مدينتي تشتكي من الزحام!!

إن من أسباب نجاح أي مدينة في العالم وبخاصة إذا كانت (عاصمة للبلاد) وجود المقرات أو الأجهزة الحكومية (بمكاتبها الرئيسة) ووجود الكم الهائل من الجامعات والمدارس وغيرها من متطلبات الشعب.
ومن الطبيعي في أي عاصمة في العالم وجود العدد الكثير من سكان البلاد يقطنون في العاصمة لوجود عدة أسباب ومن ضمنها البحث عن المعيشة وهذا بحد ذاته سبب مقنع. وفي أي دولة تعتني وتضيف لمسات جميلة للعاصمة من البنية التحتية وظهورها بالشكل اللائق ليعكس مدى الاهتمام الذي توليه الدولة للطرق والمنشآت والمرافق والمعالم التي تضيف سمة جيدة للعاصمة.
وفي مملكتنا الغالية وخصوصاً (رياضنا الحبيبة) أولت حكومتنا الرشيدة جل اهتمامها لجعل العاصمة (الرياض) من العواصم الراقية لا من حيث النطاق العمراني والبنية التحتية ولا من حيث الاهتمام بالمنشآت الحكومية والقطاع الصحي والتعليمي.
وعلى رأس المهتمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - حيث من عين أميرا لمدينة الرياض لأكثر من 50 عاما ومدينة الرياض سنة تلو الأخرى في تقدم واضح من المساحة الشاسعة وتوسع النطاق العمراني بها.
وأصبحت الرياض في الوقت الحالي من العواصم المتقدمة وأصبحت ملتقى لعقد المؤتمرات العالمية والاجتماعات سواء على المستوى العربي أو العالمي.
وهي كفيلة لاحتضان أي (حوار ومنتدى) لوجود التجهيزات التي تخولها لذلك. أي بالمعنى الصريح رياضنا أصبحت جامعة عريقة لاكتمال الخدمات المجودة بها وهي لازالت مستمرة بالعطاء وإنشاء المرافق التي تخدم مصلحة (سكانها) قبل كل شيء.
أعود إلى مسمى (مقالي) آنف الذكر.. فقد سطرت بمقالة (قبل سنة تقريباً) وكان عنوانه (هذه أمنيتي لمدينتي) وأكون شاكرا للقائمين على هذه الصحيفة وبالأخص المشرف على هذه الصفحة بأن أجاز طرح المقال وحيث إنني من (أعيان هذه المدينة) فلا بد من وجود الغيرة على بلادي وبالأخص (مدينة الرياض)، حيث نلاحظ ويلاحظ الآخرون أن عدد سكان المدينة يزداد كل عام وأصبحت المسؤولية على عاتق المختصين أكثر فأكثر، وهم يولون الاجتهادات والمتابعة التي تنصب في الآخر لمصلحة المواطن وهم المسؤولون (أهل هذا الشيء).
فمشكلة (الزحام القائم بمدينة الرياض) هل هي من كثرة التناسل أو كثرة (العمالة الوافدة) أم المواصلات أم ماذا؟
فكثير من مدن العالم وبخاصة (العواصم) أولت حكوماتها بالنظر لنزع حدوث الزحام ووضعت عدة حلول.
ولابد من جود الزحام في أي دولة في العالم فهذا الشيء ليس مستغرب إطلاقاً ولكن هناك عدة حلول لانتشال هذه الظاهرة لدينا ومن ضمنها على سبيل المثال:
أ- إنشاء (القطار المتحرك) داخل المدينة لكي يتمكن المواطن من التجول بداخل المدينة لإنهاء أعماله وهكذا، وهناك دراسة قائمة عليها أمانة مدينة الرياض للانتهاء منه والبت في التنفيذ.
ب - منع تجول أو قيادة السيارات القديمة (ذات الموديل القديم) التي انتهى عمرها الافتراضي، فنجد هناك آلافاً مؤلفة من السيارات التي دار عليها الزمان وبكى وهي تتجول في داخل أرجاء المدينة، بل حتى في الطرق الدائرية وأصبحت مصدراً (مؤكداً) للتلوث البيئي لما يصدر منها من (أدخنة) ضارة على المواطن وحتى لا يوجد هناك قطع غيار للمركبة!!
ج- إلزامية عدم قيادة الوافد للمركبة إلا حسب وظيفته حيث يكون مرتبطاً بدائرة حكوية وذو حاجة قصوى كالطبيب أو المهندس أو ذو منصب قيادي (رفيع) بالقطاع الخاص أو قادم لخدمة عائلة (كسائق) لا غير، ولو شاهدنا (المنطقة الصناعية) بالرياض (الصناعية القديمة) لوجدنا نسبة كثيرة جدا من العاملين (الوافدين) يمتلكون سيارات ويتجولون بها أول النهار وآخر الليل!!
والحركة المرورية لها دور كبير لإنهاء الاختناقات المرورية ونحن نرى ونلاحظ أن هناك لا جديد ولا هناك أي تقدم لمرورنا مع الأسف!!
نعم هناك الأجهزة المتقدمة وهناك الخطط ولكن أين التفعيل وأين التنفيذ؟ رجل المرور (الميداني) لا يملك الثقافة الأمنية ولا يملك الدورات التي تؤهله للإمساك بزمام الأمور وإنهاء المشكلة الخطوط الدائرية تشتكي من الزحام والحوادث ويتعطل السير والمرور لا جديد!! إن مشكلتنا المرورية تكمن بعدم وجود نقاط المراكز على الطرق ولا نجد سرعة التنفيذ!! ونجد الفرد (الميداني) لا يمكن من وحده بإنهاء المشكلة إلا بتوجيه من الضابط المسؤول وهذه مشكلة بحد ذاتها!
ليس كل مواطن لدينا لديه الوعي والإدراك (نعم نعترف) ولكن بوجود الأنظمة (الصارمة) تستوجب على المواطن بالتقيد بالأنظمة المرورية الموجودة (إشارات المرور خالية من المتابعة) حركة السير صباحا كما كانت لا جديد، إنهاء مشكلة الحوادث والتأخير أيضا لا جديد.
فمدينة حديثة وعاصمة راقية (من الظلم) أن تفتقد إلى النظام المروري الذي بدوره يسهل الكثير من فك الاختناقات المرورية وسرعة التخلص من مشكلة الحوادث. اللهم احفظ بلادنا عامة من كل مكروه واحفظ حكومتنا الرشيدة.
والله المستعان.