| |
نوافذ السلام الأخضر أميمة الخميس
|
|
طبيعة علاقتنا مع العالم الخارجي من حولنا توضح إلى حد كبير البعد الحضاري والإنساني الذي نتصف به أو نمتلكه دولة وسكاناً، وأنا هنا لا أعني العلاقات الدولية والدبلوماسية أو السياسية، لكن ما أرمي إليه هو تفاعلنا مع المنظمات الدولية التي تحمل أهدافاً إنسانية وإيجابية سواء فيما يتعلَّق بالمجتمعات أو البيئة، وقد دخلت مؤخراً على موقع منظمة السلام الأخضر (Green peace) على شبكة الإنترنت، فوجدته في الحق موقعاً تفاعلياً رائعاً، ومتوفراً تقريباً بجميع اللغات المحكية ومن ضمنها العربية، كما أن له روابط لمواقع فرعية خاصة بكل دولة على حدة، تبرز كل دولة عبر تلك المواقع الفرعية مشكلاتها البيئية الخاصة بها والمجهودات التي تقدمها لمواجهة تلك المشكلات، لكن مع الأسف لم أجد للمملكة موقعاً متصلاً بهذا المكان أو على الأقل رابطاً لموقع (هيئة حماية البيئة الفطرية) التي على ما أعرف وأتابع في وسائل الإعلام لها مجهوداتها الواضحة فيما يتعلق بالبيئة. على المستوى الإعلامي العالمي عندما نقدم حضوراً إيجابياً وفاعلاً في مثل هذه المواقع المطروقة دوماً فبالتأكيد نعكس مدى الوعي البيئي لقاطني هذا المكان، أيضاً لا بد أن ننقل بعض التجارب الهامة المتعلقة بالمحميات والحفاظ على مظاهر الحياة داخلها كمجهودات رسمية، وعلى المستوى الخاص لا يتبادر إلى ذهني هنا سوى ما قدمته شركة (الصافي) من تجربة رائعة خلال حملات تنظيف الشواطئ والعناية بها. من خلال هذا الحضور الإيجابي على موقع السلام الأخضر نكون قد أسهمنا ولو جزئياً في تكريس مسمى ومفهوم مملكة الإنسانية الذي نسعى جميعنا لبثها للعالم من حولنا واختراق الحصار الإعلامي السلبي الموجه ضد السعودية عالمياً. منظمة السلام الأخضر ليست حديثة العهد، ولها حضورها الفاعل على العديد من المستويات، وفي كثير من الأحيان يمثل أتباعها قوة ضغط لا يستهان بها على الحكومات أو في البرلمانات، لكن أهم ما يميزها هو عدم وجود أهداف سياسية أو أيدولوجية ترمي إليها المنظمة ولا يدور حوله الكثير من الشبهة أو علامات الاستفهام؟ بل كثيراً ما نصادف منسوبيها من الشباب والشابات المتحمسين في مدن العالم، حيث يطلبون بطريقة لطيفة وخضراء يانعة التوقيع للمشاركة للتصويت ضد قضية تستهدف البيئة أو سكانها، أو لربما نجدهم يعرضون قبعات أو بعضاً من المتعلقات اللطيفة التي يرجع ثمنها لدعم المنظمة والمساهمة في الحفاظ على البيئة. أعتقد أن هذه المنظمة المنسية لا بد أن يكون لها حيز في ما يتعلق بإعلامنا الخارجي، ولا سيما أن لنا جهوداً معقولة في هذا المجال لا بد من إبرازها. المحيط العالمي حولنا لا يحمل لنا الكثير من البشاشة أو الانطباعات الطيبة، وأعتقد أننا بحاجة إلى الكثير من المجهود الذي يضفي على الصورة العامة نوعاً من الاخضرار.
|
|
|
| |
|