| |
مسؤول بالأمم المتحدة يحذّر من إرسال قوات إلى دارفور في غياب اتفاق سياسي السودان: مشاركة قوات عربية وإفريقية في القوة الدولية تعدّ عملاً عدائياً
|
|
* نيويورك - واشنطن - الوكالات: حذّر السودان الدول الإفريقية والعربية من المساهمة بقوات في القوة التي تسعى الأمم المتحدة إلى إرسالها إلى دارفور، مؤكداً أن مشاركة من هذا النوع ستعدّ (عملاً عدائياً). وجاء تحذير الخرطوم في رسالة اطلعت وكالة فرانس برس على نسخة منها أرسلها السودان إلى بعثات الدول العربية والإفريقية في الأمم المتحدة. ويؤكد السودان في رسالته (رفضه التام) لنشر قوة يمكن أن تضم عشرين ألف جندي كما ورد في قرار لمجلس الأمن الدولي في آب - أغسطس الماضي لتطبيق اتفاق السلام الهش في دارفور، وقال: إنه (في غياب موافقة السودان على نشر قوات للأمم المتحدة ستعتبر أي خطوة طوعية للمساهمة في قوات لحفظ السلام في دارفور عملاً عدائياً ومقدمة لغزو دولة عضو في الأمم المتحدة). وذكّرت الرسالة (بالدعم الكامل) من جانب الخرطوم لقرار الاتحاد الإفريقي تمديد مهمة قواته التي تضم 7200 رجل في دارفور ثلاثة أشهر حتى 31 كانون الأول - ديسمبر بعد أن تلقّى وعوداً بدعم مالي ولوجستي من الأمم المتحدة ودول عربية. وطلب مجلس الأمن الدولي في القرار 1706 في نهاية آب - أغسطس إرسال قوة دولية من 17 ألف رجل وثلاثة آلاف شرطي إلى دارفور لتحل محل قوة الاتحاد الإفريقي. لكن الاتحاد الإفريقي وحيال رفض الخرطوم انتشار القوة الدولية قرّر تمديد مهمة قوته في دارفور ثلاثة أشهر حتى 31 كانون الأول - ديسمبر. وأكدت رسالة الخرطوم ضرورة التمييز بين (اتفاق السلام الشامل) الموقّع مطلع 2005م بين الخرطوم والمتمردين السابقين في الجنوب وبين اتفاق السلام في دارفور الموقع في أيار - مايو في أبوجا بين السودان وقسم من متمردي دارفور. وأشارت إلى أن (مهمة بعثة الأمم المتحدة تقتصر على الإشراف على اتفاق السلام الموقّع مع الجنوب). وتسعى الحكومة السودانية بذلك إلى إفشال محاولة محتملة من قبل مجلس الأمن للالتفاف على معارضتها نشر قوة للأمم المتحدة في إقليم دارفور (غرب السودان) من خلال تعزيز قوة الأمم المتحدة في جنوب السودان. ويشهد إقليم دارفور منذ أكثر من ثلاثة أعوام حرباً أهلية بين القوات الحكومية والمتمردين أسفرت عن مقتل نحو مائتي ألف شخص وتشريد 2.5 مليون آخرين حسب الأمم المتحدة. ومن جانب آخر، قال رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة: إن المنظمة الدولية لا تستطيع إرسال قوات حفظ سلام لوقف ما سمّاه الانتهاكات في إقليم دارفور بغرب السودان ما لم يتم التوصل لاتفاق سياسي وما لم يكن هناك عدد كافٍ من القوات لمراقبة المنطقة. وقال جان ماري جوينو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام: إنه ستكون هناك حاجة لعدد هائل (ليس متوفراً) من الجنود لمراقبة الأوضاع في دارفور. وأضاف: (عندما تحاول الحفاظ على السلام في أي موقف وتخلط بين حفظ السلام وفرض السلام فسرعان ما تجد نفسك في مواجهة صعوبات كبيرة). وتابع: إنه في الأحوال العادية فإن الجنود يستندون في ممارسة مهامهم إلى اتفاق سياسي، ومن ثم فإنهم يكونون مخوّلين (بالحمل بقوة على من لا يلتزم بالاتفاق). لكنه قال: إن أي شخص (يقول لي: إنه يمكن إخضاع نحو نصف مليون كيلومتر مربع للمراقبة، وإن القانون والنظام يمكن أن يُفرضا من قبل قوة خارجية، هو على خطأ). ومن جانب آخر، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان أندرو ناتسيوس يوم الأربعاء إنه سينضم إلى آلاف الطلبة الأمريكيين في صيام من أجل جمع أموال لمساعدة منكوبي دارفور التي مزّقتها الحرب. وأضاف ناتسيوس قوله إنه يأمل أن يزور دارفور قريباً، وإنه تقدّم بطلب يوم الأربعاء للحصول على تأشيرة للذهاب إلى السودان ومتفائل بأنه سيحصل عليها.
|
|
|
| |
|