| |
لما هو آتً ما ثمَّة غير الأمل د. خيرية إبراهيم السقاف
|
|
انتصف شهر رمضان وكنت كلما انتصف تسرَّب الحنين والحزن لقلبي.... ربَّما لأنَّ ما تراكم في الجوف منه ليست بقايا، بل لبنات من طوب أبيض منقوش بزخم معطَّر معتَّق من دواة معانيه مداداً روحياً لا ينتهي له أثر ولا تقف له روافد.... أحياناً أشعر كأنَّ رمضان صديق جاء ليمضي معي لحظات مكاشفة لا يلبث أن يسكب على جروحي وأتعابي بلسماً معجوناً من غيب إلهي لا وصف له حتى إذا ما اقتربت لحظات مغادرته عاودتني أمراضي كأنني الطفل الراغب في بقاء أمه بجواره أكون الراغبة في بقاء هذا الصديق الطبيب.... أحيانا أشعر بأنَّ رمضان عينٌ كبيرةٌ حين تفتح جفنيها فإنَّها من السِّعة بحيث تأخذني لجوفها فأغتسل في النهر المطهر وأرتوي... حتى إذا ما اقترب موعدها لتغلق وجدتني بصعوبة بالغة أتململ كيف أستل نفسي من جوف نهرها وأبقى على ارتوائي ونداوتي... أحيانا أشعر أني وحيدة وأنَّ رمضان يؤنس هذه الوحدة ويضفي عليها حياة ليست كالحياة فكيف إن جاء يغادر أقدر أن أعود من حلم هذه الحياة. رمضان ينتصف والغصَّة في الحلق تراودني عن بكاء لا يتوقف... لو كان رمضان يتكلم لقلت له أجبني كيف أنت وهذه المشاعر التي تعتمرني وتعتورني....؟؟ ربما لا بد لي من الخلوص الآن من الشعور بقرب وداعية لا أدري لعل الله تعالى فيها قد منحني من رمضان رحمة لا تحرمني من المغفرة ومغفرة لا تحرمني من العتق.... أوه، يحق لي أن أشملكم جميعكم في هذا فاللهم اقبل واستجب...
|
|
|
| |
|