| |
فيما تقام المسارح الهزلية في شهر رمضان موظفون تجردوا من أخلاق المهنة وجعلوا من بركة الشهر إجازة للنوم
|
|
* جدة - خميس السعدي: ليست المسرحيات الهزلية فقط تلك التي تقام في المسارح.. فهناك مسرحيات أكثر هزلية تحدث في الواقع ولكن أن يتوافق حدوثها مع حلول شهر رمضان من كل عام فهذه هي الكارثة. حيث يعمل ذاك الموظف أو هذا في قطاع حكومي أو خاص في مختلف أرجاء المعمورة ولكن القاسم المشترك بينهم انهم جميعاً يعملون في هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك، ومع بدء هذا الشهر تتثاقل الهمة عن إنجاز الأعمال، إذ يتحد رأي الأغلبية بقولهم: (يصبح العمل عبئاً علينا، كما يتغيب معظم زملائنا عن مكاتبهم فننساق جميعاً في دوامة الإهمال). لكن المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد و يتسبب هذا الإهمال في تأخير الكثير من الأعمال ويؤدي إلى سخط مراجعي تلك الدوائر وغيرها إذ قد تجد نفسك في هذا الشهر عند دخول أي مرفق كان في وسط معمعة من السخط والتذمر نظير تأخير معاملة أو رفع قيمة سلعة وخلاف ذلك من الأمور الحياتية اليومية وفي النهاية لا تستغرب بعد أن ترى هذا التقصير سماع كلمة (اللهم اني صائم) كما يجد ذلك الموظف الذي تقاعس عن العمل في رمضان بعد عطلة عيد الفطر أمام كمّ هائل من الأعمال التي تتطلب السرعة في الإنجاز وإلا أدى تأخيرها لمشاكل أخرى ولربما كانت أدهى من تلك التي حدثت أثناء الصيام، وبالتالي قد يتسبب الأمر بمشكلة قد تتدخل جهات أخرى خارجية لحلها ودياً أو مستشفى لمعالجة آثارها. هؤلاء هم نماذج واقعية للموظفين في شهر رمضان المبارك، فنحن نعلم جميعاً دون أن يخفى على أحد أن العمل عبادة، لكن هذه المقولة لا تطبق في هذا الشهر عند الأغلبية من الناس. ومع أنه لا يمكننا تعميم ظاهرة التكاسل هذه، واتهام جميع الموظفين بالإهمال لكن الصورة التي تطغى هي الصورة السلبية، صورة الموظف النائم خلف مكتبه بانتظار انتهاء الدوام، أو صورة المكتب الفارغ لأن الموظف قرر أخذ إجازة خلال شهر الصيام لأن العمل فيه مشقة عليه. شهر رمضان شهر عمل وعبادة وليس شهر عطلة كما يتخذه البعض، حيث يجمعون رصيد الإجازات السنوية للاستفادة منها خلال الشهر الكريم لأنهم لا يتحملون الصوم والعمل معاً. فعلى الرغم من أن ساعات العمل في شهر رمضان تكون أقل من معدلها الطبيعي في باقي أيام السنة، إلا أن همم الموظفين تتثاقل عن أداء واجباتهم وتكون حجتهم على الدوام هي أنهم صائمون. حتى أن بعضهم يعتبر العمل محطة يومية لتمضية الوقت بانتظار موعد الإفطار، أو استراحة للنوم والتكاسل. ويصاب المراجعون بالملل نتيجة المماطلة التي يصادفونها ونتيجة الإهمال الذي يجدونه لمعاملاتهم. كما يشكو البعض من العصبية التي يتعاطى بها بعض الموظفين. هذا ويتعلل البعض من أولئك المقصرين بالصيام والتعب الذي يسببه لهم، ويتعلل آخرون بالمرض ومثلهم من يتحجج بأنه اضطر لترك التدخين وهذا ما يجعله عصبياً خلال يوم الصيام، فهناك الكثير من الموظفين الذين يتعاملون بسلبية مع المراجعين ولا يستجيبون لطلباتهم حتى أن البعض قد يطلب ممن أتى لقضاء مصلحة ما أن يأتي في يوم آخر وربما بعد عيد الفطر. أما جانب الإيجابية وهم الموظفون الذين لم يتكاسلوا وبقي حالهم كالأشهر البقية من السنة يأخذون من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلك مضرب مثل لهم إذ يقولوا إن رمضان شهر خير وبركة وعمل وفيه تمت أعظم الغزوات والفتوحات الإسلامية ولم يكن شهر عطلة.
|
|
|
| |
|