاراً جديدة. (خطأ في الترجمة) يحرص كبار المسؤولين في الدولة على الاطلاع على ما يُطرح في الصحافة حول ما يخص عملهم ومسؤولياتهم تجاه المواطن بهدف التعرف على نبض الشارع والتواصل مع الرأي العام والتجاوب مع الطرح البنَّاء الصادق وإيضاح ما يلتبس على المواطن من الأمور التي تهمه، وذلك إيماناً منهم بدور الإعلام الهام في عملية الإصلاح المستمرة، ونظراً لضيق وقت المسؤول وكثرة مشاغله فإنه يخصص موظفاً لإعداد ملخص يومي أو أسبوعي لعرض ما تطرحه الصحافة حول مسؤوليات وزارته أو إدارته، وهذه المهمة تحتاج لكفاءة وأمانة ومهارة في الإعداد لنقل المعلومة باختصار لا يخل بالمعنى، لكن في بعض الأحيان قد توكل المهمة لموظف غير مؤهل أو ممن يعتقدون أن مهمة الصحافة يجب أن تكون (نشرة علاقات عامة) لوزارته أو إدارته فيسيء الفهم ولا يميّز بين النقد البنّاء وغير البنّاء فينقل صورة خاطئة عن ما يطرح لصانع القرار فتتحول خلاصة الموضوع الحقيقي إلى خلاصة رأيه الشخصي وانطباعاته الساخطة عن الموضوع فيحدث سوء فهم بعد أن حجبت الحقيقة وضاعت الأمانة، ويكون الموظف بهذا النهج قد خالف رغبة المسؤولين في رؤية الحقيقة كما هي، لكنه كمن أخطأ الترجمة بين متحاورين فأضاع (الهدف السامي للحوار).
|
|
|
| |
|