| |
بين جن الهيئة وتجني ابن بخيت.. تسلل داخل (الثمنطعش)
|
|
في حوار صحفي أجريته مع الكاتب عبدالله بن بخيت ونشرته (الجزيرة) قبل سنوات وتحديداً في 2-5- 2003م قال أخي عبدالله بن بخيت إنه (يجيد المحيور داخل خط الثمنطعش) وإنه يتعمد ذلك، مبرراً أن الكاتب الذي لايقتحم منطقة الخطر الاجتماعي ولايخالف السائد ليس بكاتب، وقتها أعجبني كلام ابن بخيت وخاصة انه أكد في الاجابة ذاتها أن (الكاتب الحقيقي هو الذي يحمل طابعاً هجومياً ولا أقصد متهجماً بمعنى إيذاء الناس) حسب تعبيره، كما أني من متابعي (يارا) لما له فيها من نغمة ساخرة بارزة، بالإضافة إلى تميز يحسب له في وصف أجواء الرياض القديمة بصفته من (عيال العطايف) حسب تعبيره، ابتداء من ذاك الشارع ومرورا بالكثير من الأسماء الجميلة الأخرى، كدخنة وعسيلة ومعكال وغيرها، الأمر الذي كان يثير في أشجى الذكريات بوصفي من عيال الشميسي الذين لازالوا بعد مرور سنوات كثيرة من تركهم لها يتغنون بذكرياتها الجميلة. في 25-9 كتب ابن بخيت في يارا حول موضوع الشاب السعودي الذي تلبسته جنية قالت انها يهودية من اليمن وذلك اثناء تعاطيها مع المشايخ الذين عالجوه بقراءة القرآن عليه، والموضوع نشرته (الجزيرة) في 7-9، أضحكتني كثيرا (ذبات) ابن بخيت على ملابسات الموضوع، كانت المقالة عبارة عن قراءة أخرى للحكاية من زاوية ساخرة وصلت حتى إلى تهديدي بمداعبة جميلة أنا وزميلي سعود الشيباني بأننا عرضة لانتقام الجن بسبب مانشرناه. لن أناقش هنا مدى إيمان الكاتب بالجن، وتلبسهم الناس، وكلامهم، وخروجهم بالقرآن، والسحر بما فيه من عقد وطلاسم، لن أناقش كل هذه الأشياء، فالإيمان في النهاية هو مسألة بين العبد وربه، كما لن أتطرق إلى معاناة المصابين بالسحر ومعاناة أهلهم، فكما أشار الشيخ خالد الشعلان في الموضوع المذكور: هناك عدد كبير من السحرة والمسحورين في مجتمعنا، وأنه لا يحس بذلك إلا من عانى كالشاب (ج) وأهله! ولكني أتوقف عند وصفه للمادة الصحفية المنشورة بأنها تقرير (هو في الأصل صادر بالكامل عن هيئة الأمر بالمعروف، وليس للصحفيين من فضل سوى نشر صورتيهما وتعريض نفسيهما لانتقام الجنية اليهودية) كما قال. لن أتوقف لأناقش وأوضح، بل لأساله: أين مبدأك في عدم التهجم على الناس بينما حديثك عن المادة المنشورة وطريقة نشرها يحمل اتهاما بالقصور المهني في حق كل من سمح بنشر موضوع الجنية اليهودية، بل وإبرازه كما ذكرت: بالألوان وعلى ثمانية أعمدة وباللون الأحمر الفاقع مدعوما بصور أبطال القصة (بما فيها صور للصحفيين)؟ والقول بأننا مجرد ناقلين لتقرير صادر من جهة ما دون استيفاء شروط العمل الصحفي؟ بغض النظر عن كون (الذبات) ونبرة السخرية في المقالة مضحكة، إلا أنها جعلتني أعيد قراءة إجابات الأخ عبدالله بن بخيت في ذلك الحوار القديم من زاوية أخرى، وخاصة عندما أشار الكاتب في مقالته إلى أن صورته سيتم نشرها مع الردود التي ستعقب على مقالته من خلال (عزيزتي الجزيرة) (وبهذه المناسبة أدعو أبا يارا للاطمئنان فإن الجن لن يتعرضوا له حتى لو نشرت صورته في الصفحة الأولى!) تذكرت وقتها حديثه عن (المحيور داخل خط الثمنطعش) كاللاعب الذي يمتع جمهور الدرجة الثانية بالمحيور دون تسجيل أهداف إلا لفت الأنظار وإثارة الضجيج. إنه لمن الغريب أن تكون رغبة الكاتب في لفت الأنظار واستثارة الردود والتعقيبات مبررا لفرض الظنون والآراء الخاصة كوقائع ثابتة، ومن الغريب أيضاً أن تكون (الفوبيا) لدى الاستاذ عبدالله تجاه كل ما يتعلق بالهيئة سبباً في انعدام الرؤية لديه حتى وصل به الأمر أن يقرر براديكالية مفرطة وصفه المادة المنشورة بأنها خالية من الجهد الصحفي وأنها مجرد (تقرير صادر في الأصل من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ناسياً أو متناسياً أن هناك أطرافا أخرى في الموضوع غير جهاز الهيئة! هل اطلعت عن طريق توارد الخواطر على ما تم قبل كتابة المادة ونشرها؟ أم أن شيطانك الشعري من وادي (عبقر) هو من أوصى لك بهذه الرؤية فنقلتها عبر زاويتك دون أن يكون لك أي فضل فيها؟! أسئلة كثيرة حملها تعقيبي هذا، أتمنى أن يأخذالاستاذ عبدالله بن بخيت وقته في تأملها، أقول تأملها، وليس الإجابة عليها فيما سأكون وزميلي سعود الشيباني في طريقنا لنشر مواضيع أخرى، من بينها متابعة لردود الفعل الكثيرة والمفاجئة التي جاءت على الموضوع الأصلي، والحالات التي ظهرت وتم علاجها بعد نشر حكاية الشاب (ج)، لنقدمها هدية له.
فهد الغريري
fahadag@hotmail.com |
|
|
| |
|