| |
وتاليتها... د. هند بنت ماجد بن خثيلة
|
|
حين يفلس أصحاب النوايا السيئة من النيل من المملكة، من قيادة المملكة ومن شعبها، سيستنهضون وسائلهم من مكامنها لإطلاق سهامهم التي لن تؤثر في هذا الوطن وقيادته وأهله. لم تكن المملكة بقيادتها ورجالاتها في يوم من الأيام صاحبة توجه سري في أي شأن في علاقاتها مع الأصدقاء والأعداء معاً، بل إن ما يزيد من مكانة ومصداقية المملكة هذا الدوء وهذه الصراحة في الشؤون التي تربطها بكل دول العالم. والمملكة هي الدولة العربية الإسلامية الوحيدة التي قدمت مبادرتين للسلام بين العرب وإسرائيل. الأولى كانت أيام خادم الحرمين الشريفين المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز في الرباط، والثانية وهي ما اصطلح على تسميتها بالمبادرة العربية وكانت في قمة بيروت حين أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - حين كان ولياً للعهد. إذاً المملكة وقيادة المملكة تجاهر بالسلام وبالدعوة إليه، وهي تصرح باستمرار بأنها على استعداد أن تتحمل الجزء الأكبر من العبء المترتب على عملية السلام كاملة وعادلة بين العرب وإسرائيل باعتبار المملكة دولة عربية إسلامية قيادية على مستوى المنطقة وعلى المستويين الإسلامي والعالمي من حيث المكانة السياسية والقدرة الاقتصادية، وقوة التأثير في السياسات العالمية. ولطالما أعلنت المملكة على لسان قادتها ورجالها أنها تؤيد المسار السلمي العادل والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وهي ضد كل ما بني على قوة وباطل، ولست أرى بعد كل ذلك حاجة إلى اجتماع سري بين مسؤول سعودي وإسرائيلي! إن الذين يروجون لمثل هذه الدعايات، إنما يهدفون في الدرجة الأولى إلى تمزيق الموقف العربي وإضعاف الكلمة العربية في سياق الحلول المتوقعة، وليس غريباً أن تأتي هذه الضجة في الوقت الذي تستعد فيه الجامعة العربية والدبلوماسية العربية إلى طرح مشكلة الشرق الأوسط برمتها على مجلس الأمن باعتبارها مشكلة في حاجة إلى حل دولي بعدما أثبتت السنوات السابقة فشل الحلول الجزئية والدور الواحد للتأثير في عملية السلام. قد نفهم ونتوقع الهدف من هكذا إشاعة حين تقوم على نشرها صحيفة (يدعوت أحرونوت) مثلاً أو وسائل إعلام إسرائيلية أخرى، أو منابر إسرائيلية أخرى، أو منابر إسرائيلية متخصصة في علم التأثير السياسي بالشائعة. قد نفهم المغزى من ذلك كله ولن يبعث فينا ذلك كله أي استغراب من أي نوع كان.. لكن المستهجن حين تدور تلك الشائعة على ألسنة شربت الضاد.. وأكلتها.. وتاليتها!!
|
|
|
| |
|