| |
أين الخلل؟! يوسف بن محمد العتيق
|
|
بعض الزملاء ممن أعطاه الله موهبة القدرة على التأليف والكتابة وتصنيف الكتب يجهل أموراً تحدث بعد التأليف، ولو كان يعلمها من قبل لما أقدم على التأليف ولجعل كتابه الذي ينوي تأليفه حبيس الأدراج، حتى يأتي (فاعل خير) ليطبع الكتاب له، وعذراً على هذه الاستفتاحية المتشائمة، لكن دعوني أروي لكم ما حدث وتكرر مع أكثر من زميل ممن قدم لمجتمعه كتاباً توثيقياً، وبالأخص في مجال التاريخ المحلي أو التراجم أو الحديث عن الأسر، هذا المؤلف يسهر ويتعب ويشتري المراجع ويترك أهله ومحبيه ليكون كإحدى الطاولات في المكتبات العامة لا يتجاوز هذه المكتبة من أجل استكمال بحثه والنظر في المراجع؛ لأنه لا يستطيع شراء حجم كبير من المصادر والمراجع وهو يريد أن ينقل منها معلومة واحدة أو معلومتين، وهذه الفترة مرهقة وتأخذ من تفكير الإنسان وصحته ووقته ما لا يقدر بثمن. بعد ذلك يدخل في متاهات لا يحسنها، وهي الدخول في عالم الطباعة (الفني)، وهذا عالم آخر يحتاج الحديث فيه إلى مقال مستقل. لكن دعوني أقف على جزئية واحدة يعاني منها المؤلفون عند نشر كتبهم التاريخية والتي تناقش قضية تهم الباحث السعودي في كل شبر من وطننا الغالي، وهي أن الباحث لا يطبع من كتابه إلا كمية قليلة وقليلة جداً مقارنة بحجم القراء والمهتمين في السعودية والخليج العربي كون هذه البلدان تكاد تكون منظومة واحدة في التاريخ المحلي، هل تصدق عزيزي القارئ الكريم أن معدل ما يطبعه مؤلفو هذه الكتاب يراوح بين ألفي نسخة وثلاثة آلاف نسخة من العنوان الواحد، ولم أرَ شخصاً طبع أكثر من ذلك العدد إلا وقد عض أصابع الندم على اقترفت يداه! هل يعقل أن يعامل كتاب تاريخي بهذا التعامل؟ إذ إن متوسط السنوات التي يمر بها الكتاب حتى ينفد لا تقل عن خمس سنوات للمتفائلين. أين الخل وأين المشكلة؟ هل في الكتاب؟ أم في المؤلف؟ أم في شركات التوزيع؟ أم في القراء أم في الجميع؟!
للتواصل: فاكس 2092858
tyty88@gawab.com |
|
|
| |
|