| |
أضواء أجندة صناعة الفتنة في العراق (4) جاسر عبد العزيز الجاسر
|
|
ليس العراقيون وحدهم الذين يعلمون علم اليقين مَن هم وراء المجازر التي تشهدها بلادهم والتي يذهب جراءها مئات الضحايا من السنَّة والشيعة معاً. العراقيون والذين يحتلون العراق والذين يتابعون الملف العراقي يعرفون المحرضين والذين وضعوا أجندة صنع الفتنة في العراق والمنفذين سواء الذين يستهدفون أهل السنة أو الشيعة. الأماكن معروفة ومحدَّدة، بل إن كثيراً من هذه الأماكن تعد أماكن لمؤسسات حكومية مثلما ذكرت الوثائق التي نُشرت عن فرق الموت التي تخصصت في قتل أهل السنَّة، إذ تذكر تلك الوثائق كما نشرتها الصحف أن هذه الفرق تتمركز في عدة مقرات داخل بغداد ومن أبرزها: مطار المثنى، والكلية العسكرية في الرستمية، والمقر السابق لمديرية الاستخبارات العسكرية في الكاظميّة، والقصر الرئاسي في الأعظميّة، ومبنى وزارة الدفاع السابق، ونادي القادة في الكرخ، ومقر الاتحاد العام لنساء العراق في الوزيرية، وأكاديمية الشرطة في الرصافة، والأبنية المجاورة للمسبح الأولمبي قرب وزارة الداخلية، وجهاز المخابرات السابق في الحارثية، ونادي الزوارق الرئاسية في الجادرية، ومديرية الأمن في البلديات، فضلاً عن مقرات أخرى في أحياء المنصور والكرادة. أماكن متعددة في بغداد، أماكن تسكنها أغلبية سنية وأخرى مقصورة على الشيعة، أي تقسيم احتضان أماكن التخريب والتوجيه وتدريب القتلة على الطائفتين. وفرق الموت هذه التي ظهر نشاطها على السطح، والذين يستعملون آليات وملابس وزارة الداخلية في زمن إدارة وزارة الداخلية العراقية من قِبل باقر صولاخ تسرح وتمرح وتستبيح ليل بغداد فتخطف الأبرياء وبعد أن تعذِّب ضحاياها تذبحهم ثم ترمي جثثهم في الشوارع والأنهار. هذه الفرق ليس فقط يُغض النظر عن أفعالها الإجرامية، بل تحظى بالحماية والرعاية من قوى الاحتلال، فالوثائق التي أشرنا إليها تؤكِّد أن أهم مقرات فرق الموت في مطار بغداد الدولي الخاضع لسيطرة قوات الاحتلال التي لا يمكن أن تسمح باستعمال مرافق ومعسكرات مطار بغداد لقوات عسكرية لا تنفذ تعليماتها وأوامرها. كما أن هذه الفرق تستخدم آليات وأجهزة وأسلحة الأجهزة الأمنية وملابس الجيش والشرطة في عمليات الخطف والاغتيال؛ مما يؤكِّد أن هذه الفرق تحظى بدعم ورعاية قوات الاحتلال ووزارتي الداخلية والدفاع العراقيتين اللتين تنشطان في مواجهة المقاومين في الأنبار والموصل وديالا وتدعم الطرف الآخر المتمثِّل في فرق الموت.. أو على الأقل تسكت عن أفعالهم.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|