| |
مستعجل الزحام المروري.. ما سببه؟ عبد الرحمن بن سعد السماري
|
|
** زحام شديد.. وكثافة سيارات شهدتها شوارعنا على مدار الساعة في رمضان في مدينة الرياض. ** ما سبب هذا الزحام؟ ولماذا تقف أمام بعض الإشارات عدة دقائق.. حتى تتمكّن من العبور؟ ** شوارعنا.. لم تضق.. والمرور لم يقصّر.. بل يزداد نجاحاً وتطوراً وحضوراً.. ** إذاً.. أين الخلل؟ ** الخلل أو الإشكالية كما يبدو.. هو في تضاعف عدد السيارات عدة مرات.. ** في البيت الواحد.. ثلاث.. وأربع.. وخمس سيارات. ** الشوارع.. اكتظت.. ** والمواقف.. لم تقدر على استيعاب السيارات. ** والجيران.. معارك بسبب مواقف السيارات. ** وكالات البيع.. تقذف يومياً بسيارات.. ** ومعارض السيارات.. تقذف هي الأخرى.. والناس تشتري. ** بعض الناس.. ما شاء الله.. لديه عشرة أولاد.. ستة منهم على الأقل.. يقودون سيارات.. ولكل واحد.. سيارة خاصة. ** والبنات.. لم يعدن يقبلن بالركوب مع أتوبيس المدرسة.. أو أتوبيس الجامعة.. بل كل فتاة تريد سيارة خاصة بها.. وهكذا أصبح في كل بيت.. مجموعة سيارات.. بعضها يقف في الداخل.. وبعضها.. يعجز الداخل عن استيعابها وتملأ الشوارع.. وهكذا صارت السيارات بالعشرات أمام الإشارات. ** مشكلتنا.. أننا لا نعرف استغلال واستثمار سيارات النقل الأخرى عند التنقّل.. مثل سيارات النقل الجماعي أو سيارات النقل الأخرى.. بل كل تنقّل.. نريد له سيارات خاصة.. حتى لو أراد أحدنا.. الذهاب إلى البطحاء لقضاء لوازم.. يركب سيارته الخاصة.. و(يطب) وسط الزحام.. وكان بوسعه.. أن يركب النقل الجماعي.. أو خط البلدة.. ويصل بهدوء وراحة أعصاب.. ** مشكلتنا.. أن كل مشوار مهما كان.. لا بد لنا.. أن نركب سياراتنا.. مع أن الكثير من مشاويرنا.. يمكن أن تُحل عن طريق النقل العام.. ** فمثلاً.. المدارس.. يمكن أن تتم عن طريق أتوبيسات المدارس (النقل المدرسي) وهكذا الجامعات.. ** كما يمكن استثمار النقل الجماعي أو أتوبيسات الأجرة (خط البلدة) للتنقّل داخل المدينة.. ولكننا.. لا نعرف.. ولا نعتاد.. إلا على سيارات خاصة.. بل يُعد من العيب.. أن نركب أتوبيس نقل.. ** إن انتشار المرور وحضوره في هذا الشهر الكريم.. كان مثالياً.. وتجد سيارات المرور ورجاله في كل شارع.. وفي كل تقاطع.. وتجد لهم حضوراً أكثر كثافة في أوقات الذروة.. صباحاً وظهراً. ** كما أن هناك تنظيمات للمرور وحركة السيارات.. وهناك تنظيم جيد لدخول الشاحنات.. وهناك مراقبة ومتابعة لحركة السيارات لا تقتصر على رجال المرور المنتشرين.. بل تتجاوزهم إلى متابعة إلكترونية عن طريق الكاميرات والشاشات.. وهناك جهود لرجال المرور. ** ولست هنا.. لأتحدث عن نجاحات وإنجازات المرور وتفوّق المرور ورجاله.. لأن هذا مشاهد وملموس ومحسوس والكل يتعامل معه.. ولكني.. أتحدث عن (سيل) السيارات التي تملأ شوارعنا صباحاً ومساءً. ** بعض البيوت.. لديهم سائقون.. وبعض البيوت.. لكل ابنة أو ابن.. سائق خاص. ** نعم.. هناك حشد هائل من السيارات وهناك كثافة كبيرة من هذه السيارات تزداد يوماً بعد آخر.. والناس تشتري.. المزيد من السيارات وتقذف بها في الشوارع.. والشوارع.. هي.. هي.. لا تتوسع. ** ولا شك.. أن بعض السائقين.. قد يكونون وراء بعض الزحام أو عرقلة الحركة.. ومن بين هؤلاء السائقين النشاما والسنافية.. الذين يقطعون الإشارات ويطمرون الأرصفة.. ** نعم.. هناك بعض الممارسات الخاطئة.. تحتاج إلى وقفة قوية ومتابعة شديدة من المرور.. والله في عون.. من (يْصامِد) هؤلاء.. وهذا.. حظك يا مرور الرياض.
|
|
|
| |
|