| |
تعليقاً على مقال محمد آل الشيخ.. الجميع متفقون ضد الإرهاب
|
|
حلقة المسلسل الرمضاني طاش ما طاش لهذا العام، المعنونة ب(إرهابي أكاديمي)، كانت محل احتفاء خاص من قبل الكاتب محمد آل الشيخ عبر عدد صحيفة الجزيرة رقم 12421 الصادر يوم الأحد 9 رمضان 1427ه. ومصدر الاحتفاء أن هذه الحلقة -كما يقول- كانت بحق أهم من ألف مناصحة، ومن ألف مقال يكتب عن الإرهاب ويفضح الإرهابيين، وذلك لتأثيرها على النشء في غاية الغاية من الإيجابية. لدرجة أن الكاتب اعتبر أن من احتج على هذه الحلقة أو غضب من مسلسل طاش بسببها، أنه أحد رجلين: إما رجل اختلط عليه الأمر فلم يعد يميز بين ما هو ضد الدين وما هو ضد الإرهاب، وهذا رجل ساذج وبسيط! أو رجل يؤمن بأن حلقة طاش ومثيلاتها هي التي تعرِّي الإرهاب وتطوِّق هذا الوباء، لذا يعمد هذا الرجل إلى محاولة الاحتجاج بالدين ليحافظ على الثقافة الإرهابية التي ينتمي إليها. بمعنى آخر فإن محمد آل الشيخ يرى كل من انتقد حلقة طاش المشار إليها، فهو ساذج اختطلت عليه الأمور أو إرهابي يرفض أي عمل تمثيلي يفضح هذا الوباء. وهذه الرؤية تدل على أنه لم يطلع على كل الكتابات الصحافية أو الإلكترونية التي تناولت الحلقة، أو يفهم منطق النقد الذي ارتكزت عليه تلك الكتابات، خاصة تلك التي صدرت من كتاب ومثقفين لا يختلفون عن آل الشيخ في محاربة الإرهاب وفضح المنتمين له. لذلك أود مناقشة آل الشيخ في مقاله من عدة أوجه مع التأكيد على بعض المسائل الرئيسة من خلال النقاط التالية: أولاً: يتفق الجميع على أن قضية (الإرهاب) من القضايا المصيرية التي مرت بها بلادنا، حتى إننا عشنا أياماً عصيبة بسبب طغمة فاسدة وفئة ضالة استباحت الدماء والمحرمات ودمرت الممتلكات تحت حجج دينية واهية وشعارات فارغة. ولأن أفراد تلك الطغمة ليسوا نبتاً جديداً ظهر من الأرض أو سقطاً غريباً، لأجل ذلك كانت (القيادة السعودية الرشيدة) عند مسؤوليتها التاريخية في القضاء على هذا المرض، من خلال الإجراءات الرسمية التي تمت على أكثر من مستوى، فكانت (المكرمة الملكية) بالعفو عن التائب من الإرهابيين، و(الملاحقة الأمنية) لكل من واصل غيه وإرهابه حتى اجتثاث البؤر التي يخرج منه وأمثاله، وكذلك (المراجعة الفكرية) التي قام ويقوم بها علماء دين أجلاء لتبصير أولئك الإرهابيين بحكم الإسلام لتلك الأعمال الإرهابية، كما كان هناك (المكافحة الإعلامية) من واقع الكتابات والمقالات الرصينة والبرامج الإرشادية التي تفضح الإرهاب وتبين الحكم الشرعي منه ومن أتباعه. هذه الجهود الخيرة كان لها الأثر الأكبر -بعد توفيق الله- في تطويق هذا الشر المستطير وحشره في زوايا ضيقة. ثانياً: وفقاً لما ورد في الفقرة السابقة يكون الاتفاق التام أن قضية (الإرهاب) قضية خطيرة كونها ترتبط بأمن البلاد، وأن التعاطي معها سواء أمنياً أو إعلامياً أو تعليمياً لا يحتمل (الهزل) أو الخلط بمفردات دينية وحقائق تاريخية، إنما التعاطي يكون بأقصى درجات الجدية والتناول الواعي الذي يؤسس على فهم سليم لأبعاد هذه القضية. وعليه كان من الطبيعي أن تكون حلقة طاش التي عرضت تحت عنوان (إرهاب إكاديمي) غير لائقة إعلامياً لخدمة الجهود في مكافحة الإرهاب، كما أنها مرفوضة فنياً كونها عملاً لم يرق أصلاً إلى مستوى حساسية القضية أو يكون عملاً محترفاً يؤثّر في النشء. بل العكس ارتكز العمل على الكوميديا التي لا تختلف أساليبها سواء في حلقة تتناول الإرهاب أو أخرى تتناول المسلسلات البدوية أو لعبة البلوت! ثالثاً: لم تسلم الحلقة من محاولة التشكيك في مؤسساتنا التربوية وخصوصاً المراكز الصيفية، وهي مراكز تشرف عليه الدولة من خلال أجهزتها التعليمية. ولا ينكر أحد أن المراكز الصيفية مثل غيرها قد تتعرض لبعض محاولات الاختراق أو الاستغلال من قبل الإرهابيين، لأن العقول ليست متساوية، كما أن الغلو والتطرف موجود في حياتنا وقد يتولد حتى في بيوتنا. نحن بحاجة لأعمال فنية تضع الدين في مقابل الإرهاب، لأن ذلك ما يكشف حقيقته ويفضح أتباعه. كما أن النشء يجب أن يعي أن (الإرهاب) قضية خطيرة وحساسة وجادة في واقعه وتؤثر على مستقبله وأنها لا تحتمل الهزل، وهل تحتمل أدنى درجات الهزل وقد سقط في حملة مكافحة هذا الشر الكبير الكثير من شهدائنا من رجال الأمن عليهم رحمة الله.
محمد بن عيسى الكنعان
|
|
|
| |
|