| |
مريول المدرسة هدى المعجل
|
|
- يجب ألا ترمي الزجاجة في سلة المهملات هكذا وأنت واقفة. - إذن كيف أرميها. - عليك أن تحني ظهرك قليلا ومن ثم تقومين برميها. - ولماذا أجهد نفسي حتى اتخلص منها والأمر سهل جداً. - لأنك يا ماما إذا رميتها في سلة المهملات وأنت واقفة قد تنكسر فتكون شظاياها خطرة علينا. *** ابتسمت له باعجاب.. غادر المكان حيث يكون اخوته ليواصل اللعب معهم.. وأخذت في تقليب الجريدة وأنا لا ألوي على شيء مما قرأت فذهني ما زال يسترجع الاكتشاف المثير الذي يظن ابني بأنه قد اكتشفه وأراد ايصاله إليَّ بكل ثقة. *** فهد في السادسة من عمره وفي هذا العام بالذات يشعر بأنه كبر وأصبح رجلا يعتمد عليه ويستطيع أن يبتاع بنفسه لعبا وحلويات من الدكان القريب من منزلنا دون طلب ذلك من أخيه الأكبر. كيف لا ينتابه هذا الشعور وحقيبته المدرسية لا تغادر فراشه بما تحويه من دفاتر ومقلمة بداخلها قلم رصاص ومبراة وممحاة ومسطرة صغيرة. - ماما الأستاذ طلب مني أن أحضر قلما أزرق وأحمر مثل اختي منى. - من أين لك برؤية الأستاذ والعام الدراسي لم يبدأ بعد والمدارس ما زالت مغلقة. طاطأ رأسه وابتسم ابتسامة خجل بريئة ثم انصرف. *** يرى العلماء بأن الطفل لا يكذب ولكنه يعيش أحلاما وتخيلات من خلالها يتحدث بما لم يقع وكأنه واقع بالفعل. كثيرا ما اتهم فهد من اخوته الأكبر منه بأنه كذاب بسبب القصص المثيرة التي يرويها لهم ويكون فيها البطل الشجاع. كنت أحاول افهام اخوته بأنه لم يع مفهوم الكذب بعد وكل ما في الأمر تخيلات وأحلام طفل، وقد مررتم أنتم في طفولتكم بما يمر به الآن. عدت للتو من السوق بمعيتي أخته الكبرى بعد أن اشتريت لها مريولا للمدرسة، ارتدت المريول لتتأكد من أن مقاسه مناسب عليها. أثنى الجميع عليها وأنا كذلك. انتبهت ولم أر فهد بينهم - أين فهد؟ الجميع: هاااه.. لا نعلم وجدته في فناء المنزل.. كان يبكي، اقتربت واخوته منه. - لماذا تبكي؟ لا إجابة.. ضممته إلى صدري، أعدت سؤالي - لماذا تبكي؟ - لا أرغب في الذهاب إلى المدرسة. - لماذا يا حبيبي؟ - أخشى أن يضربني الأستاذ - يضربك؟ - نعم لأنك لم تشتر لي مريولا للمدرسة؟ وضج الجميع بالضحك
|
|
|
| |
|